نبض إفريقيا.. مواطنو 17 دولة ينتظرون انتخابات برلمانية أو رئاسية وسط مخاوف من «أزمات دستورية»

تشهد القارة السمراء، حراكًا ديبلوماسيًا وسياسيًا؛ إذ ينتظر مواطنو 17 دولة إفريقية انتخابات برلمانية أو رئاسية، وسط تصاعد وتيرة التحذيرات من الاضطرابات الأمنية التي قد تعرقل سير العملية الديموقراطية التي تسير على قدم وساق في ظل استمرار الصراعات المسلحة والتهديدات المناخية من جانب وتردي الأوضاع الصحية والاقتصادية لبدان القارة من جانب آخر.
سياسيًا، تسود حالة من التشاؤم؛ إذ يخشى عدد من البلدان الإفريقية الانزلاق إلى «أزمات دستورية»، جراء عرقلة النزاعات المسلحة للانتخابات؛ ففي نيجيريا جددت الهيئة العليا للانتخابات «INEC» تحذيرها من أن تصاعد وتيرة العنف، الذي قد يعرقل سير العملية الانتخابية، المرتقب إجرائها نهاية فبراير المقبل.
وأفادت الهيئة، في بيان، بأنها سجلت ما لا يقل عن 50 هجوما، بينها هجمات على مكاتبها.
في حين، أكد عضو اللجنة، عبدالله عبده زورو، أن انعدام الأمن قد يؤدي لإلغاء الانتخابات أو تأجيلها في بعض الدوائر التي تشهد توترات أمنية؛ محذرًا من سيناريو الانزلاق إلى «أزمة دستورية»، داعيًا إلى تفاديه ب«أي ثمن».
ومن المقرر أن يتوجه النيجيريون لصناديق الاقتراع، في ال25 من فبراير لاختيار خليفة للرئيس محمد بخاري، الذي اختتم جولتين، وأخفق خلالهما في حل الأزمات الأمنية التي تواجه بلاده.
ويتنافس في الانتخابات 12163 مرشحًا يمثلون 18 حزبًا، في 109 مناطق فيما يتعلق بانتخابات البرلمان «مجلس الشيوخ»، و360 في الانتخابات الفيدرالية و993 في برلمانات الولايات، مقارنة ب28 لمناصب الحكام بجانب منصب الرئيس الذي تنحصر المنافسة فيه على اسمين فقط هما: مرشح حزب جميع التقدميين، بولا تينوبو، ومرشح حزب العمال، بيتر أوبي، في مواجهة نائب الرئيس الحالي أتيكو أبوبكر الممثل للحزب الديمقراطي الشعبي.
ويأتي ذلك بينما تعاني نيجيرها اضطرابات أمنية بدءًا، التمرد الجهادي العنيف في الشمال الشرقي، مروًا بالتوترات الانفصالية في الجنوب، ثم وصولًا لتصاعد الجريمة في الشمال الغربي والوسط.
وفي زيمباوي، تعهد رئيس القضاة، لوك مالابا، بأن يتولى القضاء مسؤولية، إجراء انتخابات سلمية وحرة ونزيهة. ويأتي ذلك فيما يواجه «مالابا» اتهامات بالانحياز للرئيس الحالي كما هو الحال في ليبيريا والكونغو الديموقراطية.
وتُجرى الانتخابات الرئاسية في زيمبابوي في الفترة ما بين 27 يوليو و26 أغسطس المقبل، وسط منافسة شرسة بين الرئيس الحالي إيمرسون منانجاجوا، وزعيم المعارضة نيلسون تشاميسا الذي دشن «تحالف المواطنين من أجل التغيير» المكون من 19 عضوًا برلمانيًا ليصبح أكبر تكتل سياسي معارض في البلاد.
كان من المفترض أن تُجرى 24 دولة إفريقية انتخابات بين نيابية أو رئاسية أو محلية، لكن هناك دولًا تمتنع عن إجراء الانتخابات مثل مالي وغينيا، فيما عدلت دول أخرى في الدستور .
وعلى صعيد الأزمات التي تواجهها القارة، أضفت أزمة اللاجئين، بُعدًا جديدًا للصراع الديبلوماسي والسياسي والأمني الدائر بين روندا والكونغو الديموقراطية؛ إذ هدد الرئيس الروندي، واندان بول كاغامي، مساء أمس الأول بطرد اللاجئين الكونغوليين؛ مؤكدًا أن بلاده لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من اللاجئين القادمين من جمهورية الكونغو الديموقراطية.
وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، وصل روندا حتى، نوفمبر الماضي، 72000 لاجئ كونغولي، جراء الصراعات المسلحة الدائرة بالبلاد.
وأدت النزاعات المسلحة، بين القوات الحكومية وقوات «M23» التي تشهدها المناطق الغنية بالمعادن شرقي الكونغو الديموقراطية، لزيادة التوترات مع رواندا المجاورة، والتني تتهمها جمهورية الكونغو الديمقراطية بدعم الميليشيات، فيما تنفي الأخيرة تورطها في ذلك.
وأطلقت مبادرات دبلوماسية لحل الأزمة شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، دون جدوى حيث نشرت قوة إقليمية، شرق إفريقيا بقيادة كينيا.
على صعيد آخر، نفت جماعة الشباب الإرهابية، ادعاء نائب وزير الدفاع الصومالي بأن الحركة طلبت الجلوس على طاولة التفاوض.
وأعلنت الوحدة الإعلامية للجماعة المتشددة، في بيان لها أمس الأول، أن التصريحات التي أدلى بها نائب وزير الدفاع الصومالي، عبدالفتاح قاسم في مؤتمر صحفي في مقدشيو مساء السبت، «ليست صحيحة«.
صحيًا، أسفر وباء الكوليرا عن مقتل 704 شخص-على الأقل- في مالاوي، التي تعاني موجة تفشيى للمرض في جميع مقاطعات جنوب شرقي البلاد، تُوصف بالأسوأ منذ عقدين.
و تعاني مالاوي، حبيسة التغير المناخية الأعاصير والعواصف الاستوائية، من عودة تفشي الكوليرا، منذ مارس الماضي؛ إذ تففاقم الوضع الصحي، منذ بدء موسم الأمطار في نوفمبر بعدما أدت السيول والفيضانات إلى انتشار الكوليرا على نطاق واسع.
بيئيًا وتنمويًا، حذر موقع «All Africa» من أن مواصلة التغيرات المناخية، والصراعات المسلحة، تنفيذ مبادرة الجدار الأخضر العظيم (GGWI).
وتستهدف المبادرة مكافحة التسحر وتحييد عوامل تدهور الأراضي بحلول عام 2030، في الصحراء الكبري بحلول عام 2030؛ إذ تتمدد أزمة التسحر جنوبًا بمعدل 48 كم في السنة بفعل التغير في توزيع الأمطار وجفاف الأنهار وموارد المياه العذبة.
على الصعيد الدبلوماسي، بدأ وزير الخارجية الصيني الجديد،تشين جانج جولة تستغرق أسبوعًا إلى خمس بلدان إفريقية، تتضمن زيارات لمصر وإثيوبيا والجابون وأنجولا وبنين في الفترة من 9 إلى 16 يناير، إضافة إلى لقاء سيجمعه بالأمين العام لجامعة الدول العربية، وذلك على غرار أسلافه؛ فمنذ 30 عامَا تولي الخارجية الصينية القارة السمراء اهتمامها، عبر جولة جولة سنوية لعواصم القارة.