من أمريكا إلى أوروبا.. اتساع رقعة الاحتجاجات المتضامنة مع غزة في جامعات العالم

مع استمرار الحرب على غزة دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار جراء فشل جميع المفاوضات، تصاعد الاحتقان داخل الجامعات الأمريكية التي تشهد مظاهرات واحتجاجات متزايدة ضد الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين.
من الشرق الأوسط للجامعات الأمريكية
مع إخفاق جولات المفاوضات بين حركة المقاومة الإسلامية «حماس» والجانب الإسرائيلي تحت رعاية مصرية- قطرية- أمريكية، تحول حرم جامعة كولومبيا في ولاية مانهاتن الأمريكية الأسبوع الجاري من مكان يجتمع فيه الطلاب للدراسة إلى نقطة تجمع للمتظاهرين المناهضين للحرب في قطاع غزة.
وقام الطلاب باحتجاجات ونصبوا الخيام تعبيرًا عن رفضهم الصريح للحرب القائمة، ما دفع رئيسة الجامعة لاستدعاء الشرطة ودخول الحرم الجامعي لفض تلك التظاهرات، فيما اعتقلت شرطة مكافحة الشغب أكثر من مائة طالب من الذين نصبوا الخيام.
بايدن واحتجاجات الجامعات
ما كان أمام رد فعل السلطات الأمريكية القمعي تجاه الطلاب سوى زيادة التظاهرات والاحتجاجات بين الطلاب المتضامنين مع الفلسطينيين على خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة، والمطالبين بسحب الأموال من الكيانات المرتبطة بإسرائيل، فكانت جامعة كولومبيا هي الشرارة التي أشعلت فتيل المظاهرات التي انتقلت إلى 12 جامعة أمريكية حتى الآن، ومنها جامعة ولاية أريزونا، جامعة جورج واشنطن، وجامعة تكساس في أوستن وغيرها.
وبين اعتقال العديد من الطلاب وتهديد الجامعات لهم بتعليق حضور كل من يشارك بها مؤقتًا ومنعه إداريًا من دخول الحرم الجامعي، وبين توسع الاحتجاجات الطلابية تنديدًا بالحرب، خرجت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، الأربعاء الماضي، في تصريحات صحفية قائلة إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يؤمن بأن حرية التعبير والنقاش وعدم التمييز أمور مهمة في الحرم الجامعي.
من أمريكا إلى أوروبا
ومن القارة الأمريكية إلى أوروبا وتحديدًا أمام جامعة سيانس بو بالعاصمة الفرنسية باريس، اعتصم عدد من الطلاب، الرافضين للحرب على غزة، أمس الجمعة، في ظل تواجد محتجين مؤيدين لإسرائيل لتحدي الطلاب المؤيدين، بينما تحركت الشرطة للفصل بين المجموعتين.
برلين
وعلى خلفية الدعوى التي رفعتها نيكاراغوا ضد ألمانيا بسبب تقديم برلين مساعدات عسكرية لإسرائيل، احتج مواطنون خارج مبنى البرلمان بنصبهم الخيام، التي أزالتها قوات الشرطة وأبعدتهم بالقوة، وأغلقت المنطقة المحيطة لمنع وصول محتجين آخرين.
بريطانيا
في يوم السبت من كل أسبوع تجري تظاهرات في لندن ومدن أخرى يحضرها عشرات الآلاف من الأشخاص، كما خرج العشرات من طلاب جامعة لندن في مظاهرات تضامنية مع ما يحدث في غزة، ودعمًا لزملائهم من طلاب الجامعات الأمريكية.
احتجاجات الجامعات بنظرة «حماس» وإسرائيل
لم يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصفًا للاحتجاجات التي اندلعت بين ليلة وضحاها وسط فشل ذريع لقوى العالم لوقف إطلاق النار ومنع قتل المدنيين، سوى أنها «غير معقولة»، قائلًا: «ما يحدث في حرم الجامعات الأمريكية أمر مروع، لقد استولت حشود معادية للسامية على جامعات رائدة، إنهم يدعون إلى إبادة إسرائيل، ويهاجمون الطلاب وأعضاء هيئة التدريس اليهود»، داعيًا إلى إدانة الاحتجاجات بشكل لا لبس فيه، وحث على وقفها.
في المقابل، اتهمت حركة «حماس» الإدارة الأمريكية بانتهاك الحقوق الفردية للطلاب، وحقهم في حرية التعبير، إذ قال عضو المكتب السياسي للحركة، عزت الرشق، إن الإدارة الأمريكية اعتقلت المتظاهرين دون أدنى شعور بالخجل من القيمة الأخلاقية التي يمثلها هؤلاء الطلاب وأساتذة الجامعات.
لحظة اعتقال رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري «نويل مكافي» خلال احتجاجات داعمة لفلسطين داخل حرم الجامعة بولاية جورجيا الأمريكية
#حرب_غزة pic.twitter.com/WVWH1c2nW8
— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 26، 2024