ألمانيا تحظر تجمعًا للتضامن مع فلسطين في ذكرى النكبة بحكم قضائي

رفضت السلطات الألمانية منح تراخيص لمظاهرات وتجمعات مؤيدة للفلسطينيين ببرلين بمناسبة ذكرى النكبة، واعتبرت الشرطة الألمانية إن هذه الفعاليات المؤيدة للقضية الفلسطينية، تتضمن دعوة إلى الكراهية، وتنكر ما أسمته ب«حق إسرائيل في الوجود».
وأفادت وكالة الأنباء الألمانية، أمس بأن المحكمة الإدارية الإقليمية«برلين-براندنبورغ» أيدت حظرا فرضته الشرطة في برلين على مظاهرة فلسطينية، كان من المقرر تنظيمها في العاصمة الألمانية أمس السبت، تضامنا مع الفلسطينيين في ذكرى النكبة.
وكانت المحكمة الإدارية في برلين -وهي محكمة أدنى درجة- أيدت في وقت سابق الحظر الذي قررته الشرطة للمظاهرة بحجة وجود خطر ترديد «هتافات معادية للسامية وتحريضية، وتمجيد للعنف، والتعبير عن الاستعداد لاستخدام العنف، وما ينجم عن ذلك من تخويف وأعمال عنف»، على حد وصف الشرطة.
أعلنت المحكمة أن قرار الحظر لم يعد قابلا للطعن.
وسجل نحو 1000 شخص مشاركتهم في «مظاهرة من أجل الحق الأساسي في حرية التجمع وحرية التعبير في الذكرى 75 للنكبة» في ميدان هيرمانبلاتس بحي نويكولن في برلين.
ويأتسي ذلك تزامنا مع حلول الذكرى ال75 للنكبة الفلسطينية، وما تلاها من عملية تهجير للفلسطينيين من أراضيهم وقراهم التي يزيد عددها على 520 قرية على يد عصابات صهيونية مسلحة في عام 1948، إذ اضطر نحو 800 ألف فلسطينى إلى مغادرة ديارهم خلال هذا العام الذي شهد تأسيس إسرائيل، هربا من مذابح ارتكبتها عصابات إسرائيلية وأدت إلى مقتل نحو 15 ألف فلسطينى.
وسيطرت العصابات الصهيونية المسلحة «الهاجاناة» على معظم القرى والأراضى الفلسطينية واحتلتها وهجرت سكانها قسرًا تحت قوة السلاح، بدعم المستعمر البريطانى، آنذاك، وفيما يحيى الفلسطينيون ذكرى جرحهم الغائر، نستعيد معهم مشاهد الدماء التي رافقت تهجيرهم القسرى من منازلهم وخلفت 10000 شهيد راحوا ضحية الإبعاد من 20 مدينة ونحو 400 قرية غدت أملاكها ومزارعها جزءا من دولة الاحتلال.
وشهدت الذكر ال75 تضامنا واسعا مع الفلسطينيين؛ إذ نظّمت سفارات فلسطين لدى الدول العربية فعاليات بمناسبة الذكرى، وسط حضور رسمى رفيع المستوى، إضافة لتنظيم مظاهرات داعمة للشعب الفلسطينى، ورغم مرور أكثر من 7 عقود على النكبة إلا أنها لاتزال متواصلة، حيث وثقت الأرقام استشهاد نحو 100 ألف من الفلسطينيين والعرب، غالبيتهم من الجانب الفلسطينى، مرورا بتزايد رقعة المستوطنات.
واعتبر الرئيس الفلسطينى، خلال مشاركته في مناسبة إحياء ذكرى النكبة في الأمم المتحدة، قرار المنظمة لإحياء ذكرى النكبة ال75 للشعب الفلسطينى، بأنه تاريخى، وقال إن دولا «لم يسمها» أعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة عطلت عن قصد تنفيذ قرارات تدعم الشعب الفلسطينى وتدين وتدعم مساءلة إسرائيل، واصفا ممارسات هذه الدول ب«غير الأخلاقية، التي تفاقم أوضاع الفلسطينيين».
