بعدما أسدل الليل ستائره، خرجت صرخات مدوية، من نافذة منزل بسيط بحي الخزان بمدينة بدر بالقاهرة، وهو مشهد متكرر يومياً بين الزوجة "نيرة ياسر" وزوجها، لكن هذه المرة انتهي بسقوط الزوجة جثة هامدة، عندما قرر الزوج كتابه الفصل الاخير في حياتها على يديه بطريقة بشعة فأقدم على خنقها بملاية السرير داخل الشقة. جريمة قتل ربة منزل على يد زوجها بمدينة بدر تبدأ حكاية "نيرة ياسر" صاحبة ال25 عاماً، كطفلة نشأت في إحدى القرى بمحافظة المنيا، ثم تزوجت شاب يدعي "رمضان"، واتفقا على السير معا لتجاوز الصعاب والعراقيل دون توقف أملا في حياة سعيدة يسودها التفاهم، ففي صباح كل يوم يخرج الزوج للعمل كسائق على "ميكروباص"، وعند عودته تكون الزوجة في انتظاره، تقوم علي رعايته علي أكمل وجه، وظلت الامور تسير بينهما في حالة هدوء وطمأنينة، حتى أنجبت طفلتها "رحمه"، التي كانت تعاني من مرض "الالتهاب الرئوي" منذ والدتها، وظلت في رحلة العلاج حتى صعدت روحها إلى بارئهاُ، بعدما توفت الطفلة تحولت حياة "نيرة"، إلى حجيم بسبب اعتقاد زوجها بأنه أهملت في العناية بالطفلة وكونها السبب في وفاتها. لتتبدل حياة "نيرة"، إلى الجحيم، بعد وفاة نجلتها، لكنها كانت تتحمل أملا في الحفاظ وأن ينصلح حال الزوج. لكنه كان يزداد سوءًا بمرور الوقت، وظل يعتدي عليها بالضرب بأبشع الطرق، حتى أصبح أمر اعتيادي له عند الجيران بأن يتعدى على زوجته، وحينما يحاول أحد أهالي المنطقة، لإنقاذها من يديه، كان يوجه لهم الشتائم محدثا إياهم. وفي الليلة المشئومة ابتسم الشيطان للمتهم «رمضان»، فأوهمه بأن زوجته هي السبب وراء وفاة طفلته أبنة ال"عامين"، فظل يخطط لها لينتقم منها، وعندما اتيحت له الفرصة الانتقام، أقدم على خنقها وقتلها وبعدها أبلغ أسرته قائلاً: «أنا قتلت مراتي وانتقمت لابنتي». والد المجني عليها: لم نتوقع أن يقتل المتهم أبنتي وقال "ياسر"، والد المجني عليها: «أنا كنت رايح أصلي العشاء، فاتصل عليا والد المتهم يخبرني بالواقعة قائلاً: «إلحق رمضان قتل بنتك نيرة في الشقة»، وقتها لم أصدق وذهبت إلى هناك، ولقيت الأهالي واقفة أمام شقة ابنتي ومعهم رجال المباحث، واقفه، وهناك عرفوا أني والد نيرة، وبدأ الجيران يخبروني أن زوجها كان يعتدي عليها بالضرب في كل ليلة حتى أصبح مشهد يومي، مؤكدين أنه عندما يحاول أحد الجيران الدفاع عنها وإنقاذها من أيده كان يتشاجر معهم، قائلاً:« أنا ومراتي محدش ليه دعوة بينا»، ولم نتوقع أن يقتل المتهم أبنتي بعد كل الخير الذي قدمته له» وأضاف والد الضحية ل«المصري اليوم»:« منذ أسبوع اتصل المتهم، وطلب 1500 جنيه، لدفع إيجار الشقة كونه يمر بأزمة مالية، وأعطيته المبلغ في سيبل سعادة أبنتي، وكنت بساعده في أي حاجة يطلبها، وكانت النتيجة بأن يقتل بنتي، بسبب اعتقاده بانها السبب في وفاة نجلته، التي كانت تعاني من مرض الالتهاب الرئوي، ولكنه كان يخطط لقتلها أكثر من مرة حسب كلامه في النيابة العامة"". وأشار: «نفسي ناري تبرد على بنتي، واشوف المتهم ملفوف حول رقبته حبل الاعدام، وقتها هحس أن بنتي حقها رجع،، وهترك الباقي لله هو المطلع على ما حدث مع بنتي، أنا عمري ما قصرت مع المتهم، ولم تشتكي بنتي منه ولو مرة واحدة، وكانت متحملة حياتها معه عشان متخربش على نفسها لكن دي النتيجة مش هقول غير حسبي الله ونعم الوكيل». البداية بتلقي قسم شرطة بدر، بلاغا بمقتل ربة منزل علي يد زوجها، وعلى الفور انتقل رجال الأمن إلى مكان الواقعة، وتم القبض على الزوج، وبمواجهته أمام رجال المباحث اعترف بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق. واستمعت النيابة لأقوال أسرة المجني عليها، وطالبت بسرعة تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة، واعترف المتهم، بأنه حاول قتل زوجته أكثر من 3 مرات منذ فترة، لكن لم تتح له الفرصة، حتى يوم الواقعة إذ تشاجر معاها، وقام بخنقها بملاءة السرير، فماتت بين يديه وتركها وبلغ أهله وقال لهم "أنا قتلت مراتي". وأضاف المتهم، في تحقيقات النيابة: «منذ وفاة ابنتي صاحبه اللسنة ونصف، وأنا أحاول قتل زوجته انتقاماً لابنتي، لاعتقادي بأنها أهملت في العناية بالطفلة، وكانت سبب في وفاتها، ففكرة الانتقام لم تفارق خيالي بعد وفاة ابنتي، وبعد ما قتلها حسيت بأنني أخد ثأر بنتي من أمها، علشان كنت لازم أطفي ناري". وأمرت النيابة العامة، بحبس المتهم 4 أيام على ذمة القضية، ووطلبت نقل جثمان المتوفية نيرة ياسر، إلى مشرحة زينهم، وقررت انتداب أحد الأطباء الشرعيين لإجراء الصفة التشريحية على جثمان المتوفية لبيان ما بها من إصابات، وسبب وكيفية وتاريخ حدوثها، والأدوات المستخدمة في إحداثها، وعلاقتها بحدوث الوفاة، وبيان عما إذا كان بالوفاة شبهة جنائية من عدمه، ومدى تواجد آثار لعنف جنائي أو مقاومة، وتقليم أظافر المتوفية إلى رحمة مولاها لبيان ما إذا كان يوجد بها آثار لخلايا بشرية من عدمه، وفي الحالة الأولى استخلاص الحامض النووى لتلك الخلايا، وسحب عينة من دماء المتوفية، والحامض النووى خاصتها على أن يتم الاحتفاظ بها لحين توافر ركن المقارنة.