ينطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جولة في 4 بلدان إفريقية غدا لمواجهة التحديات التي تواجه نفوذ باريس بالقارة، ويأتي ذلك في وقت يشهد سير العملية الديموقراطية تعثرات في عدد من البلدان الإفريقية، إذ كشف التصويت في الانتخبابات الرئاسية النيجيرية حالة من الاستقطاب الديني والعرقي، بينما يشكك البعض في تمرير الدستور الجديد في مالي في خطوة قد تعيق انتقال السلطة، وإجراء الانتخابات في موعدها. ويبدأ ماكرون اليوم، جولة إفريقية لزيارة إلى أربع بلدان هي الجابون وأنجولا والكونغو برازفيل وجمهورية الكونغو الديموقراطية، وذلك وفق بيان رسمي للإليزيه. ويستهدف ماكرون تصحيح مسار العلاقات بين باريس والعواصم الإفرقية، التي يواجه فيها تحديات في الأونة الأخيرة؛ إذ تبدأ جولته من الجابون، حيث سيشارك في «قمة الغابة الواحدة للحفاظ على غابات حوض نهر الكونغو ومنها إلى أنجولا لإطلاق شراكة إنتاج زراعي ثم برازافيل،لاعتماد استراتيجية لتعميق العلاقات في مجالات التعليم والصحة والبحث العلمي والثقافة والدفاع. ويسعى ماكرون، لصياغة طور جديد للعلاقات، إذ تعهد بتخفيض الوجود العسكري في القارة بعدما واجت بلاده انتقادات لاذعة، كما وعد بإعادة القطع الأثرية التاريخية الأفريقية إلى أوطانها. وفي نيجيريا، سادت حالة من التشاؤوم من انزلاق البلاد إلى أزمة استقطاب عرقي وديني بسبب طبيعة التصويت في السباق الرئاسي الذي بات منحصرًا على 3 مرشحين بين 18 مرشحًا، عقب إعلان نتائج 14 ولاية من إجمالي 36 بينهم ولايتين حاسمتين. أعلن رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات، محمود يعقوبو، أمس (حتى مثول الجريدة للطبع) نتائج 14 هي: (كوارا وأوسون وأوندو وأوغون وأويو ويوبي وإينوجو ولاغوس وغومبي وجيجاوا وأداماوا وكاتسينا وناساراوا). ونقل موقع صحيفة «بريميوم تايمز» النيجيرية، خريطة لتتبع موقع المتنافسين، بالاستناد إلى الأرقام الرسمية في الحكومات المحلية المعلنة؛ إذ جاء المرشح الرئاسي لحزب «مؤتمر جميع التقدميين»، بولا تينوبو، في المرتبة الأولى ب6.729.636صوتًا، تلاه مرشح حزب الشعوب الديمقراطي (PDP)، أتيكو أبوبكر في المرتبة الثانية ب5.465.159صوتًا، ثم بيتر أوبي، مرشح حزب العمل، في المركز الثالث بإجمالي 2.890.579 صوتًا. وفي قراءة لنتائج، اتسم التصويت، في نيجيريا التي تضم 250 عرقية، بالاستقطاب الديني والعرقي بين الشمال ذي الأغلبيته المسلمة، والجنوب ذي الأكثرية المسيحية؛ وتقدم «تيدوبو»- الحاكم السابق لولاية لاجوس (1999- 2007)، وعضو مجلس الشيوخ السابق، وهو مسلم من جنوب غرب نيجيريا، ينتمي لإثنية يوروبا- في ست ولايات، بينهم ولاية أوجون الحاسمة، إضافة إلى جيغاوا وأويو وأوندو وكوارا وإكيتي، تلاه مرشح حزب الشعوب الديموقراطي، أتيكو أبوبكر، هو مسلم ومنحدر من الشمال الذي كان نائبًا لرئيس نيجيريا ين عامي 1999 و2007 بتقدمه 5 ولايات :كاتسينا، أداماوا، غومبي، يوبي وأوسون، ثم جاء مرشح حزب العمال بيتر أوبي، وهو مسيحي ومدعوم من حزب العمال بالمرتبة الثاثة باستحواذه على ولاية لاجوس- الأكثر اكتظاظا بالسكان- وإينوجو، وناساراوا. ورغم تقدم «تيدوبو» و«أبوبكر» إلا أن فرص «أوبي» قائمة، إذ يتطلب الفوز في الانتخابات الرئاسية النيجيرية من المرشح أن يفوز بأكبر عدد من الأصوات العامة، وبنسبة 25% على الأقل في 24 ولاية من ولايات البلاد البالغ عددها 36 ولاية، لذا توصف الجولة الحالية ب«الأصعب» منذ العودة إلى الديمقراطية في عام 1999. ويخشى البعض من انزلاق البلاد إلى أزمة استقطاب عرقي وديني بسبب طبيعة التصويت، في وقت تعاني فيه نيجيرها من اضطرابات أمنية بدءًا، التمرد الجهادي العنيف في الشمال الشرقي، مروًا بالتوترات الانفصالية في الجنوب، ثم وصولًا لتصاعد الجريمة في الشمال الغربي والوسط. وفي مالي ووسط مساع حثيثة لانتقال السلطة إلى المدنيين، يشكك البعض في الدستور المعتزم الاستفتاء عليه في مارس القبل كخطوة لإجراء الانتخابات في موعدها. وأعلن رئيس المجلس العسكري الحاكم، أسيمي جويتا، أنه تسلم مشروع الدستور الجديد، المٌعدل ليتم إقراراه لتجرى على أساسه الانتخابات المقررة في فبراير 2024 حتى يستعيد المدنيون السلطة، دون أن يوضح مضمون التعديلات أو متى سيُطرح هذا النص لإقراره في استفتاء عام. وبموجب الجدول الزمني الذي وضعه المجلس العسكري، من المفترض أن يطرح هذا النص في استفتاء عام يوم 19 مارس المقبل، لكن معارضي المجلس العسكري الحاكم يشككون في إلتزام «جويتا» بالموعد.
