الرئيس الأمريكى يدعو لوقف الحرب: سياسة نتنياهو «خاطئة»

قال الرئيس الأمريكى جو بايدن إن سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى قطاع غزة «خاطئة»، داعيًا تل أبيب إلى وقف إطلاق النار، ووفقا لشبكة «يونيفيجن» الأمريكية الناطقة بالإسبانية، قال بايدن: «أنا لا أتفق مع مقاربته».
وأكد بايدن أن مقتل 7 عمال إغاثة الأسبوع الماضى بغارة إسرائيلية فى غزة يعملون لصالح «المطبخ المركزى العالمى»، الذى يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له، كان «فظيعا»، داعيا الإسرائيليين إلى وقف لإطلاق النار، والسماح خلال فترة المقبلة بالوصول الكامل لجميع المواد الغذائية والأدوية إلى غزة، وأشار إلى أنه تحدث مع مصر والأردن والسعودية وجميعهم مستعدون لإدخال المساعدات الغذائية إلى القطاع، فيما كثف من الضغط على إسرائيل للسماح بإدخال تلك المساعدات، مؤكدًا أنه لا يوجد عذر لعدم توفير الاحتياجات الطبية والغذائية لسكان غزة، ويجب أن يتم ذلك الآن.
وتمثل تصريحات بايدن، بشأن وقف إطلاق النار تحولا عن تصريحاته السابقة التى قال فيها إن العبء يقع على عاتق حركة «حماس» للموافقة على هدنة واتفاق لإطلاق سراح المحتجزين، وظهر التحول الكبير فى سياسة بايدن منذ مقتل عمال الإغاثة من المطبخ المركزى العالمى فى غزة.
وقال مستشار الأمن القومى الأمريكى، جيك سوليفان، إن هناك قنوات اتصال مفتوحة بين واشنطن وتل أبيب، وتابع: «هم يفهمون هواجسنا وكنا واضحين معهم فيما يتعلق بالعملية فى رفح»، مشيرا إلى أن الرد سيكون وفقا لما يقتضى الأمر.
ونوه بأن الإدارة الأمريكية لم تطلع على أى خطط تتعلق بنقل السكان أو تأمين احتياجاتهم فى غزة، لكنه أشار إذا لم تستمر إسرائيل بإجراء التغييرات فإن السياسة الأمريكية ستتغير، وتطرق مستشار الأمن القومى إلى مفاوضات الهدنة، زاعما: «إن رد حماس على اقتراح التهدئة غير مشجع حتى الآن».
وأشار سوليفان إلى احتمالية أن يكون هناك وقف لإطلاق نار يمتد لأسابيع إذا أطلقت حماس سراح الرهائن، مشيرا إلى تحدثه مع رئيس وزراء قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثانى وطلبه الضغط على الحركة لتقديم إجابة بشأن اقتراح صفقة الرهائن.
ميدانيًا، واصل الاحتلال الإسرائيلى، عدوانه ضد قطاع غزة، غير مكترث بحلول عيد الفطر المبارك الذى يحتفل به المسلمون، حيث غيب العدوان أجواء العيد والبهجة المعتادة فى هذا اليوم.
وارتكبت قوات الاحتلال مجزرتين، استهدفت إحداهما منزلا لعائلة عسلية ما أدى إلى استشهاد 5 أشقاء وإصابة والديهما بجروح، إضافة لاستشهاد 14 آخرين من بينهم أطفال ونساء فى مجزرة استهدفت منزلا مأهولا لعائلة «أبويوسف» بجوار مسجد أبوعبيدة فى المخيم، كما استهدف الاحتلال المناطق فى جنوب مخيم النصيرات وبلدة المغراقة ومدينة الزهراء.
وفى شمال القطاع، شن الاحتلال سلسلة غارات جوية استهدفت مخيم جباليا فى الشمال، واستهدف قصف مدفعى إسرائيلى شارعى المنصورة والسكة ومحيط مدرسة تونس شرق مدينة غزة، إلى جانب حى الشجاعية شرق المدينة.
وفى وقت سابق، شنت طائرات الاحتلال الحربية غارة على حى الزيتون شرق مدينة غزة، إلى جانب قصفها منزلاً لعائلة ياسين فى حى الزيتون، وغارة أخرى فى محيط محطة الخزندار شمالى غربى المدينة.
وقالت حركة حماس إن العيد يحل فى ظل حرب إبادة جماعية يرتكبها احتلال «نازى» بشراكة كاملة من الإدارة الأمريكية، وصمت وتقاعس دولى فى تجريمها ووقفها.
وأعلنت كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس بالاشتراك مع كتائب المجاهدين، مساء أمس الأول، قصفها تجمعات عسكرية إسرائيلية جنوب غرب مدينة غزة بقذائف الهاون.
فى السياق نفسه، هاجم نائب رئيس الأركان الإسرائيلى السابق، دان هارئيل، حكومة بنيامين نتنياهو، قائلا: «الجيش حقق كل ما طلبته الحكومة ويخافون الحديث عمّن سيحكم غزّة، لأن الائتلاف قد ينهار، ولا توجد فرصة لكسب الحرب».
وأضاف: «أينما ذهبنا، تعود حماس، وسينتهى بنا الأمر إلى ما كان عليه الوضع فى الصومال، ووفقا لضباط فى جيش الاحتلال يعتقدون أن هزيمة حماس لن تتم قبل عام 2026 أو 2027 فى أحسن الظروف، وفقا لما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.
من ناحيته، جدد رئيس الوزراء الإسبانى بيدرو سانشيز، التأكيد على أن بلاده مستعدة للاعتراف بدولة فلسطينية، جاء ذلك فى كلمة له أمام مجلس النواب الإسبانى، أمس، موضحا أن الأسرة الدولية لا يمكنها أن تساعد الدولة الفلسطينية ما لم تعترف بوجودها. ولفت إلى أن رد إسرائيل «غير المتناسب» فى قطاع غزة، «يقوّض عقودا من القانون الإنسانى الدولى ويهدد بزعزعة استقرار الشرق الأوسط وبالتالى العالم بأسره».
من جهته، قال وزير الخارجية الأيرلندى مايكل مارتن، إن بلاده تعتزم التحرك للاعتراف بدولة فلسطينية فى الأسابيع المقبلة، كما سيقدم اقتراحا رسميا للحكومة بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية مع اختتام «مناقشات دولية أوسع»، جاء ذلك فى كلمة له أمام البرلمان الأيرلندى فى العاصمة دبلن.
وقال مارتن إنه ليس لديه أدنى شك فى أن جرائم حرب قد ارتكبت فى غزة، والاعتراف بدولة للفلسطينيين يمكن أن يكون حافزا لمساعدة سكان غزة والضفة الغربية وتعزيز مبادرة السلام العربية.