النائب العام ووزير الاتصالات يوقعان بروتوكول تطوير التحول الرقمي بالنيابة العامة    جوتيريش: مقتل 6 من قوات حفظ السلام في غارة جوية بطائرة مسيرة استهدفت منشأة تابعة للأمم المتحدة بالسودان    إينيجو مارتينيز ينتظم في مران النصر قبل موقعة الزوراء    عمرو أديب عن عودة محمد صلاح للمشاركة مع الريدز: الدم جري في عروق ليفربول    عمرو أديب عن تكرار حوادث التحرش بالمدارس: إيه يا سيادة وزير التعليم.. الأخبار دي زادت    شيرين عبدالوهاب بخير ومستقرة.. محاميها ينفي كل الشائعات ويؤكد تحضيرها لأعمال فنية جديدة    وزير الصحة: لا توجد محافظة أو قرية في مصر إلا وبها تطوير.. ونعمل على تحسين رواتب الأطباء    الداخلية تنظم مؤتمرًا صحفيًا للإعلان عن قبول دفعة جديدة بكلية الشرطة    محامي "عروس المنوفية" يكشف مفاجآت وتفاصيل قاسية بشأن واقعة القتل وعقوبة المتهم    تخصصات مختلفة ورواتب مجزية.. العمل تُعلن عن فرص عمل جديدة في شركات خاصة    إطلالة ملكية ل دارين حداد في حفل زفافها بدبي | صور    وزير العمل: الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي يعيدان تشكيل خريطة الوظائف في مصر    "الإسكان" تناقش استراتيجية التنقل النشط بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ومعهد سياسات النقل والتنمية    «رحلات المهندسين» تختتم أعمالها بحفل تكريم ونجاحات بالأرقام وخدمات بشفافية كاملة    الأرصاد يُحذر من منخفض جوي يضرب البلاد غدًا وأمطار متوقعة بهذه المناطق    "أكثر شراسة".. خبر صادم من "المصل واللقاح" بشأن الأنفلونزا الموسم الحالي    المتسابق عمر ناصر: مسابقة دولة التلاوة طاقة أمل للمواهب علشان تتشاف    مصر تدعو إلى التهدئة والالتزام بمسار السلام في جمهورية الكونجو الديمقراطية    صاحب الصوت الشجي.. تكريم الشيخ حمدي محمود الزامل في برنامج "دولة التلاوة"    متحورات جديدة.. أم «نزلة برد»؟! |الفيروسات حيرت الناس.. والأطباء ينصحون بتجنب المضادات الحيوية    الرئيس الإندونيسي يؤكد توصيل مياه الشرب وإصلاح البنية التحتية لسكان المناطق المنكوبة بالفيضانات    ضبط 5370 عبوة أدوية بحوزة أحد الأشخاص بالإسكندرية    كثافات مرورية بسبب كسر ماسورة فى طريق الواحات الصحراوى    توافق مصرى فرنسى على ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة تؤدى إلى إقامة الدولة الفلسطينية    رئيس مجلس القضاء الأعلى يضع حجر أساس مسجد شهداء القضاة بالتجمع السادس    شعبة الدواجن: المنتجون يتعرضون لخسائر فادحة بسبب البيع بأقل من التكلفة    وزير الشباب يشهد ختام بطولة الأندية لكرة القدم الإلكترونية باستاد القاهرة    "فلسطين 36" يفتتح أيام قرطاج السينمائية اليوم    يسري جبر يوضح حقيقة العلاج بالقرآن وتحديد عددٍ للقراءة    منال عوض: المحميات المصرية تمتلك مقومات فريدة لجذب السياحة البيئية    ريهام أبو الحسن تحذر: غزة تواجه "كارثة إنسانية ممنهجة".. والمجتمع الدولي شريك بالصمت    برلماني أوكراني: البعد الإنساني وضغوط الحلفاء شرط أساسي لنجاح المفاوضات    نوال مصطفى تكتب: صباح الأحد    مكتبة الإسكندرية تستضيف "الإسكندر الأكبر.. العودة إلى مصر"    القومي لذوي الإعاقة يحذر من النصب على ذوي الاحتياجات الخاصة    مقتل جنديين أمريكيين ومترجم مدنى فى هجوم تدمر السورية    برلماني أوكراني: البعد الإنساني وضغوط الحلفاء شرط أساسي لنجاح أي مفاوضات    الرسالة وصلت    إعلام عبرى: اغتيال رائد سعد جرى بموافقة مباشرة من نتنياهو دون إطلاع واشنطن    موعد صرف معاشات يناير 2026 بعد زيادة يوليو.. وخطوات الاستعلام والقيمة الجديدة    نائب محافظ الأقصر يزور أسرة مصابي