فرق كبير بين الرسالتين على الرغم من تأثيرهما الكبير، ففي الوقت الذي ظهر فيه لاعب ليفربول محمد صلاح، في فيديو دعم غزة المحاصرة من قوات الاحتلال، هادئا ويقرأ نصا مكتوبًا بصيغة دبلوماسية، ظهر الفنان محمد رمضان في فيديو مماثل لكنه كان أكثر عصبية في توصيل رسالته لدعم غزة، حيث قال كلمات إرتجالية بصوت مرتفع مشجعًا الجيوش العربية لاتخاذ قرار بالحرب على إسرائيل. بين فيديو محمد صلاح الهادئ، ورسالة محمد رمضان الحماسية، اختلف متابعو مواقع التواصل الاجتماعي ودونوا تعليقاتهم على السوشيال ميديا، وحقق الفيديوهان ملايين المشاهدات، وفي رسالته قال محمد صلاح متحدثا باللعة الإنجليزية، موجها حديثها إلى كافة قيادات دول العالم، «شهدنا خلال الأيام الماضية عنفا شديدا وحشيا يدمي القلوب ضد أهالي غزة، لا يمكن تحمله«، وقال»جميع الأرواح مقدسة ولا بد من توفير سبل الحماية لهم«، وطالب بأن تتوقف تلك المجازر، وأن جميع العائلات تتقطع حاليًا أواصرها، ويجب السماح فورًا بتقديم الدعم الإنساني لهم، وناشد جميع قادة العالم بالتكاتف معا لمنع وقوع مزيد من المذابح للأبرياء. وقال محمد رمضان في الفيديو الذي نشره على إنستجرام: «قال صوتنا يوصل لمين بره؟ إحنا عايزين مين يدافع عننا من بره؟، ده قمة الجبن وعدم الرجولة أن نقول عايزين نتكلم ونكتب بالإنجليزي عشان يعرفوا بره إن إسرائيل بتضرب أهالينا في غزة، وأنت فين أنت من كل ده؟ فين بلدك؟ ومين هيدافع عن عربي زيي وزيك، ما نقول كلام عاقل». علق الدكتور وليد هندي خبير الصحة النفسية ولغة الجسد على الفيديوهين، مؤكدًا أنهما في قمة التناقض في أسلوب الطرح والتعبير عن الفكر اتجاه القضية الفلسطينية من نجمين كل واحدٍ منهما في مجاله، محمد صلاح ظهر عليه الثبات الانفعالي والتنظيم الذهني في ترتيب الأفكار، وكان منظما ويدرك جيدًا ماذا يقول؛ لهذا كان مفتقد التعبيرات الإنسانية مثل الفرح والحزن في حديثه وعيناه كانتا يبدو عليهما الذهول. وأضاف «هندي» ل«المصري اليوم»، أن محمد صلاح كان يخاطب العالم كله بأسلوب أكثر حيادية، وبلغة متخذ القرار في أمريكا والاتحاد الأوروبي، وحدد في جمل مختصرة باللغة الإنجليزية مكان الوجع في القضية الفلسطينية بأسلوب منظم: «حتي لو كان كلامه فيه شيء من التلعثم فهو يدل على حرصه الشديد على توصيل رسالة». وأكد استشاري الصحة النفسية، أن طريقة محمد رمضان عكس طريقة صلاح، حيث كان يتحدث عن القضية الفلسطينية بأسلوب شديد المحلية كأنه بيخاطب جمهور الدرجة الثالثة «الترسو» بنفس لغة أفلامه، وأسلوب ونبرة الصوت كأنه «إبراهيم الأبيض» في مشاجرة داخل حارة شعبية، مشيرا إلى أن تلك العشوائية لا تتناسب مع القضية الفسطينية وشهداءها. ويرى «هندى»، أن محمد رمضان ظهر في الفيديو كأنه يحاول أن يجمع أفكاره من خلال النظر ناحيتي اليمين والشمال، ويخاطب الناس بصبغة يبدو فيها الحزن والحداد من خلال تصوير الفيديو الأبيض والأسود، وقال: «جنون العظمة والنرجسية وعدم المعرفة ظهرت في فيديو محمد رمضان عندما أشار إلى كم الرسائل التي يتلقاها ليبدو أمام الناس كأنه شخصية مهمة، ولا بد أن يصدر منه تعليق على الأحداث، وعند قوله أيضا أسلحتنا تصدأ، هذا أكبر دليل على عدم المعرفة لأن الأسلحة لا تصدأ».