«تحليل دم بسيط ودقيق».. أحدث التطورات في اكتشاف وتأكيد الإصابة بتكيس المبايض

تعد متلازمة تكيس المبايض (PCOS)، مشكلة رئيسية من مشاكل الصحة العامة، فهي حالة هرمونية شائعة تصيب النساء في سن الإنجاب، كما تبدأ أعراضها في الظهور خلال فترة المراهقة، إلا أن تلك الأعراض تتغير وقد يزداد تأثيرها مع الوقت، فبحسب ما نشرته منظمة الصحة العالمية هناك 8 إلى 13٪ من النساء في سن الإنجاب مصابات بتكيس المبايض، كما أن حوالي 70٪ من الحالات المصابة لم يتم تشخيصهم.
تظهر خطورة متلازمة تكيس المبايض كونها السبب الرئيسي للعقم، وذلك نظرًا لأنها تتسبب في عدم انتظام الدورة الشهرية، الذي عادة ما يكون مصحوب بنقص الإباضة مما يقلل من فرص الحمل بشكل كبير، ورغم خطورتها إلا أنه حتى الآن لم يتم التوصل إلى سبب الإصابة بها، إلا أن النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي أو المصابات بمرض السكري من النوع الثاني أكثر عرضة من غيرهن للإصابة بها.
ونظرًا لكون 70% من النساء المصابات بتكيس المبايض لم يتم تشخيصهم ولا يدركون إصابتهم، أكدت «الصحة العالمية» أنه يجب توافر عدد من العناصر، للمساهمة في تشخيص الإصابة بتكيس المبايض، منها ظهور علامات تنبئ عن ارتفاع مستويات هرمون الذكورة، والذي يكشف عنه ظهور شعر زائد في الوجه أو الجسم، إلى جانب الظهور الكثيف لحب الشباب، وأيضًا عدم انتظام الدورة الشهرية؛ مع التأكيد على ضرورة استبعاد الأسباب الأخرى التي تتسبب في ظهور مثل تلك العلامات أولا.
كما يمكن تشخيص تكيس المبايض عن طريق المسح بالموجات فوق الصوتية، وبعض اختبارات الدم التي تساهم في الكشف عن التغيرات في مستويات الهرمونات، ومن ضمن تلك الاختبارات، اختبار هرمون «AMH»، وهو اختبار دم، موجود في عدد من معامل التحاليل الطبية في مصر، كما ساهمت شركة روش العالمية المتخصصة في مجال المستحضرات الدوائية والحلول التشخيصية في مصر، في توفير أحدث نسخة من ذلك التحليل بالتعاون مع أحد المعامل الخاصة، ضمن التأكيد على أهمية التشخيص المبكر لمتلازمة تكيس المبايض، بدعم من الهيئة الأوروبية للخصوبة وأمراض الأجنة، وتم الإعلان عن ذلك خلال فعاليات المؤتمر الطبي المشترك بالإسكندرية وبحضور نخبة من الأطباء وخبراء الصحة والمتخصصين في الرعاية الصحية.
وحول أهمية ذلك التحليل في تشخيص متلازمة تكيس المبايض، أوضح الدكتور أشرف أبوعلى، استشاري طب الإخصاب وعلوم الأجنة واستشاري أمراض النساء والتوليد، ل «المصري اليوم»، أن التحليل يعطي انطباع دقيق عن مخزون البويضات لدى السيدة، لافتًا إلى أن ذلك المخزون في غاية الأهمية لاتخاذ قرارات متعلقة بعلاج الكثير من حالات العقم، أو الحقن المجهري وأيضًا الحالات التي تحتاج إلى أدوية تنشيط، لافتًا إلى أن بعض الحالات لديها مخزون عالي جدًا من البويضات وتعاني جزء كبير من تلك النساء من تكيس المبيضين.
وأضاف أن هناك حالات أخرى لديها مخزون طبيعي أو قليل جدًا من البويضات، وكل فئة منهم لها مشاكلها وطرق علاجها، موضحًا أن التحليل وضع بشكل دقيق، حد أعلى في حالة تخطيه يتأكد أن السيدة لديها مخزون عالي من البويضات، وهو ما يزيد إلى جانب بعض الأعراض الأخرى؛ من فرص تأكيد إصابتها بمتلازمة تكيسات المبيض، مشيرًا إلى أن التشخيص الدقيق يجنب التعامل مع الحالات بشكل خاطئ، فمثلا السيدات التي تعاني من مخزون عالي من البويضات إذا تم إجراء تنشيط تبويض لهم، يصبحوا معرضين لمشاكل خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة.
كما أوضح «أبوعلي» أن مميزات ذلك التحليل، تشمل أنه لا يحتاج إلى خبرة ولا تقنيات أو مهارات متطورة، وإنما هو تحليل دقيق جدًا وبسيط، يتم إجراؤه في المعمل، ويعطي مؤشر دقيق لتشخيص الحالات التي تعاني من مخزون عالي، لافتًا إلى أن الطرق الأخرى التي تساهم في الكشف عن ذلك، قد تحتاج إلى أجهزة سونار متطورة جدًا، وهو أمر غير متوفر داخل كل العيادات وأيضًا خبرة كبيرة من الطبيب ليتمكن من تحديد الحالة بناء على شكل المبيض.