«العدل فوق الجميع وبيعشقه المخلوق».. موال اختار المخرج هادي الباجوري، والمؤلفة إنجي أبو السعود، استخدامه في مسلسل «سفاح الجيزة»، كي يعبر به عن شعور السفاح لحظة اتخاذ قراره بقتل ضحية جديدة، ليعكس المخرج للمُشاهدين أن السفاح يرى جرائمه عدلًا، وكأن القتلى يستحقون الموت، لأنهم لم ينفذوا ما طلبه السفاح منهم أيًا كان طلبه، وخلال الأحداث ارتكب أحمد فهمي أكثر من 5 جرائم قتل، لكنه أعاد سيرة بدرية السيد مغنية الموال للحياة من جديد. قصة موال «العدل فوق الجميع» موال العدل فوق الجميع، طُرح في الأسواق منذ 43 عامًا، حيث نُشر للمرة الأولى عام1980، وهو من كلمات، الشاعر سيف النصر محمد، وألحان فتحي خالد، وربما حين طُرح لم يحقق هذه الشهرة، لأن فترة الثمانينيات كانت مليئة بالأغاني الشعبي، بين عدوية، وشفيقة، وعبده إسكندر، وبدرية السيد مُغنية الموال، أو كما يلقبونها «بدارة»، ابنة محافظة الإسكندرية. بدرية السيد.. رحلة فتاة «إمبراطورة» الأغنية الشعبية اسمها الحقيقي بدور مصطفى أحمد الشامي، ولدت في 1930، ووالدها أصله رشيدي، وعاشت في حالة بندقة بمنطقة بحري، انتشر صيتها حين بلغت العشرينيات، واستمرت في الغناء ونالت شهرة واسعة في مدينتها، وظلت تغني حتى رحلت عن عالمنا عام 1989، ولُقبت بعدة ألقاب خلال مسيرتها، منها «إمبراطورة الأغنية الشعبية والموال الإسكندراني»، وقدمت العديد من الأغاني، منها «إدلع يا رشيد»، «يا ميت مسا»، «صعيدي ولا بحيري»، «مسيلي على الغايب»، «يا حلو قولي طبعك وأنا أمشي عليه»، وغيرها من الأغنيات، وشجعها عذوبة صوتها على التقديم للإذاعة اللاسلكية في الإسكندرية 1954. «بدارة» أصابها العدل بعد الموال ب43 عامًا مع وفاة بدرية السيد قبل الألفينيات، اندثرت أغانيها الشهيرة، لم تحقق نفس الشهرة التي حققتها غيرها من الفنانات اللاتي تمكن من العيش لسنوات طويلة، وبعد 43 عامًا من طرح الموال، واشتخدامه في مسلسل «سفاح الجيزة» أصبحت بدارة تتمع بالشهرة التي تستحقها وكأن شهرتها في كل أرجاء الدولة تأخرت كي تحصل عليها مُضاعفة، بإضافة تأثير السوشيال ميديا. بدرية السيد تتخلص من ارتباطها ب«الجهل» استخدام مواويل بدرية السيد في الدراما ليس جديدًا، حيث استخدمه من قبل أسامة أنور عكاشة، ضمن أحداث مسلسل «الراية البيضاء»، حين كانت صوت الخلفيةة وسط جهل وتسلط المعلمة فضة المعداوي وصبيانها، وكانت أغنيتها «طلعت فوق السطوح أنده على طيري»، استُخدمت للتعبير عن تندر السفير جمال راتب عليها وسخريته منها ومن صاحبتها، حينها ارتبط صوت بدرية بفكرة انتشار الجهل والقُبح ولكن سفاح الجيزة غير تلك الصورة كليًا مع الجمهور.