لأول مرة.. دروس للأطباء بالمساجد الكبرى للتوعية بالصحة الإنجابية والزيادة السكانية

في إطار اهتمام وزارة الأوقاف ووزارة الصحة والسكان بالتوعية بالقضية السكانية، صدحت المساجد في محافظات الجمهورية اليوم الجمعة 5/ 1/ 2024م بالحديث عن الصحة الإنجابية بين حق الوالدين وحق الطفل، وذلك بالتعاون بين علماء الأوقاف والأطباء بوزارة الصحة والسكان، حيث ألقى أئمة المساجد خطبة الجمعة، وقام نخبة من أطباء وزارة الصحة بالحديث عقب أداء صلاة الجمعة لتوعية المواطنين بالقضية السكانية.
وفي مسجد الأمام الحسين تحدث الدكتور عمرو حسن مستشار وزير الصحة والسكان لشئون السكان وتنمية الأسرة، عن حق الطفل وحق والديه يوجبان تنظيم النسل، وأن العبرة في ديننا ليست بكثرة العدد وإنما بكفاءته وكفايته ودوره في عمارة الكون، قائلا: «دعونا نتفق أولًا على مبدأ أننا ننظر إلى السكان في مصر باعتبارهم أحد عناصر القوة الشاملة للدولة، ولكن هذا المبدأ ليس مطلقاً ولكنه مشروط بألا تتعدى معدلات الزيادة السكانية قدرة الدولة على توفير الخدمات الأساسية بالجودة المناسبة، وعلى ألا تؤثر معدلات الزيادة السكانية على متوسط نصيب الفرد من الموارد الطبيعية، لاسيما المياه والطاقة والأرض الزراعية وعلى أن تتناسب معدلات الزيادة السكانية مع قدرة الاقتصاد الوطني في تحقيق مستوى مرتفع من التنمية البشرية، وتحقيق خفض في معدلات البطالة».
وأكد الدكتور عمرو حسن، على أن القضية لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية، إنما يجب أن يبرز إلى جانب هذه الآثار الاقتصادية كل الآثار الصحية والنفسية والأسرية والمجتمعية التي يمكن أن تنعكس على حياة الأطفال والأبوين والأسرة كلها، ثم المجتمع، فالدولة، فالزيادة السكانية غير المنضبطة لا ينعكس أثرها على الفرد أو الأسرة فحسب، إنما قد تشكل ضررًا بالغًا للدول التي لا تأخذ بأسباب العلم في معالجة قضاياها السكانية، مع تأكيدنا على أن السعة والضيق في هذه القضية لا تقاس بمقاييس الأفراد بمعزل عن أحوال الدول وإمكاناتها العامة.
وقال مستشار وزير الصحة والسكان انه وفقًا لبيانات المسح الصحي للأسرة المصرية 2021 يعتبر معدل الإنجاب الكلي مقياسًا مفيدًا للتعرف على مستوى الإنجاب العام، ويمكن تعريفه بأنه عدد الأطفال الذي ستنجبه السيدة بنهاية حياتها الإنجابية وذلك إذا استمرت في الإنجاب خلال هذه الفترة وفقًا لمعدلات الإنجاب التفصيلية الملاحظة حاليًا، وتم حساب معدل الإنجاب الكلي بجمع معدلات الإنجاب التفصيلية للسيدات في العمر 15 – 49.
وتابع بلغ معدل الإنجاب الكلي للسيدات اللاتي سبق لهن الزواج في الفئة العمرية (15-49 سنة) (2.85) طفل لكل سيدة عام 2021 مقابل (3.5) طفل لكل سيدة عام 2014، وكانت أفضل المحافظات في معدلات الإنجاب (بورسعيد، الإسكندرية، دمياط) بمعدل (1.84، 2.10، 2.13) طفل لكل سيدة على التوالي، بينما كانت أعلى معدلات للإنجاب في محافظات (مطروح، أسيوط، سوهاج) بمعدل (4.38، 3.77، 3.68) طفل لكل سيدة على التوالي.
كما اارتبط انخفاض معدل الإنجاب بمستوى تعليم السيدات، حيث كانت أقل معدلات الإنجاب للسيدات اللاتي أتممن المرحلة الثانوية فأعلى (2.64) طفل لكل سيدة، بينما كانت معدلات الإنجاب الأعلى للسيدات التي لم تتم المرحلة الابتدائية (3.58) طفل لكل سيدة.
وقال إن نسبة استخدام وسائل تنظيم الأسرة قد بلغت (66.4%) عام 2021 مقابل (58.5%) عام 2014، حيث كانت أفضل المحافظات والأعلى استخدامًا لوسائل تنظيم الأسرة (البحيرة، جنوب سيناء، الإسكندرية) بنسبة (76.7%، 75.7%، 74.5%) على التوالي، بينما سجلت محافظات (قنا، سوهاج، أسيوط) أقل نسب لاستخدام وسائل تنظيم الأسرة والتي بلغت (46.9%، 47.4%، 52%) على التوالي.