«نيويورك تايمز»: «البنتاجون» تُرسل أسلحة مخزّنة فى إسرائيل إلى أوكرانيا

تشهد الحرب الروسية - الأوكرانية العديد من الأحداث والتطورات على الصعيدين الميدانى والدبلوماسى، فضلًا عن الإجراءات التى تتخذها أطراف عديدة من الجانبين، والتى تتجه إلى التصعيد مع اشتعال حدة القتال. وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن البنتاجون تستغل مخزونًا هائلًا من الذخيرة الأمريكية فى إسرائيل للمساعدة فى تلبية حاجة أوكرانيا الماسة لقذائف المدفعية لمواجهة روسيا، فى حين أعلن رئيس مجلس الدوما الروسى، فياتشيسلاف فولودين، أنه تم كشف النقاب عن مؤامرة أمريكية فى أوكرانيا، بينما طالب الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، من المشرعين الروس تبنى قانون من شأنه إنهاء مشاركة البلاد رسميًا فى 21 معاهدة وميثاقًا ذات صلة بمجلس أوروبا.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، أن ما يحدث فى أوكرانيا نتيجة التحضيرات التى قامت بها واشنطن وحلفاؤها على مدى سنوات طويلة، لشن حرب كونية هجينة على روسيا، فيما أوضح وزير الدفاع الألمانى الجديد، بوريس بيستوريوس، أن بلاده تشارك بشكل غير مباشر فى القتال الدائر بأوكرانيا.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن الولايات المتحدة اتفقت العام الماضى مع إسرائيل على توريد ذخيرة مدفعية من عيار «155 مم» إلى أوكرانيا من مستودعات أمريكية فى إسرائيل، حيث نقلت عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قولهم إن الصفقة تتضمن نقل 300 ألف قذيفة مدفعية إلى أوكرانيا، وتم شحن نصفها بالفعل إلى أوروبا، ومن المتوقع تسليمها إلى أوكرانيا عبر بولندا، وأوضحت أن عمليات التسليم من المستودعات الأمريكية التى تم إنشاؤها فى إسرائيل بعد الحرب العربية- الإسرائيلية عام 1973 لاستخدامها من قبل الجيش الأمريكى فى النزاعات بالشرق الأوسط.
وأكد مسؤول إسرائيلى، فى تصريحات ل«رويترز»، صحة التقرير، قائلًا إن رئيس الوزراء السابق، يائير لابيد، وافق على ذلك، رغم أن الولايات المتحدة ليست بحاجة إلى مثل تلك الموافقة بشكل رسمى.
ولم تعلق سفارة واشنطن فى إسرائيل على تقرير «نيويورك تايمز»، وقال السفير الأوكرانى، يفجن كورنيتشوك، ل«رويترز» عبر الهاتف: «ليست لدىَّ أدنى فكرة» حول ما إذا كان التقرير صحيحًا، فيما أحجمت السفارة الروسية عن التعليق.
فى حين أوضح المتحدث باسم البنتاجون، باتريك رايدر، للصحيفة، أن واشنطن لن تكشف أى تفاصيل عن طرق توريد هذه الذخيرة.
من جانبه، أعلن رئيس مجلس الدوما الروسى أنه تم كشف النقاب عن مؤامرة أمريكية فى أوكرانيا التى وقع عليها الاختيار من جانب الولايات المتحدة الأمريكية لتكون نقطة انطلاق الحرب ضد روسيا، لإضعاف أوروبا كمنافس لها.
وأضاف «فولودين»: «اتضحت القصة كاملة، اختار كلٌّ من واشنطن وحلف شمال الأطلسى أوكرانيا كنقطة انطلاق للقتال ضد بلدنا بهدف خنق تقدمها، ومع ذلك فقد حدث أن واشنطن لعبت دورًا من أجل إضعاف أوروبا، وإزالتها كمنافس قوى للولايات المتحدة، وأن دول القارة الأوروبية لم تدرك حقيقة ذلك بعد». كما قدم «بوتين» رسميًا مشروع قانون بشأن إنهاء 21 معاهدة مع أوروبا إلى رئيس مجلس الدوما، والتى يتوقف تطبيقها على روسيا، وتضم ميثاق مجلس أوروبا، واتفاقية حماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية، والاتفاقية الأوروبية لقمع الإرهاب، والميثاق الأوروبى للحكومة المحلية والميثاق الاجتماعى الأوروبى.
وقال وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، خلال مؤتمر، أمس، حول نتائج عمل الدبلوماسية الروسية فى 2022، إن الاتحاد الأوروبى يخضع بشكل كامل للولايات المتحدة، وإن حجم الدعم لأوكرانيا يُظهر أن الغرب قد وضع الكثير فى الحرب ضد روسيا، مؤكدًا أن الأزمة الاقتصادية العالمية كانت تنضج قبل وقت طويل من بدء العملية الخاصة فى أوكرانيا. إلى ذلك، أشار وزير الدفاع الألمانى الجديد، بوريس بيستوريوس، فى حديث لمجلة «دير شبيجل»، إلى أن بلاده تشارك بشكل غير مباشر فى القتال الدائر فى أوكرانيا، وأضاف: «تمثل وزارة الدفاع تحديًا جديًا حتى فى الفترة السلمية المدنية، وفى الفترة التى تشارك فيها ألمانيا فى الحرب ولو بشكل غير مباشر».
فى سياق آخر، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من مشروعى قانونين جديدين فى أوكرانيا «قد ينتهكان حرية الأديان»، حيث يحظران المنظمات الدينية المرتبطة بالكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
وتُعد «كييف» فى الوقت الحالى مشروعات قوانين تحظر أنشطة المنظمات الدينية المرتبطة بروسيا، ودعت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان، إيلزى براندز كيريس، السلطات الأوكرانية إلى «ضمان أن أى عمليات تفتيش بالكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية وفى أماكن العبادة تتم وفقًا للقانون الدولى، حتى يتم منح المتهمين حقوقًا قضائية عادلة»، مضيفة: «نشعر بالقلق من أن المشروعين الأوكرانيين- 8221 و8262- قد يقوضان الحق فى حرية الدين أو المعتقد».
وفى تطور جديد، اعتبر وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، هنرى كيسنجر، أن الاجتياح الروسى لأوكرانيا أظهر أنه لم يعد هناك من مبرر لبقاء الأخيرة خارج حلف شمال الأطلسى «الناتو»، رغم أنه كان فى السابق من المعارضين لهذه الخطوة التى طالما سعت إليها كييف. وأشار «كيسنجر»، خلال مشاركته بالمنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس عبر الفيديو، إلى أن انضمام أوكرانيا إلى الناتو سيكون «نتيجة ملائمة»، وقال: «قبل هذه الحرب كنت معارضًا لعضوية أوكرانيا فى حلف شمال الأطلسى لأننى كنت أخشى أن تتسبب بالضبط فى العملية التى نشهدها فى الوقت الحالى».
وفى تطور آخر، لقى 18 شخصًا حتفهم، بينهم وزير الداخلية الأوكرانى ومساعده الأول، ومسؤول كبير، وطفلان، جرّاء تحطّم مروحية قرب روضة أطفال صباح أمس فى منطقة «كييف»، وهو ما اعتبره الرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكى، «مأساة مروعة».