سوار: عندما دفنت «بطولة الكاراتيه» تحت الأنقاض

فى غزة، الأطفال يعانون أكثر مما يحلمون، فقط يتمنون النجاة من موت ملاصق، موت يرفرف فوق رؤسهم، يحصدهم قبل ذويهم.. كسرة خبز وجرعة ماء نظيف أقصى الأمانى، وليتها تتحقق، وسط القصف والنزوح من مكان إلى آخر، أطفال صغار، مشوهون، بفعل حروب متكررة، وبفعل زمن غادر وضع فى طريقهم طغاة محتلين لا قلب لهم. أخذوا منهم كل شىء، ولم يعد لديهم سوى الأمل.
وحلم براق يروح ويجىء على خجل.. يقول: هل تمهلنا الأيام لنحلم؟.. فقط دعونا نحلم!. هى رحلة عبر الحدود، نسافر فيها مع أطفال غزة ليحكوا لنا عن أحلامهم، وعن قوتهم وتحديهم الآلام ومعاناة الحرب التى حولتهم إلى أبطال حقيقيين يصارعون الموت كل يوم مصرين على البقاء. «المصرى اليوم» تواصلت مع 6 أطفال من غزة ليشاركونا قصصهم، كيف استطاعوا أن ينجوا بحياتهم، بينما ضاع أبطال صغار آخرون تحت الأنقاض.. دعونا لا ننساهم.
سوار طبيل، 13 سنة، تفتح عينيها فجأة فتجد نفسها محاطة بالرداء الأبيض واللون الأحمر، تتساءل الصغيرة: «أين أمى وأبى أين إخوتى الصغار؟!»، تكمل مأساتها: حينها أدركت أننى فى المشفى، ولقد قصف البيت فوق رؤوسنا وتم انتشالنا من تحت الركام أجسامنا وملابسنا مليئة بالسواد.
حلمت بأنى سوف أصبح بطلة فلسطين للكاراتيه وجاءت الحرب دمرت الحياة والأحلام وخربت الديار؛ فلم يصبح هنالك ناد للتدريب وهجرنا من بيوتنا وضاعت ميدالياتى الذهبية التى حصلت عليها بعد تدريبات شاقة لعدة سنوات.
ولكن هناك عدوان أجبرنا على نزوح من بيوتنا، لم تبق هنالك أحلام نعيشها وتم تدمير الواقع، يريدون شل تفكيرنا وأحلامنا.. حياتنا أصبحت ورقة فارغة لا طعم لها، أيامنا تمضى ونحن نفكر كيف نعد الطعام ونحضر الحطب ونجلب الماء الصالح للشرب ومياه الاغتسال، ذهبت الضحكات مع صوت الانفجارات وكثرة الشهداء والمصابين.
لم نعد نفكر (رحيل- نزوح- قتل- تجويع) لا نعلم إلى أين يريدوننا أن نذبح أحلامنا وندفن طموحنا. لا يريدوننا أن نعيش، يريدون الموت ولكن أطفال الشعب الفلسطينى لن يستسلموا، وسوف أحقق حلم الطفولة، بطلة دولة فلسطين للكاراتيه رغم القتل والتشريد والتدمير.