انهيار والدي «فتاة الشروق» ضحية «سائق أوبر» أثناء جنازتها: «متمسكين بحقها بالقانون» (قصة كاملة)

«هبوط في الدورة الدموية، وعدم استجابة للصدمات الكهربائية على القلب».. هكذا كانت نهاية حبيبة الشماع، المُعروفة إعلاميًا ب«فتاة الشروق»، داخل غرفة العناية المركزة بالمركز الطبى العالمى بعد نحو 3 أسابيع من حادث قفزها من سيارة «أوبر» استقلتها من منزلها بمدينتى إلى مصر الجديدة، خوفًا من السائق الذي قالت تحريات الشرطة إنه كان ينوى التحرش بها، إذ ألقت بنفسها على طريق السويس، حيث طلب لها أحد المارة الإسعاف، وهو الشاهد الوحيد على الواقعة.
جنازة حبيبة الشماع «فتاة الشروق»
جنازة «حبيبة»، من مسجد الشرطة بالتجمع الخامس، حضرها المئات من أصدقائها وأقاربها وزملائها، وأناس لا يعرفونها سوى من الأخبار المتداولة بشأنها في الصحافة ومحطات التليفزيون والسوشيال ميديا، وسط إجراءات أمنية مشدّدة.
الجميع انهار بمن فيهم والدا الضحية، فأخذا يتشبثان ب«النعش» كأنهما لا يريدان تحريكه من مكانه، لا يصدقان رحيلها والاستعداد لدفنها بمثواها الأخير بمقابر العائلة بالوفاء والأمل في مدينة نصر بالقاهرة.
«حبيبة»، تخرجت في كلية الإعلام بالجامعة البريطانية 2022، امتهنت «الآوت دور» ومجالى التسويق والإعلانات، وكانت مستغرقة في السعى لإعداد مؤتمرات كبرى، بينما يوم الحادث كانت في طريقها للقاء أصدقائها وزملائها في العمل للاستعداد لتدشين معرض كان مفترضا تنظيمه بعد 3 أيام وقتها.
الخميس الماضى، أثناء أداء دينا عمر، والدة حبيبة، صلاة العصر، سمعت «هرج ومرج» داخل الغرفة التي ترقد بها الابنة، ما إن انتهت من دعواتها «يا رب خير»، فوجئت بالأطباء يشيرون إلى عدم استجابة المريضة للصدمات الكهربائية على القلب.
اتدفنت مع أحلامها
الأم استقبلت الخبر الأصعب «شدّى حيلك»، قال لها الأطباء، إذ لم تصدق والدة الشابة العشرينية رحيلها، «نامت تحت رجليها تبكى وتصرخ»، أخذت تسترجع يوم الحادث «يومها قالت لى يا ماما خدى إنت عربيتى وروحى مشاويرك، أنا هركب (أوبر)»، تتذكر ويعتصر قلبها الألم «كنت بخاف عليها، وده اليوم الوحيد اللى خرجت من غير عربيتها، ولشدة حرصى عليها اتصلت عليها لكن لم أسمعها جيدًا لارتفاع أصوات الأغانى بسيارة الأوبر، فطلبت ابنتى من السائق تخفيض مستوى الصوت، وإزاء عدم استجابته طلبت منها النزول واستقلال سيارة أخرى، وقلبى حس إنها مش بخير».
مكالمة هاتفية، من صديقات وزملاء «حبيبة»، تلقتها أم الأخيرة «تعاللى بسرعة على مستشفى الشروق العام»، قلب الأم يرتجف «روحت على هناك، لقيت بنتى مفيش حتة في جسمها سليمة، ومخها اتحرك من مكانه، طلبت نقلها إلى المركز الطبى العالمى، حيث رقدت حتى وفاتها، بسبب قفزها من سيارة الأوبر على طريق السويس إذ وقف لها أحد المارة وطلب الإسعاف وقالت له: (أوبر عايز يخطفنى) وبعدها أصيبت بتشنجات ولم تفق من الغيبوبة حتى رحيلها».
