الرئيس: «الأمن المائى العربى» قضية وجودية

انطلقت في العاصمة السعودية، أمس، فعاليات القمة «العربية- الصينية» للتعاون والتنمية، بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى وزعماء وقادة الدول العربية والخليجية والرئيس الصينى شى جين بينج.
وخلال كلمته في القمة، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن التعاون العربى الصينى تأسس على التعاون وتبادل المصالح المشتركة ومواجهة التحديات وصيانة النظام الدولى، وكذا إيجاد الحلول السياسية السلمية للأزمات الدولية والإقليمية، واحترام خصوصية الشعوب وحقها في الاختيار، دون وصاية أو تدخلات خارجية، ورفض التسييس لقضايا حقوق الإنسان ومكافحة خطر الإرهاب والأفكار المتطرفة.
وأكد الرئيس أن من أخطر ما يواجهه العالم اليوم هو أزمة الغذاء وتبعاتها، وأن مواجهتها تتطلب تعزيز أطر التعاون متعدد الأطراف، بالإضافة إلى ضرورة دفع المجتمع الدولى لتخفيف عبء الديون على الدول التي تعانى من ارتفاع فاتورة استيراد الغذاء والطاقة.
ودعا الرئيس إلى اعتبار انعقاد هذه القمة، بمثابة علامة انطلاق جديدة، للتعاون الاقتصادى بين العالم العربى والصين، حيث إن الصين، ورغم كونها بالفعل الشريك التجارى الرئيسى، لعدد كبير من الدول العربية، إلا أن آفاق التعاون بين بلداننا، ما زالت رحبة وبإمكاننا تحقيق المزيد والمزيد.
وشدد الرئيس في كلمته، على أهمية قضية الأمن المائى العربى، معتبرا إياها ترقى إلى حد التهديدات الوجودية، وجدد الرئيس الدعوة لإثيوبيا إلى الانخراط بحسن النية الواجب مع مصر والسودان، للتوصل إلى اتفاق قانونى ملزم يؤمن للأجيال الحالية والمستقبلية حقها في التنمية، ويجنبها ما يهدد استقرارها وأمنها وسلامتها.
من جانبه، قال ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، إن العلاقة التاريخية بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية قائمة على التعاون والصداقة والاحترام المتبادل في كافة المجالات، مضيفا أن انعقاد هذه القمة يؤسس لمرحلة جديدة من ارتقاء العلاقة بين الدول العربية والصين، وتعزيز الشراكة في المجالات ذات الاهتمام المشترك؛ من أجل تحقيق المستقبل الذي تطمح له الشعوب.
بينما اعتبر الرئيس الصينى شى جين بينج، في كلمته، أن انعقاد القمة حدث مفصلى في تاريخ العلاقات «الصينية- العربية» نحو مستقبل أفضل، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجارى بين الصين والدول العربية تجاوز 300 مليار دولار بزيادة 1.5%، وبلغ الاستثمار المباشر المتبادل 27 مليار دولار بزيادة 2.6%، وتم تنفيذ أكثر من 200 مشروع في إطار التعاون في بناء الحزام والطريق الذي عاد بالخير على قرابة مليارى نسمة من السكان.
وأضاف الرئيس الصينى أنهم يدعمون جهود الدول العربية لاستكشاف الطرق التنموية التي تتماشى مع ظروفها الوطنية والتحكم في مستقبلها ومصيرها، وحرص الصين على تعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة مع العرب، بالإضافة لدعم الجانب العربى في إيجاد حلول للقضايا السياسية الساخنة والشائكة بحكمة عربية، وبناء منظومة أمنية مشتركة وشاملة وتعاونية ومستدامة في الشرق الأوسط.
في سياق متصل، وعلى هامش زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للسعودية، عقد الرئيس عددًا من اللقاءات مع القادة العرب، حيث التقى الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى، كما التقى الرئيس التونسى، قيس سعيد.
وخلال لقاء البرهان، أكد الرئيس السيسى، موقف مصر الثابت من الحفاظ على أمن واستقرار السودان، والحرص الدائم على دعمه إقليميًا ودوليًا، ودعم مصر الاتفاق السياسى الإطارى الذي تم توقيعه مؤخرًا بشأن الفترة الانتقالية في السودان.
وشهد اللقاء تبادل الرؤى فيما يخص تطورات ملف سد النهضة، حيث تم تأكيد التوافق حول الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعبين المصرى والسودانى، باعتبارها مسألة أمن قومى.