وضحايا انهيار منزل الدير بمستشفى طيبة.. صور    جامعة أسيوط تنظم المائدة المستديرة الرابعة حول احتياجات سوق العمل.. الاثنين    محافظ الغربية يهنئ أبناء المحافظة الفائزين في الدورة الثانية والثلاثين للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    مواقيت الصلاه اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى المنيا    بدء الصمت الانتخابي غدا فى 55 دائرة انتخابية من المرحلة الثانية لانتخابات النواب    «الجمارك» تبحث مع نظيرتها الكورية تطوير منظومة التجارة الإلكترونية وتبادل الخبرات التقنية    لاعب بيراميدز يكشف ما أضافه يورتشيتش للفريق    وصفة الزبادي المنزلي بالنكهات الشتوية، بديل صحي للحلويات    محافظ أسيوط يفتتح المؤتمر السنوي الثالث لمستشفى الإيمان العام بنادي الاطباء    الليجا على نار.. برشلونة يواجه أوساسونا في مواجهة حاسمة اليوم    تشيلسي وإيفرتون في مواجهة حاسمة بالبريميرليج.. متابعة كاملة للبث المباشر لحظة بلحظة    أنفيلد يشهد صدام القمة.. ليفربول يواجه برايتون في مباراة حاسمة بالبريميرليج    فيديو.. الأرصاد: عودة لسقوط الأمطار بشكل مؤثر على المناطق الساحلية غدا    محافظ أسيوط يقود مفاوضات استثمارية في الهند لتوطين صناعة خيوط التللي بالمحافظة    القضاء الإداري يؤجل دعوى الإفراج عن هدير عبد الرازق وفق العفو الرئاسي إلى 28 مارس    وزيرة التضامن الاجتماعي تلتقي رئيس الطائفة الإنجيلية ووفد من التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ولازالت مصطبة عم السيد شاهدة ?!    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 13-12-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علاء مرسى فى حوار ل«المصرى اليوم»: مازال لدىَّ الكثير لأقدمه.. و«الجوكر المصرى» حلم عمرى
نشر في المصري اليوم يوم 18 - 01 - 2023

علاء مرسى يتمتع بموهبة عريضة تمكنه من أداء أدوار مختلفة ومتنوعة، ويمتلك حسًا كوميديًا يجعله من أكثر ممثلى الكوميديا «خفة دم»، واستطاع بمشاهد ولقطات قصيرة أن يعيش فى وجداننا وأصبح نجمًا على مواقع التواصل الاجتماعى، الكثيرون يتفاعلون مع مشاهده وردود أفعاله، لذلك حاورنا علاء مرسى عن آخر أعماله «سيدتى الجميلة»، وناقشناه فى مشواره ورحلة عمره ورأيه فيما يحدث على الساحتين الفنية والإعلامية..
وإلى نص الحوار:
■ إذا بدأنا حديثنا بمسرحية «سيدتى الجميلة»، كيف ترى حالة النجاح والإشادات التى تلقاها العمل بعد حالة الهجوم التى قابلتموها منذ الإعلان عن تنفيذ العمل؟
- سعيد بهذه التجربة، لأن «سيدتى الجميلة» عمل محترم، والنية كانت أن تُقدم ك«ربورتوار» حديث بمعنى أن أيمن بهجت قمر لم يتعدَّ على الإبداع الذى قدمه بهجت قمر وحسن عبدالسلام وفؤاد المهندس وشويكار، وبالمناسبة منذ اللحظة الأولى شعرت بالهجوم على العمل وصانعيه، ولكن هذا الهجوم مسموح به من باب اختلاف الرأى، «أنا موافق وأنت لست موافقًا»، وهذه القضية قديمة ونقاد كثيرون ناقشوها، فالاختلاف فى فكرة الإعادة أو عدم الإعادة مسموح وجائز، ولكن كثيرًا من الذين هاجموا العمل لم يشاهدوا المسرحية القديمة من الأساس، إذن لماذا الاعتراض؟ الاعتراض على تقديم العمل من باب المعارضة هذا غير مسموح.
■ ما تفسيرك لحالة الهجوم التى قابلها صناع العمل على السوشيال ميديا منذ الإعلان عن تقديم «سيدتى الجميلة»؟
- بعض الذين يجلسون على السوشيال ميديا كل همهم تكسير أحلام الناس ومحاولة إحباطهم، وهذه النوعية تفشت مع ظهور السوشيال ميديا، فالهجوم على المسرحية كان غير مبرر، وأدركت منذ هذه اللحظة أننا سننجح نجاحًا ساحقًا، واطمأننت وقلت للسقا ولأيمن بهجت قمر إننا سننجح.
