بعينين دامعتين وأحلام ممزقة وفيض من الألم، جلست العجوز «لواحظ» داخل مسكنها البسيط تبكى وتندب حظها العاثر.. ما إن حضرت إليها حفيدتها، حتى اكتشفت بعثرة الأشياء حول جدتها التي لم تر شيئًا، نظرًا لفقدانها البصر. استدعت المٌسنة ابنتها من عملها، وجاءت على وقع الصدمة، كانت الكارثة ماثلة أمامها، عبر كاميرات المراقبة، لتظهر أن «لصة» دخلت على أمها واستولت على «شقى العمر»، تحويشة أعدتها المٌسنة لإجراء جراحة في العين، أملًا في شفاء بصرها، واكتشفت الفتاة أن المتهمة استولت على جهازها وشبكتها. على مدار سنوات، تقبض «لواحظ» معاش زوجها المتوفى، وتتدخره في شقتها بالوراق بمحافظة الجيزة، لإجراء عملية في عينها اليمنى ليعود إليها البصر، للتعرف على من يتحدث إليها، عقب 6 عمليات أجرتها بالعين الأخرى، جميعها باءت بالفشل، وكان مصابها كبيرًا حين اكتشفت سرقة 70 ألفا داخل حقيبة، و5 آلاف أخرى في حافظة، تتساقط دموعها، ويرتعش جسدها مرددة: ضاع حلمى في شفاء بصرى. لم تشعر صاحبة ال65 عامًا بما دار حولها، كانت الساعة 8 صباحًا، موعد ذهاب ابنتها «نيفين» إلى عملها بالتأمين الصحى، حين حضرت شابةُ ترتدى «كابا» أسود فوق الحجاب، قصيرة القامة، تتطلع إلى الشرفات للتأكد من عدم رصد الأهالى لتحركاتها، وفق تصوير كاميرات المراقبة، دخلت شقة «لواحظ» بالدور الأول فوق الأرضى، أخرجت مفاتيح مصطعنة، فتحت الباب وجدتها نائمة على سريرها وحيدة: «رشت على وشى مخدر، ومحستش هي عملت إيه»- حسب المجنى عليها. قبل أذان الظهر، حضرت حفيدة «لواحظ»، وفوجئت بباب الشقة مفتوحًا، دخلت على جدتها فوجدتها مستغرقة في النوم على غير عادتها، وعندما استيقظت سألتها «هو إيه اللى مبعتر الحاجات حولين منك في المكان كله؟»، ردت الجدة: «والله ما أعرف، لسه صاحية، في حاجة غريبة خلتنى أنام كل ده». ارتسم الرعب على وجه «لواحظ»، واتصلت بابنتها، نيفين قالت: «تسيبى اللى في إيدك وتيجى حالاً.. إحنا اتسرقنا».. هكذا لم تترك الابنة في حيرةِ، وعندما حضرت ابنتها، صرخت وتجمع الأهالى، مرددين: «هنعرف مين اللى عمل فيكم كده»، وكشفت كاميرات المراقبة أن فتاة تعرف البعض على هويتها، وقالوا إنها تقطن على مسافة ليست ببعيدة عن محل سكن المجنى عليها. واتضح من كاميرات المراقبة أن اللصة عبأت المسروقات في أكياس بلاستيكية ونزلت بها من الشقة، وهى تجرى نحو «توك توك»، لتلوذ بالفرار، وسط هدوء الشارع. «العجوز» وابنتها، ظنتا في بادئ الأمر أن اللصة استولت على مفروشات وملابس وأدوات منزلية فقط، لكنهما تقولا «كل يوم والتانى نكتشف إن في حاجة جديدة إتسرقت»، واتضح لهما أن الفتاة المشتبه بها سرقت الشبكة، (غويشة و3 خواتم، وفلوس عملية أمى)- حسب ابنتها. العروس، رغم ما تعرضت له، تؤكد أن اللصة كانت من الممكن أن تنهى حياة أمى، استغلت ضعف بصرها وسرقت كل ما نملك، وتبدل حلمها في زواجى وفقدت الأمل في إجراء العملية، وانقلبت حياتنا بسبب السرقة، فلم تترك لنا شيئا إلا واستوليت عليه، حتى نضارة أمى كانت تريديها لترى بإحدى عينيها، ودواء السكرى والضغط. تتمنى الضحيتان القبض على المتهمة، بعد تحريرهما محضرًا بالواقعة في قسم شرطة الوراق.
