«طواف قدوم وآخر لوداع الجعران والبحيرة المقدسة» من شروط السائحات لزيارة الأقصر

اشترطت مجموعة من السائحات اللاتى حجزن لزيارة الأقصر أثناء الاحتفال بأعياد الكريسماس، ورأس السنة الميلادية، أن يتضمن برنامجهن أثناء زيارة الأقصر، طوافا حول الجعران المقدس أثناء القدوم وآخر قبل مغادرة المدينة، وكذلك الحصول على قارورة مياه مقدسة من البحيرة، فما كان من شركة مصر للسياحة إلا الموافقة على الشرط بكل ترحاب. قال إبراهيم طه أخصائى تنظيم الرحلات بالشركة، إن السياح فى العادة يحرصون على أداء بعض الطقوس المختلفة أثناء زيارتهم للأقصر، ولعل أهمها وأشهرها الطواف حول «الجعران المقدس»، الذى يقوم السائحون به ظنا منهم أنه يجلب لهم السعادة والثراء السريع، والزواج، خصوصاً أن معبد الكرنك هو أكبر المعابد الأثرية المصرية على الإطلاق، ويعرف بمجمع معابد الكرنك، ويعتبر أول وأكبر مجمع مقدس فى تاريخ البشرية، وشارك فى بنائه وتشييده أكثر من 30 ملكا فرعونيا. وأضاف أن النساء الأجنبيات على اختلاف ثقافاتهن وجنسياتهن، وأعمارهن يحرصن على القيام بهذه الطقوس، مضيفا أن إحدى السائحات وتدعى «ألما رودريجيز» والتى كانت ضمن المجموعة وتحمل الجنسية الأرجنتينية وتعيش فى ألمانيا، حكت أنها رأت رؤية قبل فترة بأنها تقف برفقة نجم بلادها ليونيل ميسى أمام «الجعران المقدس بمعبد الكرنك» يحملان كأس العالم، وأنها نذرت أن تقوم بزيارة المعبد والوقوف والطواف حول الجعران إذا فازت الأرجنتين بكأس العالم، وأنها جاءت اليوم وفاء بنذرها بعد تتويج منتخب بلادها بالنجمة الثالثة.
وأضاف: الجعران المقدس هو المشهد الأكثر شهرة من مشاهد معبد الكرنك بالعالم، ويرتبط به العديد من الأساطير والموروثات المختلفة، بل يأتى بعض السائحين من جنسيات مختلفة خصيصا لزيارة معبد الكرنك من أجل «الجعران المقدس» والبحيرة المقدسة التى يعتقد البعض أن مياهها تشفى أيضاً من الأمراض ولها نفس خصائص الطواف حول الجعران. وأشار إلى أن الطواف له أركان وطقوس تتلخص فى الطواف من أجل الحصول على الحظ السعيد، يكون خمسة أشواط حول الجعران المقدس، والطواف من أجل الحصول على الثراء السريع ثلاثة أشواط وطواف للنساء العقيمات من أجل الحصول على حمل ميسر 7 أشواط، الطواف من أجل الحصول على زوج مناسب 6 أشواط، كما يقوم بعض السياح بترديد أدعية خاصة، فبعد الانتهاء من الطواف يقف الزائر أمام الجعران المقدس ناظراً إليه بعمق، ويضعون أيديهم ملامسين له، متوسلين إليه أن يحقق الأمنيات، وأن يجلب الحظ والسعادة مع مطلع العام الميلادى الجديد، وأن تكون السنة سعيدة عليهم فى تحقيق الأمنيات.
وقال الباحث أيمن أبوزيد رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية بالأقصر، إن الجعران المقدس، تحول لدى الكثير من السياح الوافدين للأقصر، إلى «اعتقاد ومعتقد» راسخ بأنه جالب للحظ السعيد مما يجعل أسباب زيارتهم له لتحقيق أمنيات خاصة، لافتا إلى أن الاهتمام بالجعران المقدس تحول إلى موروث.
وأضاف أن المهندس المصرى القديم، أكثر من صناعة العديد من الجداريات حول هذا الجعران خاصة داخل المقابر الملكية، فنجد أن بعض السائحين يكررون الزيارة سنوياً من أجل هذا الجعران، وأكثر تلك الجنسيات الروسية والألمانية والأمريكية والصينية، وأوروبا الشرقية، ولهم طقوس خاصة فى الطواف.
وأشار «أبوزيد» إلى أن كافة المتخصصين فى الآثار وأدبيات الحضارة الفرعونية القديمة يرون أن الطواف حول الجعران المقدس ليس له أى أساس فرعونى علمى، بل هو موروث مستحدث لدى عامة السائحين تحول لمعتقد أسهم فى نشره بعض الأثريين الأوروبيين الأوائل وبعض المتأخرين من جمهور المرشدين السياحيين، من أجل خلق حالة من المرح والفكاهة لدى السائحين بنهاية الجولات السياحية بالكرنك، وأخذ سمعة عالمية، وخلال السنوات العشر الأخيرة، طاف حوله الرئيس الفرنسى الأسبق ساركوزى، وزوجته، ومبعوثة الاتحاد الأوروبى، كاثرين أشتون، ورئيس وزراء بريطانيا السابق، تونى بلير، والممثل الأمريكى، دانى جلوفر، ومنتج فيلم تايتانك، ورئيس فيتنام.