■ هل حالة الهجوم جعلت البعض منكم يهتز قليلًا؟
- طبيعى لأننا مثل لاعبى الكرة، تخيل قبل بدء لعبك المباراة الجمهور يهاجمك ويتهمك بأنك ستخسر ولن تفوز، فهناك ناقد ما تحدث عن أن إعادة «سيدتى الجميلة» وقاحة! هل هذا نقد موضوعى؟ لم ندرس هذه التعبيرات على يد أساتذة النقد الفنى، فالبعض كان يهوى «الهجوم وخلاص»، وهذه مصيبة «التريند»، فالجميع يريد أن يصبح نجمًا، ولكن فى أى مجال؟ وهل عن دراسة وعلم وموهبة؟ لا يهم، المهم أن يصبح نجمًا وكفى، فالباحث عن «التريند» السيئ والذى يهاجم هجومًا غير منطقى هو نمَّام ومغتاب يأكل لحم أخيه ميتًا.
■ إذا تحدثنا عن تفاصيل المسرحية، كيف استعددت لشخصية «بعضشى»؟
- أنا من مدمنى الفرجة على الكلاسكيات: مسرحيات، مسلسلات، برامج، مازلت أحيا هناك فى الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، ووعيى وتذوقى هناك، وهذا ليس معناه أننى ضد التطور الذى حدث بعد ذلك، فأنا أحفظ مسرحية «سيدتى الجميلة» وجمال إسماعيل ممثل مهم وتشرفت بصداقته لفترة، وهذا الفنان العظيم عندما قدم «بعضشى» أغلق هذه المنطقة، لذلك كنت فى اختبار صعب، هل أقدم «بعضشى» مثلما قدمه الفنان الراحل جمال إسماعيل أم أقدم «بعضشى جديد»؟ فقدمت «بعضشى» آخر من روح علاء مرسى، أنا لو كنت أعيش فى هذه البيئة كنت سأكون كما رأيت على المسرح، فمن أول بروفة تون صوتى تغيرت، فتقمصت الشخصية لدرجة أننى عندما سجلت أغنية للمسرحية قدمتها بصوت «بعضشى»، فهذه الشخصية استلهمتها من أدائى وخرجت من تأثير أداء جمال إسماعيل، وحدث لى توحد مع هذه الشخصية.
■ ما سر اعتذارك عن مسرحية «كازينو بديعة»؟
- «كازينو بديعة» عملت فيها مع مخرج واعد لديه رؤية جديدة، وهو طارق الإبيارى، وما تبقى لنا من رجال المسرح هو المنتج أحمد الإبيارى، فالعمل معهما شرف كبير، لكن لم أشعر بذاتى فى «كازينو بديعة» شعرت بأننى مرتبط ب«بعضشى» و«سيدتى الجميلة» بشكل أكبر، بجانب أننى كممثل أحب الاستمتاع أثناء العمل، فإذا لم أستمتع بالعمل لن يستمتع المتفرج، فمشكلتى فى بديعة أننى لم أكن راضيًا عن نفسى ولدىَّ أعمال أخرى فاضطررت للانسحاب.
■ بالحديث عن حالة الهجوم السماعى التى لاحقت صناع «سيدتى الجميلة»، أنت هُوجمت أيضًا بسبب آرائك فى أداء بعض الممثلين وأنهم لا يجيدون التمثيل، هل أصبحنا نهوى الانتقاد حتى على الآراء الشخصية؟
- هذا رأيى ووجهة نظرى، فأى وجهة نظر مقبولة طالما لم تتعدَّ على الأخلاقيات أو الأعراف أو الأديان، فغير مسموح لى أن أهاجم معتقدًا يمس العقيدة، ولكن مسموح لى أن أقول رأيى، ولكن هل بعض الذى قيل فى «سيدتى الجميلة» يتساوى مع رأيى الذى قلته فى أداء بعض الفنانين فى برامج سابقة؟ فعندما قلت رأيى لم أحكم على الزملاء بالفشل فهم نجوم وأساتذة كبار فى النهاية.
