سعاد حسني وعبدالحليم حافظ، ذلك الثنائي «الغائب الحاضر» فى كل مكان وزمان، فعلي الرغم من مرور 22 عامًا على وفاة السندريلا سعاد حسني، و46 عامًا على رحيل العندليب عبدالحليم حافظ؛ إلا أنهما مازالا يشغلان الرأي العام، حول حقيقة اللغز الغامض، وما إذا كانوا قد تزوجوا بالفعل، أم أنها شائعات فقط. وما بين الحين والآخر، تخرج إحدي شقيقات السندريلا لتؤكد وتتحدث عن خبر زواجها من العندليب، وبعدها يخرج محمد شبانة نجل شقيق عبدالحليم حافظ لينفي تلك الأنباء، ولكن الأمر تطور هذه المرة ووصل إلى حد القضاء، فقد قام «شبانة»، فى الساعات القليلة الماضية بتفويض المحامي ياسر قنطوش لاتخاذ الاجراءات القانونية ضد أسرة سعاد حسني، ومنعهم من الاستمرار فى الحديث عن ذلك الزواج، حتى وصل للطعن فى صحة عقد الزواج. وفي تصريحات خاصة ل «المصري اليوم»، مع الطرفان للوقوف على تفاصيل هذه الأزمة، كشف كلاً منهما فى مدي صحة إدعاء الطرف الأخر، والتى نستعرضهم فى التقرير التالي: تحذير شديد اللهجة واجراءات قانونية أكد محمد شبانة، نجل شقيق الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، أن تصريحات جيهان عبدالمنعم الأخيرة خلال احدي اللقاءات التلفزيونية فيما يتعلق بزواج سعاد حسنى من عبدالحليم حافظ غير صحيحة، وتابع فى بيان شديد اللهجة أصدره مكتب المحامي ياسر قنطوش، أن أسرته تهيب بكل الجهات الإعلامية والصحفية لضرورة تحرى الدقة فيما يتردد من شائعات حول زواج الفنان عبدالحليم حافظ والفنانة سعاد حسنى والذى ذكر على لسان شقيقتها فى حلقة ببرنامج معكم منى الشاذلى، وبشأن ما قاموا بنشره بعقد زواج منسوب للفنان الراحل فى كتاب عن حياته وحياة سعاد حسنى. وأوضح «شبانة» في تصريحات خاصة ل«المصري اليوم»، أن عقد الزواج غير صحيح ومزور، وأن الإمضاء الخاص بالراحل عبدالحليم حافظ تم كتابتها بالآلة الكاتبة مع بصمة لشيخ الأزهر، متسائلاً :«هو فيه شيخ أزهر بيبصم أو يجوز حد عنده 17 سنة دون والي وفى هذا التوقيت كانت مصر فى حقبة الجمهورية المتحدة وليس جمهورية مصر العربية كما تم كتابته بالعقد، وهو ما يثبت أنه مزور». وأضاف أنه تقدم بأكثر من انذار شفهي لأسرة سعاد حسني بعد نشر ذلك الأمر، لأن عمه عبدالحليم حافظ لم يتزوج سرًا، وإذا كان حقيقي فسيكون لها حق فى الميراث، لافتًا إلى أن الراحلة سعاد حسنى أعلنت بنفسها بأكثر من مرة أنه علاقة أخوة فقط تجمعها مع عبدالحليم حافظ. وتابع، أن الاعلامي الراحل مفيد فوزي نفي زواجهم فى تصريحات كثيرة لأنه كان يمر بظروف صحية تمنعه من الزواج، وأريد أن أنهي هذا الأمر وأضع حدًا له؛ لذا لجأت لجهة قانونية لاتخاذ الاجراءات اللازمة، مشددًا على أنه لم يحدث زواج عرفي أو رسمي، قائلًا :«البينة على من ادعي ومش عارف هما عايزين ايه بس ليا إنى