«مفرمة لحم».. لماذا تتمركز المعارك الروسية الأوكرانية في منطقة باخموت ؟

تدخل الحرب الروسية الأوكرانية شهرها ال11، وفيما تمكنت كييف من إبعاد موسكو من بعض مناطق قوتها، في الآونة الأخيرة بفضل المساعدات العسكرية الأوروبية، تسعى القوات الروسية إلى إحكام السيطرة على منطقة باخموت الأوكرانية، كخط إمداد استراتيجي بين لوغانسك ودونيتسك.
«مفرمة لحم»
يصف قادة الجيشين الروسي والأوكراني القتال في باخموت بأنه «مفرمة لحم»؛ وذلك نظرًا لشراسة المعارك الدائرة في المنطقة.
في إفادته اليومية عن الحرب، قال الجيش الأوكراني أن القوات الروسية، شنت اليوم، هجوما صاروخيا على مدينة باخموت ومحيطها في مقاطعة دونباس، موضحًا أن الروس يركزون على هجوم في منطقة باخموت بدونيتسك؛ إذ أطلقوا 3 صواريخ ونفذت 13 غارة جوية و68 هجوما من منظومات الصواريخ على البنية التحتية المدنية على عدة مدن ومناطق أوكرانية، مما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين.
وتابع بيان الجيش الأوكراني، بأن هجمات القوات الروسية في أفديفكا وكوبيانسك باءت بالفشل، مشيرا إلى أن الهجمات تسببت بمقتل وإصابة عدد غير معروف من المدنيين.
وأكدت هيئة الأركان الأوكرانية، أن خطر الضربات الجوية للقوات الروسية لا يزال قائما على كامل الأراضي الأوكرانية، حيث تواصل القوات الروسية تركيز جهودها على شنّ هجوم في اتجاه ياخموت، لافتة إلى أن سلاح الجو الأوكراني نفذ خلال الساعات ال 24 الماضية 20 ضربة على مناطق تمركز القوات الروسية بالإضافة إلى 5 ضربات على مواقع أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات.
ولفت البيان إلى أن :«القوات الأوكرانية دمرت طائرة هجومية روسية من طراز سو 25 ومروحية هجومية من طراز كا-52 وطائرة أولان-10 للعمليات التكتيكية وطائرات من دون طيار»
أهمية استراتيجية
ومن شأن السيطرة على باخوت الواقعة على طول خط إمداد استراتيجي بين لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين أن تعطي روسيا نقطة انطلاق للتقدم صوب مدينتين كبيرتين هما كراماتورسك وسلوفانسك؛ لذا تتمركز في المدينة معارك طاحنة.
وتقع باخموت المدينة على طريق رئيسي يؤدي إلى مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك، أكبر مدن إقليم دونباس الحوض الصناعي لأوكرانيا، الذي سيطر الانفصاليون الموالون لموسكو على أجزاء منه عام 2014، قبل أن تسيطر موسكو على أجزاء أخرى منه في الحرب الدائرة حاليا.
كما أن موقعها قرب الطريق الدولي «إم 03″ الذي يصلها مباشرة بمدينة سلافيانسك في لوغانسك ويشق طريقه نحو منطقة خاركيف، يزيد من أهميتها الاستراتيجية في حسم القتال.
تقدم روسي
وتستمر القوات الروسية في التقدّم في اتجاه المناطق الكثيفة من المدينة، بعد أن نجحت منذ أكثر من شهر في تشديد حصارها بالنار على القوات الأوكرانية الموجودة فيها، كما تستمرّ في قصف أماكن تمركزهم بالصواريخ والمدفعية.
وتتحدث وسائل الإعلام الغربية منذ أكثر من شهر بشكل خاص عن معركة باخموت، التي يخشى حلفاء كييف من أن تكون السيطرة الروسية عليها مفتاحًا لتهاوي الجبهة كلها بيد القوات الروسية خلال الشتاء القاسي، فيما تؤكد المصادر الروسية أنّ القوات الأوكرانية والمرتزقة يعانون من خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وتعاني القوات الأوكرانية بشكل كبير من صعوبة نقل القوات إلى المدينة، بسبب ظروف الطقس القاسية من جهة، وكذلك بسبب اضطرارها حكمًا إلى سحب تعزيزات من جبهات زاباروجيا وسفاتوفا، لتعزيز المجموعة القتالية في باخموت وأرتيوموفسك.
وبهذا الخيار الأخير، تضعف قوات أوكرانيا تموضعها في المدن الأخرى، وتضطر إلى التضحية بقدراتها في تلك الاتجاهات وإلقاء كلّ ما لديها من قوات احتياطية في محاولة لصدّ التقدم الروسي.