■ هل مازلت عند رأيك أنهم لا يجيدون التمثيل؟
- لا، اعتذرت لهم لأن الموضوع وصل إليهم بشكل خاطئ بسبب مانشيتات بعض الصحف والصفحات على السوشيال ميديا، ومازلت أعتذر لهم لأننى لم أقصد ذلك، فأنا تحدثت عن العلاقة بين الموهوب والموهوب النجم والنجم غير الموهوب، وهذا متاح فى مجالات كثيرة وليس الفن فقط، فمن الممكن أن تكون موهوبًا ولكنك لست نجمًا، ومن الممكن أن تكون نجمًا ولكنك لست موهوبًا، ومن الممكن أن تكون موهوبًا وفى ذات الوقت نجمًا، مثل أسامة أنور عكاشة ووحيد حامد، فهما موهوبان ونجمان، فهذه وجهة نظرى التى تحدثت فيها مع الإعلامى عمرو الليثى فى برنامجه ولكن تم اتخاذها بمنطق «ولا تقربوا الصلاة»، فالبعض هاجمنى دون مشاهدة الحلقة.
■ هل تعتبر التمثيل من أصعب المهن فى العالم؟
- بالطبع، التمثيل مهنة شاقة جدًا، تأكل عمرك ووقتك والاجتماعيات الخاصة بك، فهى مهنة مرهقة نفسيًا، إذا تعاقدت على عمل أفكر هل سأنجح وكيف سأؤدى الشخصية، وإذا صورت أفكر هل كنت جيدًا فى هذا المشهد أم المشهد الذى سبقه؟ وإذا أنجزت المسلسل هل سينجح أم لا؟ نجح.. ماذا سأقدم بعده، فشل، هل أنا السبب أم الجمهور لم يفهمنى؟ فهى مهنة مرهقة ذهنيًا بشكل غير طبيعى بجانب أن لها ثمنًا قاسيًا، وفى الوقت نفسه تستمتع بمميزاتها، أنك تتذوق لذة الإبداع ويكون لديك تأثير على الناس بشكل إيجابى بجانب حب الشهرة والظهور، ولكن الشق السلبى هو أنك تُحرم من ممارسة الحياة الطبيعية مثل أى مواطن.
■ هل الممثلون يحصلون على أموال ضخمة كما يدعى البعض؟
- 10% ممن يعملون فى هذه المهنة هم من يحصلون على أموال ضخمة، والبقية «مديونون»، والأمر فى النهاية عرض وطلب.
■ كيف تُقيّم نفسك كممثل؟
- أنا من أهم الممثلين موهبة فى الشغلانة بكاملها، لست نجمًا، لكننى ممثل شاطر ومهم، وهذه نعمة كبيرة من الله.
■ هل ظلمت نفسك أم وقع عليك الظلم من أطراف إنتاجية وصناع لم يقدروا حجم موهبتك؟
- أنا من ظلمت علاء مرسى، لأن بعض اختياراتى كانت خاطئة، قدمت بعض الأدوار من أجل المال ولمجاملة بعض الأصدقاء، فالمجاملات خطر فى هذه المهنة لأنها مهنة تجارة وبيع وشراء فى الأساس، فأنا جاملت فى تجارتى ولم أوفق.
■ هذا من حيث ظلمك لنفسك، هل وقع عليك ظلم أو عدم تقدير من أطراف معينة؟
- حينما تظلم نفسك الجميع يظلمك، لكن لو لم تظلم نفسك وكنت حادًا فى طلباتك واتفاقاتك الجميع ينصرك، وهذه المعادلة فهمتها مؤخرًا، وهذا ليس عيبًا بالمناسبة، فأنا موهوب ولكننى لم أتمكن من إدارة موهبتى.
■ لو عدنا للبدايات، طوال رحلتك الطويلة من دسوق حتى ما وصلت إليه حاليًا بكل ما فيها من نجاحات وإنكسارات هل تعتقد أن رحلتك كانت شاقة ومرهقة بالفعل؟
- أراها رحلة عظيمة وبها شرف كبير رغم قسوتها وآلامها وبردها وحرها وجوعها وعطشها، لكنها كوَّنت منى إنسانًا قويًا قادرًا على تحمل الصدمات والصعاب، فورائى زمن وتجربة مررت بها منذ صغرى، فأنا لم أعش سن الطفل الذى يعيش طفولته كبقية الأطفال، أنا عشت مرحلة الطفل عندما كبر واعتمد على ذاته، كنت أشعر برجولتى طوال الوقت، وطوال الوقت لم أطلب شيئًا من أحد من الممكن أن أطلب لغيرى وأسعى بكل قوة لهذا الأمر، ولكن لنفسى مستحيل، وطوال الوقت أسعى لأكون علاء مرسى بالشكل الذى يرضينى.