أرد غيبة عمي لانه بمثابة والدي». الزواج انعقد سرًا بمحامي واستمر 7 سنوات من جانبها، أوضحت «چيلى»، فى تصريحات خاصة ل«المصري اليوم»، أن اتهامات نجل شقيق عبدالحليم حافظ «كلام فاضي»، وأن عقد الزواج الذى تم نشره عبر وسائل الإعلام حقيقي مئة بالمئة وهم يرّون الحقائق دون أى أعراض؛ لاسيما وأن الثنائى عبد الحليم حافظ وسعاد حسني ليسوا على قيد الحياة، مستنكرة اتهام أسرة عبدالحليم حافظ لهم بالمحاولة للنيل منهم، قائلة :«احنا قولنا بما فيه الكفاية وإذا كانوا هما الاتنين ماتوا هننال منه ازاى وايه اللى هيفيدنا وهتفرق مع أسرة عبد الحليم حافظ ومحمد شبانة فى ايه.. الموضوع مالوش أى لازمة يبقى فيه كلام تاني». وعن الإجراءات القانونية ضدهم بشأن عدم صحة توقيع عبد الحليم حافظ، أوضحت قائلة :«هو مكنش اتولد وقت زواجهم وأنا أختها الأصغر وعندى 60 سنة يعنى بيني وبينها 19 سنة فهو معترض ليه.. احنا معانا ما يثبت لكنه مش معاه واحنا مش نصابين ولما نروح المحكمة دة لو حصل لأنه مش هيحصل ومش هيكون فى أى إجراء قانوني فعلي.. وقتها نشوف صحة العقد قانوني لأننا واثقين من نفسنا والكلمة اللى بتطلع مننا بنراعي ربنا فيها». وأضافت أن سعاد حسني تزوجت بالفعل من عبدالحليم حافظ زواج شرعي ولكن غير مسجل وكان من خلال محامي وكانت تبلغ 17 عامًا واستمر الزواج لمدة 7 سنوات، قائلة :«الموضوع وقتها كان مستخبي لأن الفن كان كده فى الزمن دة هو عنده معجبين مش عايزينه يتجوز وهى ناس بتحبها فمش عايزينها تتجوز فده كان الطبيعي عكس اللى بيحصل دلوقتى الفنانة ممكن تتجوز مرة واتنين وتلاتة وتتطلق عادي». بداية الأزمة فى سبتمير عام 2016، نشرت شقيقة السندريلا سعاد حسني «جانجاه عبدالمنعم» وثيقة زواجهم لأول مرة على الهواء، من خلال لقائها مع الاعلامي الراحل وائل الابراشي، وتبين خلالها أن الزواج تم يوم 3 ابريل عام 1960 بعقد عرفي وبشهادة الفنان الراحل يوسف وهبي والاعلامي وجدي الحكيم بواسطة شيخ الأزهر الإمام حسن مأمون، لتبدأ الأزمة فى الاشتعال وينفى محمد شبانة بقوة استنادًا لتسجيلاً يملكه لعمه الراحل عبدالحليم حافظ يؤكد خلاله بأنه لم يتزوج سعاد حسني رغم حبه الكبير لها، بحسب تصريحاته، وما جعل الازمة تزداد حدتها، هو ما فجره الاعلامي الراحل مفيد فوزي، من صحة ذلك الزواج والعقد، فى مداخلة بنفس الحلقة، وأن الزواج تم بحضور وجدي الحكيم بالفعل. مفارقة القدر يشاء القدر أن يجمع بين النقيضين، ففى 21 يونيو من عام 1929 هو ذكري ميلاد العندليب عبدالحليم حافظ، والذي توافق مع يوم وفاة السندريلا سعاد حسني فى 21 يونيو عام 2001 ، وكأن هناك رابط بينهما استمر لآخر لحظات بعمرهما، وجمعهم القدر بعمل فني واحد فقط في عام 1960 وهو بعنوان «البنات والصيف»، وقدمت خلاله سعاد حسني دور شقيقته.