إعلان لبدء الشتاء.. ما هي دلالات ظاهرة تعامد الشمس على معبد الكرنك؟

أيام قليلة ويشهد معبدالكرنك ظاهرة فلكية تزامنا مع بداية فصل الشتاء جغرافيا، حيث ستتعامد الشمس على معبدالكرنك صباح الأربعاء المقبل 21 ديسمبر، وهو الحدث الفلكي السنوي والذي لا يزال يبهر العالم ببراعة المصري القديم وإنجازاته ودقة حساباته الفلكية.
معبدالكرنك
ومن المتوقع أن يحدث تعامد الشمس على معبدالكرنك في السادسة والنصف صباحاَ الأربعاء المقبل، وفي ذلك الوقت ستشرق الشمس موازية للمحور الرئيسي لمجمع معابد الكرنك بالأقصر لتتعامد على قدس الأقداس.
وتعلن الظاهرة حلول الانقلاب الشتوي الذي من المتوقع أن يحدث في نفس اليوم الساعة الحادية عشرة و48 دقيقة مساءا، ووفقا لمعهد البحوث الفلكية فإنه بحسب الروايات الأثرية فإن تعامد الشمس على معبدالكرنك قد يكون إعلاناَ لبداية الشتاء أو احتفالاّ بميلاد رع الكبير.
وقال الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار، إن ظاهرة تعامد الشمس على معبدالكرنك حديثة الاكتشاف منذ 10 سنوات فقط تقريبا، وتتواكب مع بداية فصل الشتاء، مضيفا أن المصريين القدماء كانوا يهتمون بشكل كبير بالشمس فكانت عنصرا مؤثرا، حيث كانت مع نهر النيل هما أهم ما اهتمت به الحضارة المصرية، حيث أن نهر النيل كان به 7 أفرع وكان دائما ما يحدث فيضان مدمر أو يقل منسوب النهر بشكل كبير.
وأوضح في تصريح ل«المصري اليوم»، أن هناك «لوحة سهيل» سجلت انخفاضا كبيرا في منسوب النيل لدرجة أن المصريين كانوا يسيرون بداخله ولذلك بدأ المصري القديم النظر إلى السماء وخاصة الشمس والربط بين الظواهر التي تحدث فيها وعلاقتها بحركة النيل والفيضان، مضيفا أن المصريين قدسوا الشمس وقاموا ببناء المعابد والزراعة وغيرها من العادات والتقاليد بما يتوافق مع الشمس والنهر.
وأشار شاكر إلى أن تعامد الشمس على قدس الأقداس أو الأماكن المقدسة في المعابد له علاقة بالفصول، فتعامد الشمس على معبدالكرنك في 21 ديسمبر تزامنا مع بداية فصل الشتاء، حيث تدخل الشمس إلى بهو المعبدقادمة من جهة الشرق من البوابة البطلمية إيذانا بفصل الشتاء، مضيفا أن رمسيس الثاني بنى معبدأبوسمبل في أسوان كمرصد فلكي بشأن حركة الشمس فكانت تتعامد على وجهه في 21 فبراير و21 أكتوبر.
تفاصيل ظاهرة تعامد الشمس
وأكد أن المعابد لا يقتصر دورها فقط على العبادة ولكن أيضا لأغراض فلكية فكانت الشمس لها مكانة دينية ويعرفون من خلالها الأوقات وبداية الفصول بما يساعد المصريين القدماء على تحديد مواسم الزراعة، مشيرا إلى أن الشمس لن تتعامد على معبدالكرنك فقط في يوم 21 ديسمبر المقبل ولكن أيضا قدس أقداس قصر قارون أحد المعابد البطلمية في الفيوم، فالمصري القديم بنى معابده بما يتوافق مع الفصول الشمسية.
وأضاف مجدي شاكر أن ال136 عمودا في صالة الأعمدة في معبدالكرنك صممت على هيئة أعواد اللوتس والبردي مأخوذة من البيئة، أما الأعمدة في المنتصف مصممة على شكل أعمدة لوتس مفتوحة لأنها أعلى فسترى الشمس، مشيرا إلى أنه خلال ظاهرة التعامد والتي تستمر لنحو 10 دقائق تدخل الشمس من الشرق من اتجاه البوابة البطلمية ثم تتسلل لمنطقة صالة الأعمدة بطريقة ساحرة وتقع على المشاهد المرسومة على الحوائط فتظهر بشكل مميز حتى تصل لقدس الأقداس.
واقترح كبير الأثريين بتخصيص سياحة نوع جديد من السياحة لظواهر التعامد تسمى «سياحة التعامد» لأن مصر تنفرد بها في معابد الكرنك ومعبدأبوسمبل ومعبدهيبس وحتشبسوت وقصر قارون، مضيفا أن المحافظين علىهم أن يدرسوا التاريخ ليعرفوا أهمية ومواعيد تلك الظواهر حتى يستفيدوا منها وتنظيم احتفاليات بها، كما يمكن تخصيص برنامج خاص لسياحة التعامد للترويج لها ويقدم للسياح لحضور كل تلك الظواهر بما يسهم في زيادة الحركة الوافدة من السياح.
وأضاف أن الاهتمام بتلك الظواهر والمعابد والترويج لها وكذلك مسار العائلة المقدسة المسجل ضمن التراث العالمي مؤخرا سيؤدي لخلق نوع جديد من السياحة غير موجود إلا في مصر ويجب الاهتمام بها.