غزة: تحذيرات من كارثة إنسانية عالمية ضحيتها آلاف الأطفال والنساء جراء المجاعة

حذّر المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني، اليوم الثلاثاء، من كارثة إنسانية عالمية ضحيتها مئات آلاف الأطفال والنساء جراء المجاعة التي تتعمق في قطاع غزة.
ونقلت وكالة «صفا»: تتعمَّق يومًا بعد يوم المجاعة في محافظات قطاع غزة الذي يعيش فيه قرابة 2 مليون و400 ألف شخص، وتتعمّق بشكل أكبر في محافظتي غزة وشمال غزة مما ينذر بوقوع كارثة إنسانية عالمية قد يروح ضحيتها أكثر من 700 ألف مواطن فلسطيني مازالوا يتواجدون في المحافظتين.
وأوضح البيان أن الاحتلال بدأ في تنفيذ سياسة التجويع والتعطيش وصولًا إلى المجاعة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية التي يشنها ضد المدنيين والأطفال والنساء في جميع محافظات قطاع غزة، وبشكل مُركَّز أكثر على محافظتي غزة وشمال غزة، وذلك من خلال منعه لإدخال المساعدات إلى محافظات القطاع، وطالب المكتب الإعلامي وبشكلٍ فوري وعاجل وقف حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين والأطفال والنساء، كما وطالب برفع الحصار عن القطاع.
وشدّد على ضرورة إدخال 10 آلاف شاحنة مساعدات خلال اليومين القادمين وبشكل مبدئي وفوري وعاجل قبل وقوع الكارثة الإنسانية، وخاصة إدخال المساعدات إلى محافظتي غزة وشمال غزة.
وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه المجاعة التي تجري على مرأى ومسمع كل العالم دون أن يحرك أحدًا ساكنًا، وهم من منحوا الاحتلال الضوء الأخضر للعدوان المتواصل، ولفت إلى أن عدم إيقاف الحرب والمجاعة يعني ضوءًا أخضر بالقضاء على كل أهالي قطاع غزة.
ولاتزال هناك محاولات وجهود دولية وعربية لاحتواء الأزمة المتفاقمة منذ 7 أكتوبر الماضي، حيث وصل عدد الشهداء لما يقرب من 30 ألف، فضلا عن المفقودين تحت الأنقاض، حيث إن هناك في الوقت، الذي تصر فيه حركة حماس على أن صفقة تبادل الأسرى مقابل ثمن، وفقا لما قاله، القيادي البارز في حماس، خليل الحية، في تصريحات تليفزيونية، بأن عودة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة له 3 أثمان، الأول إغاثة الشعب الفلسطيني وعودته إلى حياته الطبيعية، ثانيا وقف العدوان، ثالثا تبادل أسرى حقيقي يحرر أسرى ال 10.000 في سجون الاحتلال، وكانت حركة «حماس» تسيطر على القطاع منذ عام 2007، ولاتزال رغم الحرب المستمرة، التي أنهكت أبناء القطاع وتسببت في تدمير آلاف المنازل.
من جانبها قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، إنّ واحدا من بين كل 6 أطفال في شمال غزة يواجه سوء التغذية الحاد، وقالت المنظمة، إن الوضع خطير جدا لا سيما شمال قطاع غزة، وأشارت إلى انقطاع المساعدات عن شمال غزة بشكل شبه كامل منذ أسابيع، لافتة أنّ فحوصات التغذية التي أجريت في مراكز الإيواء والمراكز الصحية في المنطقة كشف أن 1 من كل 6 أطفال دون سن الثانية يعانون من سوء التغذية الحاد.
وأوضحت أن النسبة المذكورة تعادل 15.6 % من الأطفال شمال قطاع غزة، وأن من بين هؤلاء يعاني ما يقرب من 3 % من الهزال الشديد، الذي يشكل تهديدا للحياة، وحذرت المنظمة من أن الأطفال المعنيين سيواجهون مضاعفات طبية والوفاة ما لم يتلقوا علاجًا عاجلًا، مؤكدة أن الوضع يزداد سوءا.
وذكرت أن فحوصات مماثلة أجريت في رفح، خلصت إلى أن 5 % من الأطفال دون سن الثانية يعانون من سوء التغذية الحاد، وشدّدت المنظمة على أهمية الوصول إلى المساعدات الإنسانية، وضرورة منع هجوم جديد على رفح.
وفي السياق، لفتت المنظمة إلى أن ما لا يقل عن 90 % من الأطفال دون سن الخامسة في غزة مصابون بمرض معد واحد على الأقل، موضحة أن 70 % من الأطفال أصيبوا بالإسهال في الأسبوعين الماضيين، بزيادة قدرها 23 ضعفًا مقارنة بعام 2022.
ودعت اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية عبر التقرير إلى توفير الوصول الآمن والمستدام ودون عوائق لتقديم المساعدة الإنسانية بشكل عاجل في جميع أنحاء قطاع غزة.