«منشورات بلا قيود».. مطور مصري يبتكر أداة للتغلب على قيود فيسبوك لنشر أخبار غزة

ابتكارات يومية يختلقها المصريون لمساندة أشقائهم في فلسطين، بعد حالة من التحجيم شهدتها منشوراتهم على منصات التواصل الاجتماعي لدعم أخبار غزة، تحكمت خلالها الخوارزميات في أي معلومات عن قصف فلسطين، بفرض عقوبات مثل الحجب والحظر، وحذف المنشورات.
والخوارزميات هي برمجيات ومعادلات آلية يستخدمها الفيسبوك لقياس جودة المحتوى فيتيم ترتيبه وعرضه للجمهور بناءً على القواعد المحددة مسبقًا من قبل إدارة التطبيق، وبدورها منعت جميع منشورات دعم فلسطين من الظهور.
وهو ما تغلب عليه مهندس تقني مصري بخلق أداة جديدة، ابتكرها لخداع خوارزميات فيسبوك المتحكمة في منع منشورات دعم أخبار غزة، حيث قال محمد درويش ل «المصري اليوم»، إن الأداة وظيفتها تغيير طبيعة الكلام الحساس المتعلق بالقضية الفلسطينية الذي تتعرف عليه لوغاريتمات الفيسبوك فتعطي إشارة تحذير لصاحب المحتوى أو تعمل مباشرة على تقييد النشر أو منع الأشخاص من استخدام حساباتهم».
ويضيف درويش: وظيفة الأداة التغيير في شكل الجمل من أجل تصعيب المهمة على الذكاء الاصطناعي ولوغاريتمات الفيسبوك فلا تتفهم مضمون أو معنى المكتوب.
«يسلبونا وسيلة دفاعنا الوحيدة».. ليست المرة الأولى لتحجيم أخبار غزة
«عايزين يسلبونا وسيلة الدفاع الوحيدة التي نملكها وهي «الكلمة»»، قالها مطور البرمجيات محمد درويش تعقيباً على الأحداث الجارية في تحجيم وصول منشورات دعم فلسطين موضحاً أن الأمر ليس بجديداً، بل ظهر الأمر سابقاً بأحداث الشيخ جراح التي فرضت خلالها التطبيقات قيود متعددة، حصلت حينها بشكل شخصي على restrictions -تضييق وحظر- كثيرة جداً، وبطبيعتنا لا نقبل التحكم بنا، لذلك مع تكرار الأحداث هذه المرة قررت الرفض، فشاهدت الأيام الماضية أعداد كبيرة من حسابات الأفراد تضعف نسب مشاهداتها، وهو ما سيعطي انطباع للناس أن القضية بتندثر ولا يهتم لها أحداً.
وبالتأكيد هناك حلول للتغلب على هذه القيود، وفي البداية أجريت تجربة لفكرة ومع الأسف فيسبوك أرسل لي تحذير hate speech، فقررت المحاولة في أدوات أخرى لا يتفهمها فيسبوك، بحثت كثيراً وأجريت تجارب على أكثر من فكرة حتى توصلت لهذه الأداة، فكانت بمثابة أفضل الحلول المتاحة حالياً.
وتابع :نحن نتعامل عادة كمجتمع developers (مطورين)، بمبدأ أن «لا مستحيل»، فطالما الأمر متعلق بالأكواد دائماً هناك حل».
من أجل دعم فلسطين.. وإذا أوقفوها سنصنع ألف فكرة
«لو ربنا مديهم عقل فمدينا عقل فوق عقلهم»، قالها «دروشي»، مُكملاً حديثه قائلاً: أحمد الله بعد نشر هذه الأداة رتبت حلول بديلة، إذا أوقفوها أو أصبحت غير فعالة، حينها سنصنع بدل الحل ألف حل، بينهم البسيط والُمعقد، ويزايد التعقيد مع زيادة تضييق الفيسبوك.
وتابع المطور المصري: فكرت في ابتكار هذه الأداة كأقل شيء يمكنني تقديمه لأهلنا في فلسطين، وعلى حد علمي لم أجد أداة مشابهة لها من قبل، لكن اتمنى أن يبتكر المطورون مليون أداة مشابهة للتحايل على التقييد، كي تكون أدوات متنوعة.
أداة «فلسطين حرة» لنشر أخبار غزة بلا قيود
باللغتين العربية والإنجليزية تم إصدار الأداة، التي تضمنت عدد كلمات حوالي 727 كلمة للغة الغربية، وحوالي 600 كلمة للغة الإنجليزية، وفكرتها تكمن في وضع النص المراد كتابته في الأداة سيغير من شكل الكلمات التي تحتاج تغير، وكل حرف يمتلك أكثر من شكل، بما يوفر خيارات متعددة لتكوين الكلمات والأحرف، فلن تكون ذاتها في كل مرة، وفقاً لمطور البرمجيات محمد درويش.
وعن طريقة الاستخدام، تحمل الأداة مربعين واحد لنص الإدخال باللغة العربية أو الإنجليزية، والأخر للنص المعدل. تحصل عليه بمجرد نسخه، من ثم لصقه في منشورات فيسبوك لحرية نشر بلا قيود عن أخبار غزة.
اقرأ أيضاً: «سنعمل بدلاً عنكم».. كتّاب المحتوى يطلقون مبادرة جديدة لدعم زملائهم في فلسطين