سكان «الكراستة»: نعيش تحت «حصار» الحفر والمطبات منذ 5 أعوام بسبب مشروع الصرف

يوجد بها أقدم ضريح فى المحافظة للإمام الأندلسى الشهير «الطرطوشى» بالباب الأخضر، هو باب الإسكندرية الغربى، المسمى حالياً «باب الكراستة» بمنطقة الجمرك، حيث استقر بها علماء من الأندلس منهم أبو العباس المرسى، وعلماء من المغرب مثل الشيخ أبو الحسن الشاذلى وسيدى بشر، المدفون شرق المدينة.
الوضع الآن يتكرر فى منطقة «باب الكراستة» فى حى الجمرك، التى حاصرها ابن المستنصر الفاطمى بجيوشه حتى دمر شوارعها، إلا أنها الآن محاصرة بمعدات الرصف منذ 5 سنوات، بدعوى إنشاء مشروع الصرف الصحى فى المنطقة، ما أدى إلى توقف الحياة فى الشارع بشكل نهائى، وتضييق المساحة الفعلية له، وأعاق الأهالى عن الحركة ومنع دخول سيارات المطافى والإسعاف فى حالات الطوارئ بسبب المعدات التى أصبحت أحد معالم الشارع، بالإضافة إلى أكوام القمامة التى قال الأهالى إنها سببت لهم العديد من الأمراض، بسبب الحشرات التى تتجمع عليها بالإضافة إلى الروائح الكريهة التى تنتج من احتراق القمامة بعد تراكمها.
وطالب الأهالى بتدخل حى الجمرك لحمايتهم من خطر ترك المواسير وأسياخ الحديد فى الشارع وتركها غير مغطاة، وطلبوا افتتاح المشروع فى أقرب وقت لعودة الحياة إلى طبيعتها فى الشارع.
وأكد الأهالى أن المسجد الوحيد القريب من المنطقة هو مسجد «البلدية»، يعانى من تقلص كبير فى مساحته، خاصة بعد حدوث انهيار للمبنى المجاور له ما أدى إلى ضياع المساحة المخصصة للسيدات، بالإضافة إلى نقل المخلفات الناتجة عن المشروع، والمواد الخام إلى مدخل المسجد، الأمر الذى يمنع رواده من الدخول وقت الصلاة، مطالبين بسرعة حل مشكلة المسجد قبل شهر رمضان. وقال محمد خليل، أحد الأهالى: «مسجد البلدية هو المسجد الوحيد القريب للأهالى والذى يخدم عدداً كبيراً منهم خاصة كبار السن، لكن وضع مواسير الصرف الصحى نتيجة لأعمال الحفر بالشارع سيطر على مكان كبير من المسجد مما حرم عدداً كبيراً من المصلين لعدم وجود مكان يستوعبهم».
وقال أحمد موسى من السكان: «نتمنى أن يقوم الحى بحل هذه المشكلة بعد أن انتشرت الروائح الكريهة، بسبب تلال القمامة، بالإضافة إلى وجود عدد من «البلاعات» دون أغطية بشكل يهدد حياة أطفالنا ويعرضهم للخطر، موضحاً أنه فى حالة حدوث أى ظرف «طارئ» لأى فرد من أهالى الشوارع، لا تستطيع سيارة الإسعاف أو المطافئ الدخول بسبب الإشغالات الموجودة فى الشارع نتيجة مشروع الصرف الصحى.
وأضاف «موسى»: مشكلة الرصف والقمامة ليست الوحيدة التى تواجهنا بل إن المسجد أيضا أصبح أزمة فى حياتنا، فهناك مساحات كبيرة داخل المسجد وخارجه غير مستغلة ونأمل أن يساعدنا الحى على ضمها إلينا، خاصة الجزء الخاص بمصلى السيدات، الذى تقلص بعد سقوط منزل مجاور له، الأمر الذى أدى إلى إصابة المصليات بالذعر، بالإضافة إلى وجود الردم بالمكان.
واعتبر طول فترة الرصف، التى استمرت لأكثر من 5 سنوات، تعد «وصمة عار» فى وجه الحكومة، مطالباً مسؤول الحى بضرورة التدخل لحماية الأهالى من الأمراض التى أصابتهم، والتخلص من الروائح الكريهة التى تحاصرهم يومياً.
وقالت نجوى خفاجى: كيف يستمر مشروع للصرف الصحى لمدة 5 أعوام دون أن نرى تقدماً ملحوظاً فى العمل، مطالبة بانتهاء عمليات الرصف وإغلاق المواسير المفتوحة، وتوسيع مسجد البلدية، خاصة مع اقتراب شهر رمضان.
فى المقابل قال الدكتور طارق القيعى رئيس المجلس المحلى للمحافظة إنه سيتم تشكيل لجنة لبحث المشكلة الخاصة بباب الكراستة، وتحديداً مشكلة الرصف التى تضرر منها الأهالى، مؤكداً أنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة والتوصيات الكافية، التى تسمح بتقديم أنسب وأفضل الطرق للأهالى لتخليصهم من الوضع الحالى.
من جانبه قال اللواء محمد عيد، رئيس حى الجمرك: إن المشروع الموجود حالياً تابع للجهاز التنفيذى للصرف الصحى، واعترف بأن المشروع شهد فترات توقف وتعثر فى الفترة السابقة، إلا أنه عاد للعمل ب«جدية» مرة أخرى، على حد وصفه.
وأضاف عيد: أن هناك العديد من الأعمال التى تتم تحت الأرض الآن، ونفى صحة ما يتردد بين الأهالى عن توقف المشروع بشكل تام، مؤكداً أن العمال حالياً بصدد الانتهاء من الأعمال، التى تتم تحت الأرض، الخاصة بالمشروع والشبكات الأرضية.
وأكد أن المشروع سيتم إنجازه بشكله النهائى نهاية العام الجارى، فيما يستكمل العمال الأعمال الفعلية فى المشروع سبتمبر المقبل فوق سطح الأرض.
وحول مشاكل الأهالى وشكاواهم من ضيق مسجد البلدية، قال إنه سيشكل لجنة لمعاينة المسجد، لمعرفة ما إذا كانت هناك طريقة لتحقيق طلبات الأهالى بالمنطقة أم لا، مؤكداً أنه فى حالة توفير الإمكانية لتوسيع المكان وزيادة المساحات، سيصدر أوامره لاستغلال الأماكن المتاحة بالتنسيق مع الأهالى.