ثلاثاء الموت.. إسرائيل تعترف: اليوم أشرس المعارك ضد المقاومة في غزة منذ بداية التوغل البري

اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، بأن قواته خاضت أشرس معارك لها مع المقاتلين الفلسطينيين في قطاع غزة، منذ بدء العملية البرية في السابع والعشرين من أكتوبر الماضي، وذلك بعد وقت قصير من إعلان حركة حماس، عن سلسلة هجمات أوقعت مئات القتلى والجرحى في صفوف القوات الإسرائيلية.
وقال قائد القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، إن قواته تخوض اليوم أشرس المعارك منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة، موضحًا أن القوات تقاتل في مدينة جباليا بشمال قطاع غزة، وحي الشجاعية في الشرق، وتقاتل الآن أيضًا في مدينة خان يونس بالجنوب، وأكد أن القوات الإسرائيلية شاركت في أعنف قتال منذ بداية العملية البرية مضيفا: «نحن في قلب جباليا، في قلب الشجاعية، ومن اليوم في قلب خان يونس»، وفقا ل «رويترز».
ذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن الجيش الإسرائيلي توغل بشكل أعمق في جباليا بشمال قطاع غزة، وداهم مقر الأمن العام التابع لحركة حماس في المنطقة، كما قام بتوسيع هجومه البري في محافظة خان يونس، أكبر مدن جنوب القطاع، حيث يعتقد أن الكثير من قيادات حماس يختبئون بالمدينة.
وفي وقت سابق، اليوم الثلاثاء، أكدت الفصائل الفلسطينية أن هناك «معارك ضارية» في محاور عدة بالقطاع، من جباليا شمالا إلى حي الشجاعية شرق مدينة غزة، إلى شرق خان يونس جنوبي القطاع، وقالت سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد، إن مقاتليها يخوضون معارك ضارية «من مسافة صفر» في خان يونس، نشرت مقاطع فيديو تظهر مقاتليها وهم يطلقون النار من أسلحة خفيفة ومتوسطة تجاه القوات الإسرائيلية، وفي مقاطع أخرى كان مقاتلوها يطلقون قذائف «آر بي جي» وقذائف الهاون.
أما كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، فذكرت أنها نفذت سلسلة هجمات ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة في غزة، تركزت الغالبية العظمى منها شرق خان يونس، وذكرت القسام عبر حسابها الرسمي عبر تطبيق «تلجرام» أنها استهدفت ما لا يقل عن 17 آلية عسكرية في خان يونس وحدها، وتمكن مقاتليها «من الإجهاز على 10 جنود صهاينة وقتلهم من مسافة صفر في محور شرق مدينة خان يونس».
ومنذ انتهاء الهدنة التي استمرت 7 أيام، توغل جيش الاحتلال في النصف الجنوبي من قطاع غزة، أعلنت قبل يومين إطلاق هجوم بري في جنوب قطاع غزة، بعدما قالت إن العمليات في شمال غزة على وشك الانتهاء، وشدد متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية على أن القتال في المرحلة الثانية من الحرب سيكون «صعبا»، في إشارة إلى العملية البرية في جنوب قطاع غزة، وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، في بيان له: «خضنا قتالا ضاريا في شمال قطاع غزة، ونفعل الشيء نفسه الآن في جنوبه».
فيما ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 16 ألفًا و60 شهيدا، وبلغ عدد المصابين نحو 40 ألفًا في حصيلة غير نهائية.
وقالت مي الكيلة وزيرة الصحة الفلسطينية، في مؤتمر صحافي برام الله، اليوم الثلاثاء، انه حتي اليوم استشهد نحو 15 ألفًا و800 فلسطيني في قطاع غزة، واستشهاد نحو 260 فلسطينياً في الضفة الغربية، منذ العدوان الإسرائيلسي على غزة في السابع من أكتوبر الماض، مشيرة إلى أن مستشفيات الشمال لا تستطيع إجراء العمليات الجراحية، فيما خرجت 55 سيارة إسعاف عن الخدمة بشكل كامل، وأكثر من 250 من الكوادر الصحية لقوا حتفهم.
وأكدت أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في الحالات المسجلة من الأمراض المعدية بين النازحين، إذ تم تسجيل أكثر من 117 ألف حالة التهاب تنفسي، وأكثر من 86 ألف حالة إسهال وجفاف حاد عند الأطفال دون الخامسة، وأكثر من 50 ألف حالة مرض جلدي.