«نبض إفريقيا»: الإرهاب ينشط في القرن الإفريقى و«الساحل» وسط تحذيرات أممية

شهدت القارة الإفريقية نشاطًا إرهابياً محمومًا في الأيام القليلة الماضية، خاصة في القرن الإفريقى، ومنطقة الساحل التي تعد «مركبًا أمنيًا» بالغ التعقيد؛ كونها بؤرة للعديد من الجماعات الإرهابية العابرة للحدود والأسرع تمددًا في العالم ك«داعش» و«القاعدة» و«بوكو حرام»، وسط تحذيرات أممية من تهديد تلك الجماعات لأمن واستقرار القارة السمراء.
في بوركينا فاسو، تواصل قوات الجيش عمليات التمشيط شمالى البلاد، بحثًا عن عشرات النساء المختطفات من قبل تنظيمى «القاعدة» و«داعش»، وحسبما أفاد به موقع«أفريكا نيوز»، اليوم، اختطفت الجماعات الإرهابية، نحو 60 امرأة في مدينة أربيندا، الواقعة على الساحل شمالى البلاد، حيث جرى اختطافهن على دفعتين يومى «الخميس والجمعة» الماضيين، فيما تمكنت 10 ناجيات من الفرار وإبلاغ السلطات.
وأبلغت إحدى الناجيات عن اختطاف 40 امرأة في أثناء جمعهن الفواكه من الأدغال على بعد نحو 10 كيلومترات جنوب شرقى أربيندا، الخميس الماضى، فيما أفادت ناجية أخرى باختطاف ما يقرب من 20 امرأة، شمالى المدينة ذاتها.
وتعانى أربيندا من الإرهاب منذ 15 عامًا، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة؛ إذ يعيش قرابة مليون شخص، شمال وشرق بوركينافاسو، وسط محاصرة الجماعات الجهادية.
وتواجه بوركينافاسو-لا سيما النصف الشمالي- هجمات إرهابية متزايدة يشنها جماعات جهادية مرتبطة بتنظيمى «القاعدة» و«داعش» منذ 2015؛ ما خلف آلاف القتلى ونزوح مليونى مواطن، وذلك بالتوازى مع الاضطرابات السياسية والانقلابات التي تشهدها البلاد.
يأتى ذلك، بينما حذرت الأمم المتحدة من تصاعد نشاط تنظيمى القاعدة وداعش في جمهورية مالي؛ حيث يواصلان الاشتباكات بالقرب من المناطق المأهولة بالسكان في منطقتى جاو وميناكا شمالى البلاد.
وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أمس، أن المدنيين يدفعون ثمن صراع النفوذ بين الجماعاتين الإرهابيتين؛ اللتان تستغلان النزاعات الأهلية وسط البلاد لبسط نفوذهما، وتجنيد عناصر جديدة.
في حين تعانى مالى من انتشار تنظيمى القاعدة وداعش منذ 2012 من الشمال؛ إذ امتد العنف إلى الشكل الذي يؤثر على وسط وشرقى مالى إلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين.
وشهد النشاط الإرهابى في منطقة الساحل (بوركينا فاسو، مالى، تشاد، مورتانيا، النيجر)، تصاعدًا مضطردًا في الآونة الأخيرة، حتى أن الجماعات الإرهابيية تتناحر لبسط نفوذها؛ نظراً لطبيعة المنطقة الجيوسياسية والاجتماعية وحدودها التي يسهل اختراقها؛ وشكلت وفيات الإرهاب في المنطقة 35٪ من إجمالى الوفيات الناجمة عن الإرهاب في العالم في 2021، مقارنة بنحو 1٪ فقط في2007، وذلك وفقًا لمؤشر الإرهاب العالمى.
ومن الساحل إلى القرن الإفريقى، حيث تواصل الحكومة الفيدرالية الصومالية جهودها لدحر عناصر حركة «الشباب» الموالية لتنظيم القاعدة؛ حيث شنّت الحركة،اليوم هجومًا أرهابيًا على معسكر للجيش في مدينة «حودلي» بمحافظة شبيلى الوسطى، على بُعد 60 كيلومترًا عن العاصمة «مقديشيو».
وتضاربت الأنباء عن أعداد القتلي؛ إذ نقلت وكالة «فرنس برس» عن قائد ميليشيا محلي- قولة- إن 11 جنديًا قتلوا في الهجوم، فيما أكد مسؤول بالجيش لوكالة الأنباء المحلية «صونا»، أن 5 جنود بينهم ضابط قتلوا في الهجوم.
ووفقًا ل«صونا»، نجح الجيش الصومالى في تصفية 21 مسلحًا، فيما يواصل عمليات التمشيط لتعُقب عناصر حركة «الشباب».
ويأتى الهجوم بعدما تمكن الجيش الصومالى من استعادة «حودلي»، أكتوبر الماضى، كما يعقب سيطرة الجيش على 3 معاقل للحركة في غضون اليومين الماضيين، حيث تعد «حودلي»، نقطة عبور للخلايا الإرهابية، وتفصل محافظتى «شبيلى السفلى والوسطى».
وتكافح الحكومة الفيدرالية المدعومة دوليًا، حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة، منذ 2007؛ إذ طردت من المدن الرئيسية بالبلاد في 2011-2012، لكنها لا تزال متمركزة في المناطق الريفية.
وتشن القوات الصومالية بدعم قوة «أتميس» التابعة للاتحاد الإفريقى وغارات جوية الأمريكية، حملة موسعة ضد حركة الشباب، ما أدى لاستعادة مناطق واسعة من ولايتى «هيرشابيل وجالمودوج» المركزيتى، كما استعاد الجيش أمس الأول، مدينة «هرارديري» الساحلية التي تسيطر عليها الحركة منذ 2010.