مع اقتراب ذكرى النكبة.. عمليتا إطلاق نار ودهس وسط استنفار أمني للاحتلال بالقدس والضفة

واصل الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين ومقدساتهم بالتزامن مع اقتراب حلول ذكرى النكبة؛ إذ تعددت مستويات التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأمنت قوات الاحتلال اقتحام جماعات المستوطنين لمصلى باب الرحمة بالقدس، صباح اليوم، في اقتحام يعد الثالث في غضون أسبوع، في وقت يشدد فيه جيش الاحتلال إجراءاته العسكرية على مداخل بعض بلدات ومدن القدس والضفة الغربية، مستهدفا مركبات المواطنين وسط دعوات «جماعات الهيكل» لاقتحام كبير للمسجد الأقصى الخميس المقبل تزامنا مع ذكرى النكبة وقيام إسرائيل لإحياء ما وصفوه ب«يوم الاستقلال».
وشهدت الأراضي المحتلة توترات أمنية متزايدة، إثر إصابة إسرائيلي في عملية إطلاق نار شمالي رام الله، اليوم، تزامنا مع استهداف «سرايا القدس» الجناح المسلح لحركة حماس نقاطا عسكرية تابعة للاحتلال في طولكرم، وذلك عشية إصابة 5 مستوطنين آخرين في عملية دهس نفذها مقاوم فلسطيني في القدس الغربية واستشهد على إثرها، أمس الإثنين.
واقتحمت ما تعرف ب«جماعات الهيكل» اليمينية المتطرفة، المسجد الأقصى، صباح اليوم، داعية إلى اقتحام موسع ابتداءً من يوم الخميس المقبل، تزامنًا مع ذكرى النكبة لإحياء ما وصفوه ب «يوم الاستقلال» أي إعلان قيام إسرائيل؛ مما ينذر باشتعال الوضع الأمني في القدس المحتلة ومحيطها.
ووقف مستوطنون «دقيقتي حداد» خلال اقتحامهم لباحات الأقصى تخليدا لما وصفوه بأنه ذكرى قتلى العمليات والحروب (أرنون سيجال) وسط تأمين وحدات من جيش وشرطة الاحتلال وتفعيل صافرة إنذار لمنع الفلسطينيين من دخول المسجد وفقًا لشبكة «فلسطين اليوم».
وشنت قوات الاحتلال، اليوم، سلسلة مداهمات واعتقالات موسعة في القدس والضفة؛ إذ داهمت منزلا في نحالين، في بيت لحم، كما أصابت شابا بالرصاص الحي خلال اقتحام مخيم الدهيشة، إضافة إلى مداهمة منزا في ببلدة الطور شرقي القدس واعتقال شاب بدعوى الاشتباه في سرقته سلاحا وذخيرة من جنود الاحتلال أثناء مشاركتهم في إحدى فعاليات «يوم الذكرى» في «غفعات هتحموشت» .
في المقابل، واصل المقدسيون دعواتهم للرباط في المسجد الأقصى لحمايته من الاقتحامات، ودعت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الفلسطينيين لمواصلة التواجد بالأقصى لإحباط محاولات الاحتلال إغلاق باب الرحمة.
وأدانت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان لها اليوم، انتهاكات الاحتلال المتكررة للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، مؤكدة أنها تغذي الصراع الديني والتطرف والاضطراب في المنطقة، محملة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات استمرار تصعيد الاعتداءات اليومية على حرمة الأماكن المقدسة.
ويعد اقتحام باب الرحمة الثالث من نوعه في غضون أسبوع بعد اقتحامي يومي السبت والإثنين، وتكمن أهمية باب الرحمة في أن الاحتلال والمستوطنين يعتبرونه «البوابة الشرقية» لما يسمونه «الهيكل» والمدخل الوحيد لأسواره.
ميدانيًا، أعلنت سرايا القدس- كتيبة طولكرم- فجر اليوم، مسؤوليتها عن استهداف نقاط عسكرية تابعة للاحتلال ومستوطنات في محيط محافظة طولكرم.
وبالتزامن، أصيب مستوطن إسرائيلي في عملية إطلاق نار نفذها مقاوم فلسطيني، قرب مفرق عيون الحرامية شمالي رام الله في الضفة الغربية المحتلة، ولاذ بالفرار، قالت قوات الاحتلال الإسرائيلي إنها دفعت بتعزيزات كبيرة لاقتفاء أثر منفذ العملية.
وذلك بعدما أصيب، أمس، 5 إسرائيليين في حادث دهس بسوق، نفذه فلسطيني، يدعى حاتم نجمة، واستشهد على إثره في سوق «محاني يهودا» الشعبي في القدس الغربية. وزعمت الشرطة الإسرائيلية أنها استهدفت «نجم»، فيما أوضحت القناة 12 الإسرائيلية أنه قُتل برصاص مستوطن مسلح كان مارا بالمكان.
واعتبرت الفصائل الفلسطينية العمليات التي تشهدها الضفة والقدس ردًا مشروعًا، وقال المتحدث باسم حركة حماس عبداللطيف القانوع إن عملية الدهس تأتي في سياق الرد على جرائم الاحتلال وانتهاكه حرمة المسجد الأقصى. وفي السياق ذاته أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن العملية رد على جرائم الاحتلال المتكررة، وانتهاكه حرمة الأماكن المقدسة.
يأتي ذلك وسط حالة استنفار أمني تزامنا مع اقتراب حلول ذكرى النكبة، إذ تشدد قوات الاحتلال إجراءاتها الأمنية، حيث فرضت طوقا أمنيا شاملا على الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، تحسبا لتنفيذ عمليات في قلب مدن الداخل الفلسطيني المحتل.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» بأن قوات الاحتلال أغلقت، اليوم الثلاثاء، عدة طرق شمال مدينتي رام الله والبيرة، ولاحقت سيارة نقل عمومي فلسطينية قرب قرية عين سينيا شمال رام الله وأطلقت النار باتجاهها وأرغمت ركابها على النزول، وقامت بتفتيشها.
كما أغلقت قوات الاحتلال عدة طرق رئيسية بالضفة ومنعت مركبات المواطنين من الدخول أو الخروج منها، بينها مدخل البيرة الشمالي والبوابة الحديدية المؤدية إلى مخيم الجلزون وبوابات المنطقة الممتدة من عيون الحرمية، حتى دوار عين سينيا، وسط انتشار مكثف لجيش وشرطة الاحتلال.
وتشدد قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية على حاجز الحمرا في الأغوار الشمالية لليوم ال18 على التوالي، حيث تقيم بوابات أمنية على مفرق طرق يربط مدن الضفة الغربية بالأغوار الوسطى والجنوبية والشمالية.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، التقى وزير الخارجية والمغتربين لدولة فلسطين، رياض المالكي، أمس، نظيره الإماراتي خليفة شاهين، خلال زيارته إلى نيويورك للمشاركة في جلسة مجلس الأمن على المستوى الوزاري والمخصصة للشرق الأوسط وقضية فلسطين.
وشدد المالكي على أهمية تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته ومجلس الأمن في توفير الحماية للشعب الفلسطيني، وإنهاء جذر المشكلة في الشرق الأوسط المتمثلة بالاحتلال الاستعماري الإسرائيلي، وممارساته وممارسات حكومته الفاشية المتطرفة التي تمعن في الاستيطان وهدم المنازل والترحيل القسري.