تراجعت أسعار الذهب عالميًا إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من خمسة أسابيع، أمس الإثنين، مع ارتفاع الدولار وعوائد السندات قبل محضر اجتماع البنك الاحتياطى الفيدرالى الذي يصدر هذا الأسبوع، والذى قد يوجه التوقعات بشأن أسعار الفائدة المستقبلية. تشهد تداولات الذهب الفورية تحركات ضعيفة بعض الشىء مع بداية جلسة الأسبوع، مسجلة أدنى مستوى في 5 أسابيع عند 1910 دولارات للأونصة للتداول عند 1912 دولارًا للأونصة، وذلك بعد انخفاض خلال الأسبوع الماضى بنسبة 1.5% ليمثل الانخفاض الأسبوعى الثالث على التوالى، وفق جولد بيليون. بيانات التضخم الأمريكية التي صدرت الأسبوع الماضى أظهرت عودة ارتفاع في معدلات التضخم خلال شهر يوليو، وذلك بعد التباطؤ الذي أظهرته المؤشرات من قبل، ليساعد هذا في زيادة التوقعات أن البنك الفيدرالى الأمريكى قد يستمر في سياسة التشديد النقدى لفترة أطول من الوقت. وفى السوق المحلية شهدت أسواق الذهب قفزات سعرية عنيفة بين صعود وهبوط في فترات زمنية قليلة، وتجاهلًا تامًا لتحركات السوق العالمية التي كانت مغلقة خلال معظم هذه الفترات. افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا تداولات أمس الإثنين عند مستوى 2310 جنيهات للجرام، مرتفعًا بنسبة 6% بمقدار 133 جنيها مقارنة مع إغلاق تداولات يوم الخميس عند 2177 جنيها للجرام، وهو آخر سعر قبل التحركات العنيفة للذهب. شاهدنا أسعار الذهب تسجل أعلى مستوى يوم السبت الماضى عند 2430 جنيها للجرام أعلى بمقدار 260 جنيها للجرام عن إغلاق الخميس، قبل أن تبدأ في الهبوط الحاد المفاجئ بمقدار 100 جنيه للجرام وتعود مرة أخرى للارتفاع. بينما خلال تداولات الأحد الماضى كان التحرك في اتجاه واحد هو الانخفاض لتنخفض أسعار الذهب من سعر الافتتاح 2390 جنيها للجرام، وتنخفض بمقدار 80 جنيها، وتغلق عند 2310 جنيهات للجرام. وقالت شعبة الذهب إن السبب هو تزايد إقبال المستهلكين على شراء الذهب بمجرد ارتفاع سعره، وإن حركتى البيع والشراء تعمل بشكل طبيعى وتناقص المعروض بشكل كبير تسبب في ارتفاع الأسعار. بينما أوضحت نقابة العاملين بتجارة وصناعة المجوهرات أن ارتفاع الأسعار وهمى وغير مبرر ولا يرتبط بالعرض والطلب. تغير أسعار الذهب بهذا الشكل الكبير دفع إلى تسعير الذهب بسعر دولار تحوطى وصل إلى 45 جنيهًا لكل دولار، قبل أن يتراجع لمتوسط 43 جنيهًا لكل دولار حاليًا، بأعلى من سعر الدولار في السوق الموازية. وقد تسبب هذا في توقعات باقتراب حدوث تعويم جديد أو خفض جديد في مستويات الجنيه مقابل الدولار على المستوى الرسمى، مما دفع الطلب إلى التزايد على الذهب تحسبًا لمثل هذا القرار. أيضًا أشارت بعض المصادر إلى ارتفاع عمليات التصدير للذهب من قبل الشركات بسبب هدوء الطلب المحلى خلال الأشهر الأخيرة، ما دفع الأسعار إلى التزايد بسبب تراجع المعروض من الذهب. وبالتالى تشير معظم الجهات إلى أن السبب الرئيسى لارتفاع الذهب خلال الجلسات الأخيرة والعشوائية في التحركات يرجع إلى ارتفاع الطلب على الذهب ما تسبب في خلق فجوة بين العرض والطلب، بالإضافة إلى تدخل المضاربات في زيادة حدة تحركات الذهب في الصعود والهبوط.