بدأ العد التنازلى لاستقبال شهر رمضان المبارك، حيث سيصوم جميع المسلمين من الأطفال والكبار. ومع ذلك، يواجه العديد من الآباء في بعض الأحيان صعوبة في تعليم أطفالهم كيفية الصيام. وفى هذا الصدد، قالت الدكتورة رشا طه، استشارى إرشاد أسرى وصحة نفسية، إنه مع حلول شهر رمضان المبارك تعانى الكثير من الأمهات مع الأطفال حتى يتعودوا على الصيام من تدريب وتأهيل وتهيئة لصيام هذا الشهر الكريم؛ لهذا على الأمهات أن تدرك أهمية اختيار العمر المناسب لصوم الطفل وذلك على حسب حالته الصحية والبدنية وأنه لا يعانى من سوء تغذية أو نحافة أو أي أمراض، ويفضل أن تكون البداية تدريجيًا ونبدأ مع الطفل من عمر سبع سنوات. وأضافت «طه»، في تصريحات خاصة لدليل خدماتى «المصرى اليوم»، أن للصيام فوائد نفسية تجعل الطفل ينضج ويصبح أكثر صبرًا على عدم حصوله على ما يلبى رغباته «تأجيل الإشباع»، والصبر على عدم حصول النفس على مشتهاها. وأفادت: «قد يختلف الأمر من طفل إلى آخر حسب عمره وظروفه الصحية والأنشطة التي يمارسها.. هناك طرق وكيفيات متعددة لتدريب الطفل على الصيام، منها تدرج الطفل في الصيام من خلال صيامه لعدد ساعات في أول صيام له؛ وهذا لأن الطفل لن يتحمل العطش والجوع خلال النهار بأكمله». كما أشارت إلى عدم الصوم اليوم كاملًا، بل يصوم جزءا منه في أوله حتى الظهر أو يفطر الصباح ثم يصوم من الظهر حتى المغرب كى يفطر مع الأسرة، وهو أفضل، كما تعد المكافأة من الأساليب المهمة التي لها نتائج إيجابية لصيام الطفل وتساعد على تشجيعه على الصيام، مع عدم إجبار الطفل وتأهيله نفسيًا للبدء في تعلم الصيام، وهذا من خلال توضيح أهمية الصيام والحرص على تحبيبه في هذه الفريضة. وأضافت أنه يجب إعداد طعام شهىّ يحبه الطفل على وجبة الإفطار التي يجب أن تكون متكاملة العناصر الغذائية الضرورية، مع الإكثار من تناول السوائل والماء من بعد الإفطار وحتى وجبة السحور حتى يعوض العطش في رطوبة الجسم والذى قد يسبب الإصابة بالجفاف. وضرورة إشغال الأطفال الصائمين في النهار بما يعود عليهم بالنفع من جهة، وحتى ينسوا ألم الجوع والعطش ويمر عليهم الوقت دون تعب أو مشقة، شغل أوقاتهم بالمزيد من النشاطات حتى لا يشعروا بالملل ويفكروا في الأكل مع البعد عن الألعاب التي يبذلون فيها جهدًا كبيرًا إلى جانب مكافأتهم وتشجيعهم باستمرار، استخدام الإيحاء الإيجابى وتهيئة الطفل وتربيته وتشجيعه على أنه يستطيع أن يمتلك إرادة قوية من خلال صبره على الصيام وسيثبت لنفسه وللآخرين أن همته عالية عندما يستطيع إكمال صيامه كالكبار. وأضافت أنه يجب الحرص على تناول الطفل كميات كافية من الماء والتقليل من العصائر المصنعة، كونها غنية بالسكر واستبدال العصائر الطبيعية بها، وأشارت إلى أن بعض الأطفال من المرضى لا يناسبهم الصيام كمرضى السكرى والكلى وغيرهما، إذ يحتاج الصيام إلى استشارة طبيب متخصص قبل صيام الطفل.