الاحتلال يقصف جنوب غزة.. ومقتل 10 جنود ب«الشجاعية»

كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلية غاراتها الجوية على قطاع غزة المحاصر، فيما أعلنت أن الحرب مع حركة حماس ستستمر لشهور دون تحديد أي توقيت محتمل لنهايتها؛ وشهدت المناطق الجنوبية تكثيفًا للقصف، فيما شهدت منطقة شرق رفح من الجانب الفلسطينى اشتباكات بين قوات الاحتلال وفلسطينيين في ظل انقطاع الاتصالات وخدمات الإنترنت في تلك المنطقة إلى جانب مناطق أخرى عدة بالقطاع.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية «مكان»، أمس، إن منطقة شرق مدينة رفح، تشهد اشتباكات بين قوات عسكرية إسرائيلية ومقاتلين فلسطينيين؛ كما استهدفت قوات الاحتلال مخيم خان يونس، جنوب القطاع، ما أودى بحياة العشرات، وأسقط عددًا من الجرحى؛ وذكرت وكالة «وفا» الفلسطينية أن طيران الاحتلال قصف مربعًا سكنيًا بالقرب من المستشفى الكويتى في رفح جنوب القطاع، ما أسفر عن وقوع العشرات من الشهداء والجرحى، جرى نقلهم إلى مستشفى الشهيد أبويوسف النجار في المدينة.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، بأنها تلقت بلاغات بوجود عشرات المصابين وعدد من الجثث في الطرقات والشوارع والبيوت لا يمكن الوصول إليهم بسبب استمرار القصف، وانقطاع الاتصالات وخدمة الهواتف الثابتة والخلوية وخدمات الإنترنت، بهدف عزل القطاع كليًا عن خارجه.
وزعم جيش الاحتلال أن قواته سيطرت على مقر كتيبة الشجاعية التابعة ل«حماس»، وتمكنت من تدميرها في قلب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بحسب تصريحات رئيس وحدة المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانييل هاجارى، مشيرًا إلى أن قواته المهاجمة قضت أيضا على مقاتلين.
وأكدت مصادر محلية ارتقاء 15 شهيدا على الأقل وعشرات الإصابات، أغلبهم من النساء والأطفال، في حى الزيتون شرق غزة، إثر إطلاق الطائرات المسيرة الإسرائيلية النار صوب المواطنين في الشوارع. وأشارت المصادر إلى أن سيارات الإسعاف لم تتمكن من الوصول للشهداء والجرحى نتيجة تواصل القصف.
وقصفت مدفعية الاحتلال 6 منازل مأهولة في حى الزيتون، ما أدى لارتقاء عدد من الشهداء، كما أطلقت عشرات القذائف على منازل في الزيتون قرب شارع صلاح الدين، خلفت عشرات الإصابات، وفى حى الشجاعية شرق مدينة غزة، دمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية، سوق البسطات الشعبى، إضافة إلى 10 منازل مأهولة، ما أدى لارتقاء 9 شهداء و25 جريحا، وفى حى الدرج أطلق الاحتلال عشرة قذائف، وللمرة الثانية، على مدرسة فهمى الجرجاوى، حيث ارتقى أربعة شهداء، وتسعة جرحى غالبيتهم أطفال.
وتعرضت منطقة الصحابة في حى الدرج، إلى قصف صاروخى من الطيران الحربى ومدفعى من الدبابات، ما أدى لارتقاء 20 شهيدا وعشرات الحرجى، كما اعتقلت قوات الاحتلال 25 مواطنا تتراوح أعمارهم من 15 إلى 55 عامًا، بعد أن جردتهم من ملابسهم.
وذكرت وكالة «وفا» الفلسطينية، أن عشرات الشهداء ارتقوا في منطقتى النصر والشيخ رضوان عقب تعرض الحى ومنازل مأهوله فيه إلى إطلاق نار كثيف من الطائرات المسيرة، وإلى قصف صاروخى من الطائرات الحربية، ولقصف مدفعى، في وقت لم تستطع فيه مركبات الإسعاف الوصول إليهم نتيجة تواصل القصف، هذا فيما نفذ الاحتلال إعدامات ميدانية في منطقة مربع جامع فلسطين في مدينة غزة، بحسب شهود عيان، حيث أعدم 5 مواطنين على الأقل بينهم رجل مسن، واعتقل 15 مواطنًا، عقب تجريدهم من ملابسهم.
وفى مخيم جباليا شمال القطاع، ارتقى عدد من الشهداء وأصيب عدد من المواطنين، في قصف لطائرات الاحتلال الحربية لعدة منازل مأهولة في محيط مستشفيى كمال عدوان والعودة، كما اقتحمت الدبابات مربع المدارس التابع للأونروا في جباليا، وأطلقت النار العشوائى صوب المواطنين، ما أدى لوقوع عشرات الإصابات، كما اعتقل جيش الاحتلال عشرات النازحين بينهم أطفال.
