كشفت النتائج الأولية للسباق الرئاسي النيجيري، بالولايات المعلنة، انحصار المنافسة، بين 3 مرشحين ضمن 18 مرشحًا، فيما أثار تأخر الإعلان عن نتائج بعض الولايات مخاوف الناخبين والمرشحين الذين دفعوا باتهامات «مبكرة» حول التلاعب بالعملية الانتخابية التي توصف ب«الأصعب»، منذ استقلال البلاد. وتشير النتائج الأولية التي نشرتها لجنة الانتخابات النيجيرية لبعض الولايات، صباح اليوم الإثنين، بأن السباق الرئاسي الذي ينافس عليه 18 مرشحًا تقلص لينحصر بين 3 متنافسين، هم السياسيان المخضرمان بولا تينوبو وأتيكو أبوبكر والمنافس الجديد بيتر أوبي. ونقل موقع صحيفة «بريميوم تايمز» النيجيرية، خريطة لتتبع النتائج، بالاستناد إلى الأرقام الرسمية في الحكومات المحلية المعلنة؛ إذ جاء المرشح الرئاسي لحزب «مؤتمر جميع التقدميين»، بولا تينوبو، في المرتبة الأولى ب 3.331.041 صوتًا، تلاه مرشح حزب الشعوب الديمقراطي (PDP)، أتيكو أبوبكر في المرتبة الثانية ب 2.028.084 صوتًا، ثم بيتر أوبي، مرشح حزب العمل، في المركز الثالث بإجمالي 1.339.226 صوتًا. في ولاية «أوجون» أفادت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات (INEC) بأن بولا تينوبو، المرشح الرئاسي لحزب «مؤتمر جميع التقدميين» استحوذ على أغلبية أصوات الناخبين، ب341،554 صوتًا بمناطق الحكومة المحلية العشرين في الولاية، تلاه مرشح حزب الشعوب الديمقراطي (PDP)، أتيكو أبوبكر ب123،831 صوتًا، ثم بيتر أوبي، مرشح حزب العمل، في المركز الثالث ب85829 صوتا. وجاءت نتائج ولاية «إيكيتي» الغربية، متقاربة؛ إذ تقدم «تينوبو» بأغلبية مريحة ب 201494 صوتًا، تلاه أبوبكر ب 89554 صوتًا، ثم أوبي ب11397 صوتًا. ويتطلب الفوز في الانتخابات الرئاسية النيجيرية من المرشح أن يفوز بأكبر عدد من الأصوات العامة، وبنسبة 25% على الأقل في 24 ولاية من ولايات البلاد البالغ عددها 36 ولاية، لذا توصف الجولة الحالية ب«الأصعب» منذ العودة إلى الديمقراطية في عام 1999. وقال رئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات (INEC)، محمود يعقوبو، أن تلك النتائج ستعلن تباعا في العاصمة أبوجا، حتى مساء اليوم الإثنين. سباق يصعب التكهن به ورغم انحصار السباق بين المرشحين الثلاثة، يصعب التكهن لبالمرشح الفائز، في نيجيريا ذات الأغلبية مسلمة في الشمال والمسيحية في الجنوب، نظرًا لعوامل اجتماعية وسياسية توصف ب«المعقدة»؛ فلن يكون الوصول إلى سهلًا لأي من المرشحين الثلاثة: بولا تينوبو وأتيكو أبوبكر وبيتر أوبي، رغم نفوذهم وقوتهم وإمكاناتهم بل ستظل نتائج الانتخابات المناطق والولايات الاستراتيجية المهمة، مثل كانو في شمال الغرب ولاجوس في جنوب الغرب وريفرز في جنوب-الجنوب. تصويت عرقي وديني والتصويت العرقي والديني مهم في نيجيريا التي تضم أكثر من 250 مجموعة عرقية، وتشهد استقطابًا بين الشمال بأغلبيته المسلمة، والجنوب ذي الأكثرية المسيحية، وبينما وعد المرشحون ال 3 الأوفر حظاً للفوز في الاقتراع، بالتغيير، يعتبر بولا تينوبو (70 عاماً) مرشح الحزب الحاكم، أنه الشخص الوحيد الذي يمكنه إصلاح نيجيريا. ويرتكن«تيدوبو»- الحاكم السابق لولاية لاجوس (1999- 2007)، وعضو مجلس الشيوخ السابق، وهو مسلم من جنوب غرب نيجيريا، ينتمي لإثنية يوروبا- على حالة الاستقطاب الديني والعرقي، ويلقب ب«العراب» بسبب نفوذه السياسي، إلى قبائل اليوروبا المتمركزة في جنوب غربي البلاد وهو مسلم وقد اتهم بالفساد ونفى ذلك. وعلى غراره رجل الأعمال أتيكو أبوبكر (76 عاماً)، هو مسلم ومنحدر من الشمال الذي كان نائبًا لرئيس نيجيريا ين عامي 1999 و2007، و«أبوبكر» هو مرشح حزب «حزب الشعب الديمقراطي» الذي حكم من 1999 إلى 2015 وحزب المعارضة الرئيسي، تعد هي الانتخابات الرئاسية السادسة التي يترشح فيها هذا النائب السابق للرئيس. ويحظى «تينوبو» و«أبوبكر» بشعبية في نيجيريا، نظرا للثقل السياسي لهما، منذ عقودكما شنا حملات دعائية قوية، ورغم ذلك ظهر مرشح ثالث يتمتع بشعبية كبيرة خصوصاً في صفوف الشباب؛ وهو الحاكم السابق لولاية أنامبرا (جنوبي شرق) بيتر أوبي (61 عاماً)، وهو مسيحي ومدعوم من الحزب العمال، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أمامه فرصة للفوز بسبب دعم الناخبين الشباب. وتختلف هذه الانتخابات عن سابقاتها في أنها تحظى باهتمام كبير داخليًا ودوليًا؛ بمن فيهم الشباب النيجيريون والمواطنون البسطاء والمقيمون في الشتات، غير أنها أيضًا من أكثر عمليات التصويت الوطني التي لا يمكن الجزم بنتائجها، خلافاً لسابقاتها التي غالباً ما تتفق الآراء على نتائجها المتوقعة لعوامل خاصة بالممارسات السياسية النيجيرية.
