رحلته الوحيدة خارج فلسطين كانت إلى مصر.. من هو المقاتل بعدسة كاميرته معتز العزايزة؟

«إذا حدث لي شيء فلن أسامح».. كلمات استغاث بها المصور الصحفي معتز العزايزة إلى العالم منذ قليل، بعد قصف منزل مراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح، واستشهد أفراد من عائلته، وأصيب الباقيين بإصابات خطيرة، وتم نقلهم إلى المستشفى.
وقال «العزايزة» خلال بيان رسمي أطلقه عبر انستجرام، بعنوان «معتز يطالب بالحماية المدنية»: «إذا حدث لي شيء فلن أسامح أبدًا أي شخص قادر على إيقاف هذه الحرب الجنونية ولم يفعل.. بالنسبة للقنوات التلفزيونية معتز ليس محتوى بالنسبة لك، ما يحدث ليس محتوى لجمع التفاعلات».
وتابع: «من فضلكم توقفوا عن إرسال الرسائل النصية والاتصال بي لإجراء مقابلات، فليس هناك ما أقوله أو أوضحه للناس أكثر مما شاهدته وسجلته.. بالأمس رأيت مراسل الجزيرة عندما فقد عائلته بأكملها وصدقني أو لا تصدق كنت سأحذف كل شيء هنا، لا أريد أن أخسر المزيد لمجرد إظهار العالم».
وأوضح: «هذا ليس منشور استسلام ولكن فقط لتوضيح أنني مصور مستقل أقوم بتغطية ما يجري في قطاع غزة وليس لدي أي علاقة بأي وسيلة إعلام أو جماعات مسلحة أو أي شيء آخر، ما تشاهدونه جميعا أنا أغطيه لنفسي ومعتز ليس بطلا إنه مجرد مصور فوتوجرافي، كان يحلم بالسفر حول العالم ومشاركة القصص من مختلف أنحاء العالم ولسوء حظه، لم يتحقق الحلم».
من هو معتز العزايزة؟
معتز الذي يأمل التجول والسفر بين دول العالم، مختصرًا أمنيته تلك في عبارة يضعها شعارًا في مقدمة صفحته ب«انستجرام»: «سافرت صوري حول العالم لكن قدمي لم تستطع لمس وطني»، ذاع صيته في الأيام الماضية، ومنذ بداية إطلاق حماس هجومها الصاروخي على مواقع يسكنها الإسرائيليين بالأراضي المحتلة، في ال7 من أكتوبر الجاري، حيث ركز جهوده على إبراز تأثير القصف الإسرائيلي على حياة الفلسطينيين.
وفي ذلك الوقت، تعرض أسرته للقصف وفقد أفراد أسرته في دير البلح، وخرج يكشف قدر معاناته في مقطع فيديو نشره ب«انستجرام»، وكان يرصد تعبيرات وجهه حينما علم استشهاد بعض أقاربه، وكان لذلك المقطع المصور الدور الأساسي في شهرته على نطاق واسع وعالميًا، وبات العديد من المشاهير والمؤثرين العالميين يتابعونه ويشاهدون المشاهد التي يشارك بها عبر «انستجرام»، وبين اليوم والثاني يختار العزايزة الخروج في بث مباشر للتحدث مباشرة عن الأوضاع في الأراضي المحتلة.
وطالما تلقى المصور، المتطوع في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كلمات تعرب عن مدى خوف المتابعين على حياته، وتحديدًا في الوقت الذي سجل فيديو أثناء قصف إسرائيلي مجاور للشوارع التي كان يقود خلالها سيارته ويقول: «القصف كان قريب»، وتظهر مشاهد الدمار وتأثير الانفجار على مباني سكنية والأدخنة الداكنة تتصاعد نحو السماء، إذ يتعمد معتز خلال جولاته بين شوارع قصفها الجيش الإسرائيلي لتوثيق الخسائر بعدسة كاميرته.
وحرص على المشاركة في إنقاذ الضحايا مطالبًا: «أرجوكم ليوقف أحد هذا»، ويصل أعداد المتابعين لصفحته عبر «انستجرام» إلى 8.9 مليون متابع، ويعتمد المصور الفوتجرافي في خطواته التوعوية بما يحدث في فلسطين بتفسير المشاهد من خلال شرح مختصر لمعاناة الفلسطينيين، ويتحرك مرتديًا درع يسجل عليه كلمة «press» التي يرتديها الصحفيين والمراسلين في مناطق الحروب والنزاعات عالميًا لضمان توفير الحماية الجسدية لهم أثناء تغطيتهم الأحداث، والذي يجدها معتز العزايزة وسيلة غير كافية لذا قرر، منذ ساعات، إطلاق بيانًا للمطالبة بالمزيد من الضمانات لحمايته.
ومنذ أعوام ويعمل معتز العزايزة على كشف آثار الدمار التي لحقت بفلسطين جراء القصف الإسرائيلي، وفي عام 2021، وصف ما يفعله ومهمته ب «هذا كل ما يمكنني فعله، بصفتي مصورًا حرًا، لم أكن تابعًا لأي وكالة أنباء، لم يكن لدي مكان يوفر لي الحماية، لكنني كنت مصممًا على إظهار جرائم الاحتلال من خلال كاميرتي في النهاية، أشكركم جميعًا على دعمكم الهائل وصلواتكم أنا بخير تمامًا، لم أتأذى جسديًا لكنني أشعر أن صحتي النفسية ليست على ما يرام».
كما أن المصور الفوتجرافي معتز، هو فلسطيني يعيش في غزة، ودرس في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر هناك، وعمل لدى عدد من المؤسسات وأخرها بالعمل كمصورًا لدى اللنة الدولية للصليب الأحمر في الأراضي المحتلة ويشير إلى أنه يعمل أيضًا كمصورًا لقناة ABC News الأمريكية.
وزار العزايزة مصر، في مارس 2022 واستمرت رحلته لأشهر، وعبّر عن سعادته قائلًا: «حضارة قديمة جدًا ومدهشة، للأسف ما كان معي حد يصورني زي ما بدي وهاد عيب أنك تكون مصور«، وألتقط العديد من البورتريهات لأشخاص في مصر يتناولون الشاي ويبرز ملامحهم عن قرب، وبمجرد وصوله إلى مصر لفت إلى أنها المرة الأولى له في مصر وخارج فلسطين، وقال: أخيرًا فعلتها، وصلت مصر هذه ليست المرة الأولى التي أزور فيها مصر فحسب، بل إنها أول مرة أسافر فيها أيضًا».
وتابع: «لا توجد خطط، أريد فقط استكشاف وزيارة جميع الأماكن الرائعة في هذا البلد الجميل، أتمنى لي التوفيق، وانتظروني في رحلتي الجديدة»، وكان معتز أعرب عن دعمه لموقف الفنان محمد سلام برفض السفر بعدما اعتذر عن المشاركة في مسرحية «زواج اصطناعي»، الساعات الماضية، ضمن فعاليات موسم الرياض بالسعودية، تضامنًا مع الفلسطينيين، مُعلقًا له ويقول: «أصيل».