أعلنت وزارة الطيران المدنى متابعتها أول بأول لآخر مستجدات الأعطال التقنية التى تعرضت لها العديد من المطارات حول العالم وتأثيراتها على حركة الطيران المدنى. وشددت الوزارة فى بيان على انتظام الحركة الجوية للرحلات الدولية بنسبه تصل إلى حوالى 97٪، وذلك خلال مرحلتى السفر والعودة من وإلى مطار القاهرة الدولى، حيث بلغ إجمالى عدد الرحلات الدولية المغادرة من مطار القاهرة الدولى إلى ما يقرب من 126 رحلة بإجمالى 19،422 راكب، كما استقبل مطار القاهرة الدولى 105 رحلات دولية كان على متنها 15.127 راكب، وذلك اعتبارًا من الدقيقة الأولى من أمس، وحتى الساعة الثانية عشرة من ظهر نفس اليوم. وكان العالم قد شهد، صباح أمس الأول انقطاعًا واسع النطاق لخدمات شركة مايكروسوفت، ما تسبب فى تعطيل رحلات جوية، وبنوك، ووسائل إعلام، وشركات فى مختلف أنحاء العالم، ما أثار تساؤلات حول هشاشة البنية التحتية التكنولوجية العالمية، وأثار هذا العطل الواسع النطاق قلقًا عالميًا حول هشاشة التكنولوجيا واعتماد العالم على بنية تحتية قد تكون غير مستقرة، مما يبرز الحاجة إلى تعزيز الأمن السيبرانى وتطوير أنظمة أكثر مرونة لضمان استمرار العمليات الحيوية فى حال حدوث أعطال تقنية غير متوقعة. وأكدت مصادر بحرية مسؤولة عدم تأثر العمل بقناة السويس بما حدث من انقطاع فى الاتصالات والتكنولوجيا عالميا، إذ كانت مصر خارج هذه المشكلة تماما، وأضافت المصادر أن العمل كان يمضى بكل قطاعات النقل البحرى داخل مصر دون أى تأثير سلبى ممن تعرضت له القطاعات المختلفة فى العالم نتيجة انقطاعات أنظمة ميكروسوفت، والتى تسببت فى تعطل الإنترنت، وأنظمة التشغيل عالميًا. وأشارت المصادر إلى أن قناة السويس تعتمد على العنصر البشرى مثلما تعتمد على التكنولوجيا، حيث إن القناة منذ قديم الزمن يسير فيها العمل بشكل منتظم قبل دخول الإنترنت والتكنولوجيا. وأكد خبراء أمن معلومات أن الاعتماد على شركات أنظمة الحوسبة السحابية المحلية يقلل الإصابة بالأعطال التقنية العالمية، وأكد الدكتور وليد حجاج خبير أمن معلومات، ضرورة تنوع مصادر الاعتماد على شركات أمن المعلومات بحيث لا تكون نفس الشركة تقدم الخدمة فى مكان واحد، مثلما حدث مع مايكروسوفت وكرواد ستريك، وما تسببت به من عطل تقنى عالمى أثر على خدمات كبرى الشركات والمؤسسات حول العالم. وأضاف «حجاج»، ل«المصرى اليوم»، أن الاعتماد على خدمات محلية تقدمها شركات محلية، يسهم فى تقليل الإصابة بالعطل حول العالم، حيث سيؤثر فقط على نطاق الدولة وليس العالم، مشددا على أهمية وجود تشريعات تنظم تقديم مثل هذه الخدمات، بما يتيح محاسبة المسؤول عن وقوع تلك الأعطال، بالإضافة إلى وجود بدائل وخطة للإحلال فى حالة حدوث الكوارث والأعطال، موضحا أن «كرواد ستريك» أكدت على أهمية وجود خطة وتواصل مع المستخدمين عند تطبيق التحديثات. من جانبه، قال تامر محمد، سكرتير شعبة الاتصالات بالاتحاد العام للغرف التجارية، وخبير التكنولوجيا، إن التكنولوجيا أصبحت تسيطر على قطاعات عريضة من الأنشطة الصناعية والتجارية والاقتصادية والخدمية، مشيرا إلى أهمية وضرورة وجود خطط طوارئ قبل تفعيل أى تحديثات يتم إجراؤها على الأنظمة السحابية أو برامج أمن المعلومات. وأضاف «محمد» ل «المصرى اليوم» أن إجراء تجارب على التحديثات الجديدة للبرامج ضرورة ملحة بعد ما تعرض له العالم من عطل تقنى تسبب فى تعطيل كبرى الشركات والمطارات وغيرها من المؤسسات الخدمية والتى تتأثرا سلبا بالأعطال التقنية، لافتا إلى أن عدم وجود خطة لتجربة تلك التحديثات تسبب فى العطل التقنى العالمى الذى شهدناه الجمعة الماضى. وقال الدكتور محمد محسن رمضان، مستشار الأمن السيبرانى ومكافحة الجرائم الالكترونية، إن العالم شهد أزمة حادة بسبب تعطل فى أنظمة مايكروسوفت، مما أدى إلى توقف خطوط الطيران العالمية وتعطيل النظم الطبية وشبكات السكك الحديدية ووسائل الإعلام، كما أثرت الأزمة بشكل كبير على البورصات الأوروبية التى شهدت ارتباكًا حادًا، كما تسبب فى شلل بالمطارات الكبرى وأعلنت شركة مايكروسوفت أنها تسعى بشكل عاجل على حل المشكلة ومعالجتها حيث تسبب العطل التقنى فى حالة من الارتباك العالمى وشلل العديد من خطوط الطيران العالمية، ونظم الخدمات الطبية، وشبكات السكك الحديدية فى الولاياتالمتحدة وعدة دول أوروبية. بينما يرى الدكتور محمد خليف استشارى الابتكار والتحول الرقمى، إلى أنه لا يمكن الاستغناء عن تكنولوجيا التحول الرقمى لأنها أصبحت عُنصر رئيسى فى حياة الجميع، وبالفعل رأينا أهمية التكنولوجيا بعد ما حدث من خسائر لمست جميع مناحى الحياة، مثل الطيران والصحة وغيرها من قطاعات هامة، ولكن أى تكنولوجيا تم انشاءها فى العالم لها مزايا وأيضًا لها أضرار، أهمها التحديثات أو مشكلة تقنية ناتجة عن خطأ بشرى، أو عن طريق cyber security والهجمات السيبرانية. وأضاف خليف ل«المصرى اليوم»، أنه لمواجهة هذه المُشكلات هُناك عدة عوامل تتمثل فى وجود منظومة من القواعد والسياسات التى تُتيح للمؤسسات والحكومات اختيار التكنولوجيا السليمة واختبارها، وذلك لتجنب الوقوع فى أخطاء جسيمة من المُمكن أن تؤدى إلى تأثر البنيات التحتية إلى التعطل، وأيضًا مخاطر أخرى كبيرة، ويجب أن يكون هُناك جزء إدارى للقيادات لتعليمهم كيفية اختيار التكنولوجيا الأمثل والأنسب لهم، وليست الأحدث، وليس مشروطًا أن يتم استيراد جميع متطلبات التشغيل من الخارج، ويُمكن التغَلُب على الاختراق، وما شابه من سلبيات عن طريق الإدارة والسياسات الناجحة فى إدارة التكنولوجيا.