■ والدك كان أزهريًا.. هل مانع ممارستك للفن بحجة أنه حرام؟
- إطلاقًا، فوالدى كان أزهريًا وخطيبًا وفقيهًا محبًا لصوت السيدة أم كلثوم، وعاشقًا لأداء الممثل الكبير صلاح منصور، خصوصًا فى فيلم «الزوجة الثانية»، لم يقل لى يومًا إن الفن حرام، كان الحرام بالنسبة له هو الكذب، ولا أنسى عندما ضربنى ذات مرة لشربى السجائر وقال لى: أنا أعاقبك لإهمالك فى صحتك فى المقام الأول، فوالدى ربانى على التصالح مع النفس والجرأة فهو لم يكن يعجبه الحال المائل، وأنا ورثت منه هذه الصفات.
■ شخصية توفيق توفيق البدرى فى «ليالى الحلمية» كانت انطلاقة قوية بالنسبة لك كممثل، لماذا لم تستمر هذه الانطلاقة القوية فيما بعد؟
- فى هذه الفترة لم أكن أتوقع نجاح الشخصية، فأنا التحقت بالمسلسل فى الجزء الرابع، وعدد مشاهدى كان 7 مشاهد لكننى كنت تحت يد المخرج العظيم الراحل إسماعيل عبدالحافظ والأستاذ أسامة أنور عكاشة والأستاذ ممدوح الليثى، فأنا عشت مع هؤلاء وهم تبنونى، فكان من الممكن أن أنطلق كالصاروخ وهذا لم يحدث بسبب عدم الإدارة، لأننى تعاملت بعلاء مرسى القادم من دسوق، ولم أكن لدىَّ الوعى الكافى لإدارتى لموهبتى، أحكِ لك شيئًا من أكثر الجمل التى أسعدتنى الفترة الأخيرة كانت فى رسالة من شخص على الفيسبوك نصها «اعرف قيمتك»، هذه الجملة أسعدتنى ولم تُغضبنى فهذه الرسالة قادمة من ناصح أمين.
■ بعد دورك فى «ليالى الحلمية 4»، قدمت دورًا صغيرًا للغاية فى فيلم «الإرهاب والكباب»، ماذا قال لك عادل إمام وقتها؟
- عادل إمام عندما شاهدنى فى كواليس العمل قال لى نصًا: «إيه اللى جابك هنا؟! أنت ممثل شاطر جدًا، بتعمل هنا إيه؟» وهذه الجملة رغم صغرها إلا أنها كانت درسًا قويًا، قدمت هذا الدور من أجل رؤية عادل إمام فقط، وعندما رآنى عادل إمام قال لى هذه الجملة لأنه كان يقصد أننى قدمت انطلاقة قوية فى «ليالى الحلمية»، وكان من المفترض أن أصعد، وهذه من الدروس المهمة التى تعلمتها.
■ فى أواخر التسعينيات كان من المفترض أن تقدم أول بطولة مطلقة لك، ورُشح للمشروع محمد هنيدى، هل أحزنك هذا الأمر؟
- بالتأكيد، وأحبطت كثيرًا، فالموضوع بدأ عندما جاء إلينا، أنا والمخرج عمر عبدالعزيز وصلاح عبدالله، سيناريست وقال لى لدىَّ موضوع حلو جدًا، وذهب لجهة إنتاجية أخرى وقال لهم لدىَّ موضوع حلو، ورُشح له محمد هنيدى، وعندما علمت وأبلغت هنيدى سحب يده مباشرة وقال لهم لن أقدم هذا العمل، فكان موقفًا جيدًا منه، لم ينفذ العمل وأُحبطت بسبب عدم تنفيذه وذهبت للسعودية وجلست فترة فى المسجد النبوى، كنت أريد أن أعتزل الإحباط والكذب، وقابلت عالم دين هناك وقال لى إنك من الممكن أن تكون محبًا هنا ولكنك فنان عظيم وسيكون لك دور عظيم فيه، فعدت ثم قدمت أحد الأعمال فى سوريا وعندما عدت للممارسة الحياة الفنية فى مصر دخلت فى مرحلة ضيف الشرف.
■ مرحلة ضيف الشرف نجحت فيها للغاية وكنت من أبرز نجومها والمؤثرين فيها، هل تتفق معى؟
- ضيف الشرف شىء جيد للغاية، وأنا أقيسه بمقياس لو أن هذا المشهد الذى سأقدمه كضيف شرف حُذف من الفيلم هل سيحدث خلل فى الدراما؟ أقدمه، لو حُذف ولم يؤثر على الدراما أعتذر عنه.