تقول الأم إن الضحية كانت أكبر أولادها: «درست الإعلام وكان لديها طموحات في مجال (الآوت دور) والتصميمات الإعلانية وحضرت منتديات ومؤتمرات كبرى خلال الآونة الأخيرة، ويوم الحادث كانت في طريقها لتلتقى فريق العمل للاستعداد لمعرض كان مفترضا تنظيمه في 26 فبراير الماضى، باكيةً: «جه ميعاده وبنتى مفقتش وماتت واتدفنت مع أحلامها».
حقها هيرجع بالقانون
فاجعة والدة «حبيبة» كانت كبيرة، حيث ظلت لساعات لا تستطيع أن تصدق أنها لن ترى الابنة مرة أخرى، وهى التي تعدها الصديقة والابنة والأخت، وكافحت من أجل أن ترى اليوم الذي قد تزفه إلى عريسها لا أن تحملها عائلتها في نعش.
تبدى الأم حزنها: «بنتى راحت ضحية نتيجة استهار شركة أوبر بأرواح الركاب، ولما الشرطة ألقت القبض على السائق كشفت عليه جنائيًا تبين أنه مسجل خطر، ولا أعلم كيف التحق بالعمل داخل الشركة وهو شخص خطر على المجتمع، بنتى كانت تصارع الموت كل يوم ولما ماتت ملحقتش أودعها ولا سمعت صوتها من يوم إصابتها، حقها عند ربنا مش هيروح في الآخرة، وهيرجع بالقانون في الدنيا».
والدة الضحية التي طالبت النائب العام بمساندتهم حتى تسترد حق ابنتها، تقول: «بنتى مش ضعيفة وكانت شخصيتها قوية وشجاعة، ولم تقفز من الأوبر إلا إذا كان السائق هددها أو حاول يخطفها، فكانت آخر كلماتها للشاهد الوحيد إن (أوبر عايز يخطفنى)».
اتهام سائق أوبر بالقتل والخطف
والد «حبيبة»، اكتفى بقوله: «متمسك بحقها ليوم الدين، وخصيم المتهم عند ربنا»، معبرًا عن امتنانه للرئيس عبدالفتاح السيسى وقرينته، لاهتمامهما بحالة ابنته وتواصلهما معه.
محامى أسرة فتاة الشروق، الدكتور محمد أمين، قال ل«المصرى اليوم»، إن النيابة العامة صرحت بدفن جثمان الضحية دون تشريح، وستوجه للمتهم ارتكاب جريمة القتل العمد والخطف، وليس الشروع فيه، إذ ستعيد استجواب مرتكب الواقعة من جديد، عقب دفن جثمان الضحية، مشيرًا إلى أنه سيتقدم بطلب إلى النيابة لتعديل القيد والوصف في القضية.
وجدد قاضى المعارضات بمحكمة القاهرة الجديدة، قبل أيام، فترة الحبس الاحتياطى لسائق أوبر لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات التي تجريها النيابة العامة، عقب تسلمها تقرير مصلحة الطب الشرعى بشأن تحليل عينة من دم المتهم ووردت بتعاطيه مواد مخدرة.
اقرأ أيضًا|
ننشر القرار بتصريح دفن جثمان حبيبة الشماع فتاة الشروق (خاص)
ختمة قرآن.. أسرة حبيبة الشماع «فتاة الشروق» في انتظار تسلّم جثمانها بالمستشفى
«قتل عمد أم خطأ؟».. الموقف القانوني للمتهم في قضية حبيبة الشماع «فتاة الشروق»
بعد وفاتها.. ننشر التقرير الطبي لحالة حبيبة الشماع فتاة الشروق| خاص
«أوبر عاوز يخطفني».. الشاهد الوحيد في قضية حبيبة الشماع «فتاة الشروق» يكشف آخر كلماتها بعد الحادث
بعد وفاتها.. من الشاهد الوحيد في قضية مقتل حبيبة الشماع «فتاة الشروق»؟
«لم أستطع توديعها.. كل حتة في جسم بنتي كانت بتنزف».. والدة فتاة الشروق تكشف اللحظات الأخيرة في حياتها