وحمّل الرئيس الفلسطينى كلا من المملكة المتحدة البريطانية والولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية المباشرة عن نكبة الشعب الفلسطينى، قائلا: «هما شريكتان في مأساة الشعب الفلسطينى عندما قررتا قيام كيان لأهداف استعمارية خاصة بهما، ما كان لإسرائيل أن تمعن في عدوانها لولا دعم تلك الدول».
من جانبها، قالت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزمارى ديكارلو، إن عنف المستوطنين متزايد بلا توقف ضد الشعب الفلسطينى ومقدساته، مؤكدة موقف الأمم المتحدة بضرورة إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين.
في السياق نفسه، أحيت سفارة فلسطين لدى القاهرة الذكرى ال «75» للنكبة، بحضور رسمى رفيع المستوى، كما أحيت سفارة فلسطين لدى سوريا الذكرى بالمركز الثقافى في حى الميدان بالعاصمة دمشق. وقال البرلمان العربى: «تأتى ذكرى النكبة هذه الأيام والشعب الفلسطينى يواجه بطشًا وعنفًا شديدين»، معتبرًا أن قرار الأمم المتحدة الصادر في 30 نوفمبر 2022، لإحياء الذكرى انتصار للشعب الفلسطينى واعتراف بالنكبة الفلسطينية.
دوليًا، تمت إقامة فعالية بمقر سفارة فلسطين لدى تركيا، بحضور عدد من أبناء الجاليات العربية المقيمة، كما نظم ممثلو مؤسسات مجتمعية وحقوقية أرجنتينية وأبناء الجالية الفلسطينية والعربية مظاهرة أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة «بوينس آيرس»، تنديدًا بجرائم إسرائيل وإحياءً للذكرى ال75 للنكبة.
وأكد السياسى الروسى، رئيس مركز القدس، سيرجى بابورين، خلال مشاركته في فعالية لسفارة فلسطين لدى روسيا في ذكرى النكبة، أن الموقف الروسى الداعم لعدالة القضية الفلسطينية وحقوق شعبها المشروعة سيظل ثابتًا ومتواصلًا حتى تجسيد تطلعات الشعب الفلسطينى.
وأعرب نائب وزير خارجية جنوب إفريقيا، ألفين بوتيس، إضافة لممثلى حزب المؤتمر الوطنى الإفريقى الحاكم، وحزب الحرية الوطنى، وممثلى الكنائس، وممثلين عن مؤسسة القدس ومجلس القضاء الإسلامى، ومنظمة إفريقيا من أجل فلسطين، خلال مشاركتهم بمظاهرة في العاصمة «كيب تاون»، عن تضامنهم مع الشعب الفلسطينى ضد نظام الفصل العنصرى الإسرائيلى.
من جانبه، أشار أسامة الخضر، مساعد وزير خارجية مصر، مدير إدارة شؤون فلسطين، إلى أهمية إحياء ذكرى النكبة لتجديد مناصرة وإسناد القضية الفلسطينية التي شغلت وعى ووجدان الأمة العربية، باعتبارها قضية العرب المركزية، وفى قلبها القدس الشريف. وأحيا الفلسطينيون بأراضيهم المحتلة الذكرى ال 75 للنكبة، حيث دوت صافرات الإنذار لمدة 75 ثانية، إحياء للذكرى في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، وتمت إقامة فعاليات تذكر بالنكبة ردد فيها الفلسطينيون شعارات مناهضة للاحتلال، مؤكدة حقوق الشعب الفلسطينى، كما دعت الفصائل الفلسطينية المقاومة إلى مواصلة النضال ضد الاحتلال حتى استرداد كامل حقوق الشعب الفلسطينى.
ولم تتوقف نكبة الفلسطينيين من عام 1948، بل تفاقمت أوضاعهم عاما بعد عام، حيث بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ بداية النكبة نحو 100 ألف من الشهداء، وشهدت الضفة الغربية وغزة في العامين الأخيرين استشهاد 341 مواطنًا في 2021، فيما استشهد في 2022 نحو181 فلسطينيا.
وبلغ عدد اليهود في فلسطين في عام النكبة «1948» نحو 31.5% من إجمالى ساكنى فلسطين، في حين بلغ نحو 50% خلال العام الماضى، كما بلغ عدد المستوطنات والقواعد العسكرية نحو 483 مستوطنة بالضفة الغربية في نهاية 2021، بإجمالى 719.5 ألف مستوطن.