■ خلال استضافتك فى أحد البرامج التليفزيونية صرحت بأنك نادم على مشهد «ماما حلوة».. لماذا؟
- ندمت على نجاحه لأنه نجح نجاحًا رهيبًا فحصرنى فى الكوميدى، وطوال الوقت لدىَّ طموح أن أقدم شخصيات متنوعة مثل شخصيتى فى مسلسل «الليلة واللى فيها» فأنا أريد تقديم تركيبات وتنويعات مختلفة، نجاح «ماما حلوة» جعل ما يُعرض علىَّ بعد ذلك يشبه مشهد «ماما حلوة» لدرجة أنه عُرض علىَّ دور دكتور يدخل لعلاج مريض ويقول له: «ماما حلوة»، فقلت لمن عرض علىَّ هذا الدور: لماذا أٌقدمه مرة أخرى فأنا قدمته من قبل؟.
■ هل صداقتك بمحمد هنيدى وتقاربكما سويًا هى التى ساهمت فى نجاح هذا المشهد؟
- بينى وبين محمد هنيدى وعلاء ولى الدين، رحمة الله عليه، وأشرف عبدالباقى وأحمد آدم كيمياء عجيبة للغاية، فعندما أمثل مع هنيدى يحدث بيننا ارتجال، فهو يُضحكنى فى أشياء الناس لا تأخذ بالها منها، فهو سريع الغضب لدرجة تضحكنى، وهو يعجبه «رى أكشناتى» وردود أفعالى، نفس الأمر مع علاء ولى الدين، رحمة الله عليه، وأشرف عبدالباقى عندما أجلس معه يحدث كلام عبثى فأنا أعيش معه بشخصية «الرغاى»، وهو يعيش بشخصية الرافض المعترض على كلامى، فبيننا جميعًا تفاصيل خاصة، وهنيدى لأننى احتككت معه كثيرًا فنجح المشهد بهذه الصورة.
■ ساهمت فى تقديم بعض النجوم، هل أحزنك أنك لم تجد منهم نفس التقدير والاستعانة بك فى أعمالهم بعد نجاحهم؟
- سأحكى لك موقفًا، قابلت بنتًا ذات مرة وحدثتنى عن رغبتها فى احتراف التمثيل، وعرضت علىَّ مشهدًا وانبهرت بأدائها وغنت فأُعجبت بصوتها بشدة فقدمتها، وعندما رأيت تامر حسنى يعزف على الجيتار لأول مرة قلت إنه سيكون نجمًا، وعندما غنى أمام سلمى الشماع قلت لها هذا سيكون نجمًا ويجب أن يغنى «سولو»، فأنا لدىَّ قرون استشعار للموهوبين بدليل أننى نزلت 13 محافظة وجمعت 5 آلاف موهوب من القرى والنجوع، شباب يبحثون عن فرصة لتقديم موهبتهم فى ظل غياب المسرح المدرسى وقصور الثقافة، وهذا المشروع أُجهض من قبل بعض المسؤولين، فطوال الوقت أنا باحث عن الموهوبين لا من أجل أن يقال لى شكرًا، ولكن لأننى أستمتع بهذا الأمر.
■ ما كواليس علاقتك بأبناء جيلك.. هنيدى والسقا ومحمد سعد؟
- أحمد السقا كلما استيقظ من النوم يحدثنى هاتفيًا، محمد سعد لا نتقابل كثيرًا ولا يوجد تواصل منذ فترة، محمد هنيدى يوميًا نتحدث هاتفيًا، ففكرة أننى قلت فى أحد البرامج: «يا جماعة خلونا نسأل على بعض بقى»، كنت أقصد أن نجتمع مرة أخرى وهذا يعود لاشتياقى لأصحابى ورفقاء عمرى.
■ هل تعتقد أن التكنولوجيا أبعدت الناس عن بعضها البعض وقطعت خيوط التواصل الاجتماعى الحى؟
- بعد 2011 الناس ابتعدت عن بعض، وكل شخص انزوى على جهاز اللاب توب أو الموبايل وأصبح يتحدث مع غيره لكن فكرة التجمع الإنسانى الحى لم تعد موجودة، فهذا هو الداء الذى أصابنا، وهذا جاء بعد 2011.
