كتبت: حسناء محمد بينما تُدافع إسرائيل عن حقوق الأقلية الجندرية وتُعلن نسبة اللاجئات العربيات داخل مجتمع الميم الإسرائيلي - نحو 20% - جاء رد الكنيست صادمًا للمجتمع المدني العالمي برفض قانون حماية الأقلية الجندرية. في بداية 2014، قدّم المجتمع المدني قانون "حماية الأقلية الجندرية والاعتراف بحقوق الأم العزباء" بالتوازي مع إدراج منظمة "هيومن رايتس" لإسرائيل ضمن الدول الأكثر أمانًا للأقلية الجندرية. رغم رفض الكنيست للأقلية الجندرية ووصمهم بالخطيئة، أطلق مجتمع الميم الإسرائيلي حملة "Muslim Lesbians" لسرد قصص العربيات اللاجئات داخل الأراضي المحتلة، جاء ذلك مع إطلاق هيومن رايتس حملة "لست وحدك". تناولت الحملتان شعارًا واحدًا، وهو ("لست وحدك.. المثلية ليست خطيئة": رسائل إلى من يصارع نفسه ومن يقيّدها!) أقليات عربية بدأت الحملة الإسرائيلية بقصة فتاة سودانية في العشرينيات من عمرها هربت إلى تل أبيب منتصف 2016: "أنا فتاة سودانية، عرفت هويتي الجندرية في ال15 من عمري، ومثل جميع المثليات في عالمنا الشرقي، لا أملك مخرجًا ولا وسيلة للقاء من تشاركني هويتي وأفكاري خوفًا من القانون وعقاب الدين، ومع استمرار الاختباء قررت الهجرة من الأراضي السودانية والاتجاه إلى أرضٍ تعترف بأفكاري وهويتي". تتوالى القصص، عرضت فتاة مصرية مُهاجرة للأراضي الأمريكية رأي المفتي المصري شوقي علام بأن "لا أحد لديه الحق في إيذاء المثليين جنسيًا أو التمييز ضدهم"، مُعتبرًا إياهم مرضى يستحقون العلاج والرعاية النفسية. جاءت الردود مُعترضة عنيفة ضد وصفه إياهم بالمرضى، مُعتبرين الفتوى إيذاء نفسيا أكبر من إيذاء الأهل والأصدقاء. ذكرت إحدى النساء أنها قررت أن تذهب إلى الأطباء من تلقاء نفسها "لتضميد" نفسها، "أخذوا الكثير من المال وأعطوني أدوية غريبة، العلماء النفسيون الذين ذهبت إليهم كانوا يشرحون لي كيفية إثارة مشاعري لجذب الذكور، أدركت أنهم ملتزمون بنفس الفكر الذكوري والديني، هنا قررت الهجرة إلى أمريكا ثم وجدت الهجرة إلى إسرائيل أسهل وأرخص فأخذت الخطوة فورا". وهم الملجأ الإسرائيلي بينما تعرض الحملة نسبة اللاجئات العرب داخل مجتمع الميم الإسرائيلي، جاءت حملة موازية للأحزاب الإسرائيلية اليسارية المُدافعة عن قانون حماية الأقلية الجندرية على التطبيق الهولندي "Quora" تُثبت نظرية تدحض وهم الملجأ الإسرائيلي. أشارت الحملة إلى هروب 32% من الأقليات الإسرائيلية خارج الأراضي المحتلة؛ خوفًا من اضطهاد الحاخامات ولعدم وجود قانون يوفر حماية لازمة داخل تل أبيب. رقابة دينية وحكم أبوي تنوعت ردود الفعل على تويتر بين معارضٍ ومؤيد لقرار الكنيست، انتشرت دعاوى الأدباء والمجتمع المدني لإطلاق تظاهرات رافضة، كما أطلق بعض الرواد هاشتاج #في_سجن_الحب؛ اقتباسًا من رواية "سجن الحب" الإسرائيلية في تسعينيات القرن الماضي، وطريقة تعامل الرقابة الأبوية مع الرواية ومنعها داخل إسرائيل لاحتوائها على بعض الأفكار الجندرية المعاكسة لميول المجتمع. هذا التبرير لم يكن ثابتًا حينها، على سبيل المثال، في مناقشة هنري ميلر "الجنس"، جادل أحد أعضاء اللجنة حول قيمة "الأدب الجيد وحرية التعبير الفني"، رغم ذلك، اختارت اللجنة حظر نسختها العبرية، لم يكن ذلك سهلاً في ضوء حقيقة أنه في حين أن كتبا أخرى قيد المراجعة كانت مكتوبة بواسطة مؤلفين مغمورين، إلا أن "سجن الحب" كانت مشهورة عالميًا وتُرجمت لعدة لغات. قال إيش شالوم، مدير مدرسة القدس، خلال إحدى المناقشات: "لا شك في أن مهمتنا ستكون صعبة بشكلٍ خاص هذه المرة، وضعت علامة على عدد من الممرات المعلقة في الكتاب، هذه المقاطع هي حقا قذارة وإذا كانت معزولة عن العمل كله - فهي صادمة حقا ولن نقبل بشذوذ جنسي داخل الأراضي الإسرائيلية".