وفى منطقة أبراج الشيخ زايد في بلدة بيت لاهيا، أطلقت مدفعية الاحتلال عشرات القذائف صوب عدد من البنايات والشقق السكنية والمنازل المحيطة، ما أدى لارتقاء عدد كبير من الشهداء وإصابة العشرات بجروح، كما ارتقى خمسة شهداء وأصيب العشرات، فجر أمس، في قصف إسرائيلى استهدف مدرسة تؤوى نازحين في خان يونس جنوب قطاع غزة. وارتقى فجر أمس، 4 شهداء على الأقل، بينهم أطفال، وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال لمنزل عائلة أبونصر في المعسكر الغربى غرب خان يونس، جرى نقلهم إلى مستشفى ناصر في المدينة. قصف طيران الاحتلال أحياء سكنية ومنازل في دير البلح وغزة والنصيرات وجباليا.
وقال الجيش الإسرائيلى، أمس، إنه هاجم خلال الأيام الأخيرة، مواقع لحركة «حماس» في مناطق الجنوب، باستخدام مقاتلات ومروحيات وطائرات مسيرة، مضيفًا: «دمرت الطائرات والمروحيات الحربية والطائرات المسيرة التابعة لسلاح الجو بقيادة هيئة الاستخبارات العسكرية وقيادة المنطقة الجنوبية، خلال الأسبوع الجارى، مواقع عسكرية ونقاط حراسة ونقاط مراقبة ومستودعات أسلحة، وغرف قيادة وسيطرة تابعة لأجهزة الأمن العام التابعة لحماس»، غير أن حماس لم تصدر أي بيان أو رد على هذا الادعاء.
وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاى أدرعى، أنه على مدار ال24 ساعة الماضية، داهمت مجموعات القتال التابعة لفرقة الكوماندوز واللواء 7، بنى تحتية في قلب مدينة خان يونس، وقضت على العديد من المسلحين، وعثرت على فتحات أنفاق، ودمرت مستودع وسائل قتالية، كما عثرت على نفق بداخله دراجات نارية استخدمها مسلحو «حماس» في هجومهم 7 أكتوبر، فيما هاجمت طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو، مبنى استخدِم كمخبأ للمسلحين، وقتلت 3 مسلحين حاولوا استهداف القوات الإسرائيلية.
وفى وسط القطاع، قصفت طائرات الاحتلال برج السعدى في مخيم النصيرات، ما أدى لوقوع عدد من الضحايا والمصابين؛ وقال المتحدث باسم الدفاع المدنى في غزة، إن قذائف المدفعية تتساقط بكثافة على رؤوس المواطنين في مناطق الزيتون والشجاعية والدرج.
ودعا وزير التراث في حكومة الاحتلال، عميحاى إلياهو، أمس، إلى إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل. يأتى هذا بعدما دعا الوزير، في وقت سابق، لإعدام الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وقبلها استخدام السلاح النووى لإبادة القطاع، ما أثار موجة تنديد دولى؛ وأضاف «إلياهو» المعروف بتطرفه الشديد في تصريحات لوسائل إعلام أن احتلال غزة يجب أن يبدأ مع نهاية الحرب.
ونفذت حركة حماس وذراعها العسكرية «كتائب القسام»، عدة عمليات أوقعت خسائر في صفوف جيش الاحتلال الذي أعلن، أمس، أن المعارك في جنوب قطاع غزة، قتلت أحد جنوده، أمس، وقال متحدث باسم جيش الاحتلال، إن الجندى القتيل يدعى عوز شموئيل أردى، 19 عاما، وهو أحد أفراد كتيبة الهندسة في لواء جولانى، فيما انتشلت عناصر قوات جيش الاحتلال الخاصة جثة رهينة كانت محتجزة لدى حركة «حماس» في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضى.
وأوضحت «القسام»، أنها فجرت منزلا يتحصن فيه جنود إسرائيليون شرق خان يونس، بالعبوات الناسفة، وأوقعوهم بين قتيل وجريح، وتمكنت من الاشتباك مع 10 جنود من نقطة صفر داخل خيمة عسكرية للعدو في منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة، والاستيلاء على قطعة سلاح «إم 16 (M16)» من أحد الجنود، وعادوا إلى قواعدهم بسلام، كما استهدفوا مبنى في منطقة جحر الديك يتحصن به عدد من الجنود الإسرائيليين بقذيفة (TBG) وأوقعوهم بين قتيل وجريح.
وأعلنت مقتل 10 على الأقل من قوات الاحتلال، في استهداف بحى الشجاعية، وقنصت 4 جنود إسرائيليين، شمال غرب غزة، واستهدفت 3 آليات إسرائيلية بقذائف «الياسين 105» في حى الشجاعية شرق مدينة غزة.
وتسببت الحرب التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة في مقتل ما يقرب من 19 ألف شخص، 70% منهم من النساء والأطفال، فيما اقترب عدد المصابين من 51 ألفا، كان آخرهم الصحفى الفلسطينى وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة، الذي أصيب، أمس، برصاص قوات الاحتلال، أثناء عمله، وتم نقله على الفور إلى مستشفى ناصر الطبى.
إلى ذلك، قالت وزيرة الصحة الفلسطينية، مى الكيلة، إن النظام الصحى في غزة بات صعبًا للغاية.
وأشارت إلى إن جهاز الإسعاف شبه منهار، نتيجة قصف الاحتلال الإسرائيلى نحو 108 مركبات إسعاف، وأكدت أن هناك 11 مُستشفىً فقط من أصل 36 تعمل بشكل جزئى.