■ مع ارتفاع سعر الدولار حاليًا، هل تعتقد أن البعض على السوشيال ميديا يتحدث فى الأمور الاقتصادية بدون وعى؟
- لا أؤمن بشعارات مثل الديمقراطية والحرية، أؤمن بحب الوطن فقط، فالبعض يتحدث عن ارتفاع الدولار، هل يفهمون سر ارتفاعه؟ لا أحد يعلم، دعنا نحل المشكلة من الذى يرفع سعر الدولار؟! من المستفيد من هذا الأمر؟ لا أحد يعلم، لا أحد يفهم، فالأسعار ليست مرتفعة فى مصر فقط، سافر أى دولة عربية ميسورة الحل، وراقب سعر الساندوتش، فبعض الدول الساندوتش فيها يوازى 100 جنيه مصرى، فأنا أشفق على محدودى ومتوسطى الدخل، فأنا طبقة متوسطة ولست من الأغنياء، وأنام وأنا متعشى غيرى ينام بدون عشاء، هؤلاء هم من يستحقون الوقوف بجوارهم.
■ المبادرات الخيرية التى يتبعها بعض الفنانين حاليًا فى ظل الأزمة الاقتصادية ما رأيك فيها؟
- أنا مع مبادرة مساعدة الرجل الذى ينام على الرصيف فى الشتاء، دعنا نحاول مساعدته والتبرع له، هذا الذى أبحث عنه وأحاول مساعدته.
■ ما رأيك فى مبادرة الفنان ياسر جلال للتبرع لصندوق «تحيا مصر»؟
- لست ضدها وأؤيدها، وياسر جلال من أطيب القلوب، وهمته وجدعنته دفعته للتبرع، وأنادى بجوار مبادرته أن نساعد وزارة التضامن الاجتماعى، ونساعد المرأة المعيلة، والذين ينامون على الرصيف فى عز البرد.
■ هل «السوشيال ميديا» أفرزت نوعية من الجمهور غاضبة وحانقة ضد الفنانين وحياتهم الشخصية؟
- بالطبع، هل تعلم أننى أهاجم من يهاجمنى على «السوشيال ميديا» مباشرة ولا أخجل من مهاجمته، ففى منشور لأشرف عبدالباقى احتفل فيه بافتتاح مطعمه الجديد قمت بالمباركة له فعلق أحد الأشخاص وهاجمنى فهاجمته مباشرة، فهؤلاء الأشخاص يستحقون الرد بهذه الطريقة.
■ مؤخرًا أصبحت «تريند» بسبب ردود أفعالك العصبية على بعض المواقف، هل تنزعج من هذا الأمر؟
- هذه طبيعتى الشخصية، فأنا لست طويل اللسان فى الحياة، فالأشياء التى تزعجنى فى الحياة هى الشائعات والتطاول والتجريح، من حقك تكرهنى كفنان، لكن تتطاول علىَّ؟ إذا تطاولت فى وجهى ستجد رد فعل مساويًا للفعل.
■ هناك ظواهر إعلامية مساندة ومناهضة للرجال ظهرت فى الفترة الأخيرة عليها حالة من الجدل، مثل الإعلامية ياسمين عز والإعلامية رضوى الشربينى، ما تعليقك؟
- أحب ياسمين عز جدًا وأستظرف دمها، فهى تتحدث مثل جدتى وأمى، وتطالب باحترام الرجل، رضوى الشربينى تهاجم الرجل بينما ياسمين تحترم الرجل ولا تهاجم المرأة، أنا ضد أى هجوم على أى من الطرفين.
■ هل الإنتاج فى مصر يعتمد على اللقطة، يبحثون عن الناجح والرائج فقط؟
- أحيانًا هناك هدم، فيه مافيا وليس صناعة، فنحن فى العصور المظلمة لصناعة النجم، صناعة النجوم كانت متاحة وقت ممدوح الليثى، سمير عبدالعظيم، رمسيس نجيب، وبالمناسبة أحمد السبكى صانع مهم، صنع نجومية محمد رمضان وصنع الفيلم الجماعى، حاليًا لا يوجد صناع كثيرون.
■ هل النجم يجب أن يتحلى بأخلاقيات ومهارات اجتماعية أخرى بعيدًا عن الموهبة.. الموضوع ليس فنًا خالصًا أقصد؟
الواقع يقول إنه يجب أن يكون دبلوماسيًا واجتماعيًا ويشغل مخه قليلًا ولا يأخذ كل شىء على صدره، ولا يقول رأيه فى كل شىء، حاولت أكون كذلك ولكن الموضوع كان كوميديًا.
