شقيق «سائق القليوبية»: لصان استدرجاه وأطلقا عليه الرصاص بعد الفطار (فيديو وصور)

شاب في الثلاثينيات، يرتدى الأسود، يجلس بين صور أخيه الوحيد تدور برأسه ذكرياتهما، على يساره زوجته تواسيه: «ده شهيد، واتقتل وهو صائم في رمضان وشغال»، كأنه لم يطق صبرًا على كلامها «ده مليش غيره، كان سندى وضهرى»، يذكرها بأن «النهارده كنا هنكتب عقد شقته اللى هيتزوج بها»، وهى تحتضنه «اتكتبت شهادة وفاته واشتريت له كفنًا ودفنته بدلًا من زفافه».
شقيق «سائق القليوبية» يتلقى الصدمة: شدّ حيلك
يسترسل «على»، قبل عزاء أخيه «محمد»، سائق، عن حياتهما منذ ميلادهما حتى قتل شقيقه على يد لصين استدرجاه من القاهرة إلى القليوبية لسرقة سيارته ومبلغ مالى وهاتف محمول وقتلاه رميًا بالرصاص والطعنات، «أخويا حاصل على بكالوريس تجارة، كنا واحد مش اتنين، هو وحيدى ارتبطنا أكتر بعد وفاة والدتنا منذ 8 سنوات، نقلت محل سكنى للزواج، اشترى شقة فوق منى وكنا هنكتب عقدها يوم وفاته».
«عكازى وضهرى اتكسر».. يرددها «على» متألمًا، وهو يحكى «أخويا اشتغل سواق، ولما تزوجت ونتيجة ظروفى المعيشية طلب منى أعمل معاه شيفت صباحى، وقالى: رزقى ورزقك على الله»، قبل أن يستذكر تفاصيل يوم الخميس الماضى «بعت لىّ رسالة صوتية على واتس آب يطمئن علىّ، فقلت له: «داخل على البيت خلاص وركنت العربية، انزل خدها اشتغل عليها بعد الفطار»، يشرح: «تحرك على شغله، وأنا دخلت أنام لتعبى الشديد».
يرن «محمد» على أخيه ولا يجيب عليه، ليعض أنامله من الغيظ «التليفون كان قريب منى وكنت تعبان قوى معرفتش أرد»، لكنه بعد ربع الساعة يجيب على اتصال من صديق شقيقه مفاده «تعالى أخوك عامل حادثة ناس شافوه!»، تسقط الفاجعة على رأس «على» فجأة «واحد صاحب أخويا تانى، كلمنى وقاللى: البقاء لله شدّ حيلك، استنكر الأخ «إزاى ده لسه مكلمنى قبل ما ينزل شغله».
شقيق المجني عليه تأبى ذاكرته نسيان
صديق «محمد»، كان أرسل «لوكيشن» لأخيه تحرك تجاهه ناحية منطقة أبوبيومى في شبرا الخيمة، وفق كلامه هناك كانت «جثة حبيبى على الأرض مغطاة وجنبها الإسعاف وعربيته مش موجودة، شيلته على إيدى ودمه كان لسه سخن ولم أصدق نفسى أنه كان قاطع النفس ولا يرد علىّ، وروحنا مركز قليوب لاستكمال الإجراءات القانونية».
لم يستوعب «على» أن شقيقه «اللى ملوش غيره راح وسابه لوحده»، حملة ثانية للدخول إلى المشرحة وتأبى ذاكرته نسيان «شكله وماسورة دم نازله من راسه ومن خلف أذنه، وكان مضروب بالخرطوش بجنبه الأيمن ومطعون بسكين في دماغه بضربات كلها انتقام».
اتصالات متكررة تلقاها شقيق السائق، أصدقاء أخيه يطلبون منه فجأة «هات لنا مفاتيح العربية الاسبير وكرتونة تليفونه المحمول عليها السريال نمبر»، وقبل أن يسألهم: «ليه»، أخبروه «المباحث اللى عاوزينهم، لأنهم عثروا على سيارته على مسافة 10 دقائق سيرًا على الأقدام من مكان الجثة».
شقيق المجنى عليه، أحضر المتعلقات وعرف أن لصين استدرجا أخاه لمشوار وكانا يرغبان في سرقة سيارته فاستوليا عليها ثم تركاه بالطريق، واكتفيا بالاستيلاء على مبلغ مالى لا يتجاوز ال10 الآف جنيه وتليفون محمول، تدمع عيناه «دى فلوس كانت دين على أخويا كان رايح يسددهم».
وزارة الداخلية، في بيان لها، قالت إن المتهمين اعترفا بارتكاب الواقعة بقصد السرقة، وفى سبيل ذلك اتصلا بأحد تطبيقات الهاتف المحمول لاستدعاء سيارة بدعوى توصيلهما لمنطقة شبرا الخيمة، ولدى وصول المجنى عليه بالسيارة طلبا منه توصيلهما للمنطقة المشار إليها، وقبل وصولهما قاما بإجباره على التوجه لمحل البلاغ وأطلق أحدهما عليه عيارًا ناريًا كان بحوزته فأودى بحياته، وقاما بإلقاء جثته من السيارة واستوليا على المسروقات ولاذا بالهرب.