غزة تتسبب في هجوم عربي واسع على أشهر عالم تنمية بشرية.. لماذا؟

في وصف لأهمية عالم التنمية البشرية جوردان بيرتسن، أطلقت عليه صحيفة «نيويورك تايمز» عام 2018 اسم «حارس النظام الأبوي»، حيث ينادي باستمرار الذكورة التقليدية بعيدا عن الصوابية السياسية، وهو المصطلح الذي بدأ في الانتشار خلال السنوات الأخيرة، لفرض أجندة معينة تخص الجندر والتصنيفات المختلفة التي تم صياغتها مؤخرا، ما جعل الرجل يأخذ انتشارا واسعا في أوساط الشباب على مستوى العالم وخاصة عربيًا.
حاول «بيترسن» تفسير فظائع الأنظمة الاستبدادية للقرن العشرين، ورغم توصيفه الواضح لها بالفظائع، إلا أن الرجل نفسه واجه انتقادات شديدة خلال الأيام الأخيرة مع مناداته لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتيناهو بإداة غزة، وإطلاق الجحيم حسب تغريدة أطلقها على موقع «X» المعروف سابقا باسم تويتر.
كتب «بيترسن»: «أعطهم الجحيم... لقد طفح الكيل»، تعليقًا على الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة «حماس» على أهداف إسرائيلية.
ويمكن قياس أهمية جوردان بيترسون من موقع onemilliontweetmap، والذي يظهر حجم تفاعل باستخدام اسم عالم النفس الشهير من مختلف أنحاء العالم، بينما تصدرت في نفس لحظة البحث عن اسمه الولايات المتحدة الأمريكية، كأكثر البلدان حديثا عن الرجل وتأثيره في الداخل.
واستخدمنا بوضع اسمه بالعربية على موقع tweetbinder للتعرف على نوع التأثير بعد التغريدة التي أطلقها يطالب فيها بإبادة قطاع غزة بعد عملية حماس في السابع من أكتوبر الجاري، وجاءت أكثر التدوينات سلبية ومن أبرزها والتي حصلت على أكبر عدد من إعادة التغريدة :«شكرًا لشاعر هذه الأبيات عبدالله الطلحي التي أرى أنها تنطبق على المُثقَّف المُزيَّف «جوردن بيترسن»:
ما على الجاهل أخطر من مُثقَّف كذوب
يستخف النفوس ويفسد أخلاقها
بين غسل العقول وبين غسل القلوب
مثل ما بين قتل النفس وإعتاقها.
ما العلاقة بين جوردان واسرائيل؟
نهاية العام الماضي 2022 التقى جوردان بيتروسن مع رئيس الوزراء الاسرائيلي، حيث واجه رد فعل عنيف أيضًا بعد إجراء مقابلة مع نتنياهو، بعدما أشار الكثيرون إلى أنه لم يجادل مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولم يتوقف عند ذلك حيث صاحب مجموعات يهودية متطرفة خلال اقتحامهم المسجد الأقصى، الأمر الذي تسبب في حالة كبيرة من الجدل.
وخلال الحرب الحالية والتصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة علّق على تغريدة لحزب الإشتراكيين الفيكتوريين الأسترالي يتضامن فيها مع الفلسطينيين، واصفاً أعضاء الحزب ب«الجرذان القتلة معادي السامية».
من هو جوردان بيترسن؟
تعد النقطة الأكثر إضاءة في تحول عالم النفس الشهير عندما أصدر كتابه 12 قاعدة للحياة: ترياق للفوضى، حيث تحول ليصبح الأكثر مبيعاً في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفي كندا وأستراليا وغيرها، كما استطاع جمع أكثر من 4 ملايين متابع على منصة «إكس».
وبيترسن من مواليد مقاطعة ألبيرتا في كندا، حيث عمل لسنوات طويلة كمعالج نفسي وأكاديمي وكاتب محدود الشعبية، قبل أن يبرز اسمه بشكل كبير عام 2016 حيث عرف بمواقفه السياسية المختلفة خلال دراسته علم النفس في جامعة تورنتو والتي أطلق خلالها قناة يوتيوب عبر فيها عن قلقه من إقرار الحكومة الكندية قانون التجريم ضد التمييز على أساس الهوية الجندرية، زاعماً أن القانون يجرّم من لا يستخدم ضمائر محايدة جندرياً، معتبراً ذلك انتهاكاً لحرية التعبير.
ونشر بيترسن عشرات الفيديوهات التي يهاجم فيها صعوبة علمنة الدين الاسلامي وطرح رؤى مختلفة كانت مسار جدل واسع بين الشباب العربي خلال السنوات الأخيرة والتي تعد من أكبر جمهور جوردان في العالم وخصوصا على منصة X تويتر سابقا ليضع الرجل نفسه أمام معضلة أكبر بعد اتهامه بالترويج للعنف ضد المدنيين في غزة.