■ ما يفعله محمد رمضان على «السوشيال ميديا» البعض يتحدث أن هذا طبيعى ومن حق أى فنان ممارسة حياته بشكل طبيعى، ما رأيك؟
- يمارس حياته ولكن لا يستفز الناس، فهناك شخص نائم فى الشارع ومعه موبايل ونت وفيسبوك، هذا الشخص لو شاهد فيديو مستفزًا لفنان يحبه سيغضب، شاب صغير عاطل وشاهد فيديو لفنان يحبه، فسيقول: «إشمعنى أنا؟»، فالنجم يجب أن يكون حريصًا على تصرفاته ويدفع ثمن نجوميته، محمد رمضان موهوب وله نجومية عالمية لكنه وحشنا لا يمثل من فترة، نريد أن نرى مسلسلًا أو فيلمًا جيد الصنع له، لا أريد رؤيته وهو يغنى، لأن هذا لا يخصنى، بالنسبة لى رمضان ممثل ونجوميته فى تمثيله فأنا من جمهوره كممثل.
■ من يُضحك علاء مرسى؟
- الموقف الكوميدى يُضحكنى، وأكثر الممثلين الذين يُضحكوننى الراحل سعيد صالح.
■ لماذا لم يحقق سعيد صالح نجومية عادل إمام؟
- سعيد صالح حدث فنى خطير، رحمة الله عليه، وعادل إمام نجم وموهوب ونجم فى إدارة موهبته، فهو هرم من أهرامات الفن، ومن محبتى له أحببت أولاده، فرامى إمام مخرج مهم وشخص مهذب، ومحمد إمام زعيم صغير، يمتلك ذكاء والده وأصبح عمدة وسط جيله، فعندما أراه أجدهم جميعهم حوله، وهو أكثرهم أدبًا ويتطور باستمرار.
■ مَنْ أكثر أبناء الفنانين موهبة؟
- أحمد الفيشاوى، محمد إمام، أحمد صلاح السعدنى، دنيا سمير غانم تمتلك موهبة خارقة، محمد وكريم محمود عبدالعزيز، ومن الجيل السابق كريم عبدالعزيز ابن المخرج الكبير محمد عبدالعزيز، فأنا أعتبر كريم أستاذى هو أصغر منى لكننى أعتبره أستاذى، فعندما أشاهده أتعلم منه فى التمثيل.
■ ارتبطتَ بعلاء ولى الدين، رحمة الله عليه، ما هى آخر رسالة قالها لك قبل وفاته، وهل مازلت تستدعيه فى حياتك اليومية؟
- علاء ولى الدين هو الحب، فهو زمن عشته، فأنا جزء منه وهو جزء منى، كان الصدق والضحكة الحلوة، علاء كان يشعر بى دون أن أتحدث، وموجود فى حياتى حتى الآن، استيقظت من نومى من يومين وأخذت أبحث عن صورته على الفيس بوك وشيرتها بمجرد ما وجدتها، ولديه دعاء شهير قاله فى لقاء مع محمود سعد فى قناة «دريم»، هذا الدعاء أنا من أعطيته له، كان به مائة دعاء، حفظ هذا الدعاء فقط، وكان آخر لقاء تليفزيونى لعلاء ولى الدين وكنت حاضرًا تصويره.
■ هل تمر بحالة صوفية حاليًا؟
- تربيت على الصوفية وعلى محبة الرسول، عليه الصلاة والسلام، ومحبة الصحابة وآل البيت، ولست وحدى، أنا وعلاء ولى الدين ومحمد هنيدى ويسرا، فأنا وعلاء كنا نزور سيدى إبراهيم الدسوقى فى عز البرد، وكنا نحرص على هذه العادة كل أسبوع.
■ حققت حالة نجاح بالشخصية التى قدمتها فى «الليلة واللى فيها»، هل تتمنى أن تقدم هذه النوعية من الأدوار بعد ذلك؟
- أتمنى بالفعل، واعتقدت بعد نجاحها أنه ستُعرض علىَّ هذه النوعية من الأدوار، وحتى الآن لم تُعرض علىَّ ومازلت أنتظر، ولو جاءت لى هذه النوعية من الأدوار فسأتفرغ لها، فأنا عاشق لهذه الأدوار، وهى الأصل عندى وليس الكوميديا.
■ هل تتمنى أن تقدم «الجوكر المصرى»؟
- حلم عمرى، ويكون فيه جزء نفسى وكوميدى كذلك، وأتمنى أن يخرجه أحمد الجندى.
■ ما جديدك الفترة المقبلة؟
- «الكبير أوى 7» ضيف شرف فى بعض الحلقات، وسأقدم دور «سايكو»، ليس كوميديًا، وسأشارك فى مسلسل «حمدالله على السلامة» مع النجمة يسرا.
■ لو لخصت مشوارك فى عبارة.. ماذا ستقول؟
- «الحمد لله».. فأنا فى نعمة كبيرة ولكننى طماع، فأنا مازلت أحبو فنيًا، ومازال لدىَّ الكثير لأقدمه، وبانتهاء عمرى ينتهى حلمى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.