روسيا تشن هجومًا صاروخيًا موسعًا على كييف.. وأوكرانيا تكثف الهجوم على القرم

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة استنزاف، مع تصارع الجانبين لحسم الهجوم المضاد.
شنت روسيا هجمات صاروخية موسعة في اتجاهات متعددة بالمدن الأوكرنية مستعينة بالمسيرات التي هاجمت بها من «خيرسون»، جنوبًا، و«لفيف» و«ريفيني» غربًا، و«كريمنشوف» وسط، وصولا إلى تحليقها فوق أجواء العاصمة الأوكرانية كييف، فيما كثفت القوات الأوكرانية هجماتها بالمسيرات فوق البحر الأسود لاستهداف قوات الأسطول الروسي المتمركزة داخل مياهه، وهاجمت مدنا روسية بينها (كورسك وبيلغورود وأوريول)، وسط اعتراف الرئيس الأوكراني بأن الحرب مقبلة على «مرحلة صعبة»، في ظل سجال حاد أثير بين موسكو وكييف وحلفائهما بنقاشات مجلس الأمن، الذي خصص جلسة لتطورات الحرب على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال78 المنعقدة في نيويورك.
ميدانيًا؛ كثفت موسكو هجماتها على المدن الأوكرانية مستعينة بأنظمتها الصاروخية المتطورة التي تشمل تشكيلات صواريخ «تاجيل» ومنظومة صواريخ «يارس» المتطورة العابرة للقارات وكذلك الطائرات المسيرة.. ودوت صافرات الإنذار لإعلان حالة التأهب الجوي في عموم أوكرانيا في ساعات ليل أمس في كييف وتسع مناطق أخرى، بعدما استهدفت موسكو غربا.. طالت المسيرات الروسية مقاطعة خميلنيتسكي، مع تقارير حول اندلاع حريق، كما استهدفت القوات الروسية مدينة روفنو ما تسبب في اشتعال النيران بأحد مخازن الوقود في المدينة، كما أصابت مواقع صناعية في مدينة لفيف.
وفي العاصمة كييف، أدى سقوط حطام مسيرة إلى أضرار في مناطق دارنيتسكي، وسولومينسكي وشيفتشينكوفسكي، مع اندلاع حرائق في منطقة دارنيتسكي.
كما اندلع حريق في مدينة تشيركاسي (وسط) بعد تشغيل الدفاعات الجوية الأوكرانية لاستهداف مسيرة روسية.
وحسب قوات الجو الأوكرانية، شنت روسيا موجة موسعة من الهجمات الصاروخية على أوكرانيا في وقت مبكر من صباح يوم 21 سبتمبر، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ما لا يقل عن 26 آخرين.
أعلنت موسكو إسقاط 19 طائرة مسيرة أوكرانية ليل الأربعاء- الخميس، كانت تحلق فوق البحر الأسود وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها، إضافة إلى ثلاث مسيرات أخرى دمرتها في أجواء ثلاث مناطق روسية هي «كورسك وبيلغورود وأوريول».
وكثفت كييف هجماتها فوق القرم والبحر الأسود، فقد أعلنت القوات الأوكرانية استهداف مركز قيادة للأسطول الروسي داخل مياه البحر الأسود بالقرب من مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم- حسب «كييف إندبندنت»- وفي المقابل، قالت القوات الروسية إنها تمكنت من إسقاط 19 مسيّرة أوكرانية.
وأعلن جهاز الأمن المركزي الأوكراني توجيه ضربة للقوات الروسية في مطار ساكي العسكري في شبه جزيرة القرم، مضيفا أن نحو 12 طائرة من نوع سوخوي كانت رابضة بأرض المطار ومنظومة دفاع من نوع بانتسير.
وأعلن الجيش الأوكراني أن دفاعاته أسقطت اليوم الخميس 36 صاروخا روسيا من أصل 43 صاروخا، 20 منها في هجوم على العاصمة كييف أسفر عن إصابة 7 مدنيين وتضرر عدد من المباني والسيارات.
وقال قائد القوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني على تليجرام إن الدفاعات الجوية تصدت للصواريخ التي أُطلقت على عدة مراحل من 10 طائرات حربية روسية.
ووسط دخول الحرب مرحلة استنزاف، حذرت الرئاسة الأوكرانية في بيان من «أشهر صعبة مقبلة» بعد هجوم صاروخي روسي «هائل» خلال الليل أسفر عن مقتل شخصين على الأقل، وإصابة 5 في خيرسون.
وقال معاون مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أوليكسي كوليبا على «تليجرام» أن روسيا «شنت أمس الأول هجوما هائلا على أوكرانيا»، تنتظرنا أشهر صعبة مقبلة: (روسيا ستواصل مهاجمة منشآت الطاقة ومنشآت البنية الأساسية الأوكرانية).
على الصعيد الخارجي، أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، أمس الأول، أن بلاده ستتوقف عن تسليح أوكرانيا لتركز على تعزيز قوتها الدفاعية الخاصة، وذلك بعد ساعات قليلة من استدعاء وارسو للسفير الأوكراني، وسط خلاف بين البلدين بشأن صادرات الحبوب.
فيما حذر قائد القوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط، أليكسوس غرينكويتش، من أخطار العلاقات العسكرية «المزدهرة» بين إيران وروسيا، معتبرا أن التعديلات الروسية على الطائرات من دون طيار الإيرانية قد تسهم في تعزيز قدرات الجمهورية الإسلامية.
وتسببت تطورات الحرب في سجال بين موسكو وكييف وحلفائهما؛ إذ دعا الرئيس الأوكراني إلى تجريد موسكو من حق النقض الفيتو، زاعما أنها ترتكب «إبادة جماعية» في بلاده وغير «مؤتمنة على امتلاك سلاح نووي».
واتهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، روسيا، بارتكاب«جرائم ضد الإنسانية» يوميا في أوكرانيا. فيما رد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بأن حق النقض الذي تتمتع به روسيا في مجلس الأمن الدولي هو أداة قانونية «مشروعة» ممنوحة للأعضاء الخمسة الدائمين في هذه الهيئة.
واتهم لافروف، واشنطن، بتدمير أوكرانيا، معتبرا أن «الغرب بقيادة واشنطن مسؤول عن تدمير أوكرانيا نظرا لأن البلدان الغربية بقيادة واشنطن تلجأ لمعايير انتقائية، بل إنها قررت في أعقاب الحرب الباردة أنها ستحدد مصير البشرية، مما أدى إلى زعزعة الاستقرار العالمي».
اعتبر وزير الخارجية الروسي، الدول الغربية «عطلت تنفيذ اتفاقات مينسك بشأن التسوية في أوكرانيا، وهي مسؤولة عن انهيار أوكرانيا، والتحريض على الحرب الأهلية بها»، على حد وصفه.