«كان خارج علشان أكل عيشه ورجع في كفن»، بهذه الكلمات عبر أيمن فاروق البغدادي، والد مدرس اللغة الإنجليزية، ضحية الأسانسير في محافظة الغربية، عن حزنه الشديد لفقده ابنه الأصغر، إثر سقوطه من الأسانسير بعد انقطاع التيار الكهربائي بشكل مفاجئ، أثناء وجوده بين الدور السادس والسابع، باحدى العمارات السكنية، بمدينة المحلة الكبري. وقال الأب وهو يبكي: «ابني خريج تربية انجليزى من جامعة طنطا، وكان بيجري على مستقبله وأكل عيشه بالحلال ويوم الواقعة كان رايح يعطى درس في احد العمارات بمنطقة أبوراضى بالمحلة الكبرى، وبعد انتهاء الدرس كان راجع البيت على طول، لكن بعد دخوله الأسانسير وتحركه بثواني انقطع التيار الكهربائى، وكان كابينة الأسانسير بين الدور السادس والسابع وعندما حاول الخروج سقط في بئر الأسانسير جثة هامدة». وانهار وهو يقول: «مكنتش أعرف اللى حصل لكن فوجئت بتليفون من صديقه بيبلغنى بأن محمد وقع من الأسانسير ومصاب ولما روحت جري للعمارة لقيته ملقى جثة هامدة أمام باب الأسانسير ومتغطى بملاية كلها دم ولم أتمالك نفسي وحاولت أحضنه لكن الناس منعوني». وتابع: «بعد كده كل حاجة حصلت وانا مش حاسس كأني بحلم وجنازته كانت زى العُرس مش المأتم وحضر الآلاف من الأهالى والتلاميذ لأن ابنى كان محبوب أوى وكل الناس كانت حزينة عليه». واستطرد باكيا: «أنا كان نفسى أجوزه وأفرح به مش أدفنه كده، أنت مش مصدق انى مش هأشوفه تاني». شاهد عيان يروى تفاصيل الحادث: وفي مكان الحادث كانت آثار دماء الشاب مازالت موجودة أمام الأسانسير وفي البئر وقال حارس العقار للمصرى اليوم: «الساعة 11.55 دقيقة صباحا انقطع التيار الكهربائى بشكل مفاجىء وسمعت حد بيخبط من جوه الأسانسير وهو معلق بين الطابق السادس والسابع فصعدت إليه وعرفت إنه الأستاذ محمد المدرس والحقيقة هو كان شاب محترم أوى ومحبوب من الكل فحاولت أساعده لكن للأسف معرفتش وفتحنا الباب، وكان الأسانسير متعلق مابين الدور السادس والسابع، فقلت له يستنى وأنا أحاول أخرجه بأى شكل لكن بعد ما نزلت أشوف حد يساعدنا سمعت صوت صراخ وفوجئنا بالمدرس في بئر الأسانسير وشكله كان بيحاول يخرج لكن رجله انزلقت، ومات في الحال الله يرحمه». بداية الواقعة: وتعود أحداث الواقعة لصباح الإثنين، عندما تلقي اللواء خالد عبدالسلام مدير أمن الغربية، إخطارا من مأمور قسم شرطة أول المحلة الكبرى، بسقوط شاب في العقد الثاني من العمر أسفل أسانسير. وعلي الفور انتقلت قوة أمنية إلى محل البلاغ وتبين من خلال المعاينة الأولية أن الجثة لشاب يدعي «محمد أيمن البغدادي»، 24 سنة، ويعمل مدرس لغة انجليزية وعقب انتهائه من الدرس الخاص لطالبة بالعقار قام بركوب المصعد وأثناء نزوله انقطع التيار الكهربائي وعند محاولة خروجه سقط ولفظ أنفاسه الأخيرة . وتحرر المحضر اللازم بالواقعة ونُقل الجثمان إلى مشرحة المستشفى العام تحت تصرف النيابة والتي أمرت تسليمه لذويه بعد توقيع الكشف الطبي عليه وعدم وجود شبهة جنائية. وشيع الآلاف من أهالى المحلة الكبرى جثمان المدرس الشاب وسط حالة من الحزن والألم بين أسرته وأصدقائه.