تهدد التغيرات المناخية الحادة التي تعاني منها أجزاء مختلفة في جميع أنحاء العالم، منها المدن الساحلية بشكل أساسي، إذ تجعلها أكثر عرضة للغرق جراء ارتفاع مستوى سطح البحر الناتج عن ظاهرة الاحترار المناخي، وعلى رأس تلك المدن مياميوالإسكندرية. المناطق المعرضة للغرق في مصر وأشارت آخر التقارير المنشورة في موقع Euronews إلى أن الأوضاع ليست على النحو الجيد، فوفقًا لأكثر سيناريو تفاؤلًا وضعته الأممالمتحدة، سيصبح ثلث مدينة الإسكندرية تحت الماء أو غير صالح للسكن بحلول عام 2050 إذ سيُضطر رُبع سكانها إلى ترك منازلهم. توقع غرق الإسكندرية كما شدد تقرير التنمية البشرية لعام 2021 الصادر عن وزارة التخطيط المصرية بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي على أنه بحلول عام 2050 قد يرتفع منسوب البحر المتوسط بمقدار متر واحد نتيجة الاحترار العالمي، ما ينتج عنه غمر بعض المدن الصناعية والمدن ذات الأهمية التاريخية مثل: «الإسكندرية ودمياط ورشيد وبورسعيد». ووفقًا للتقرير ذاته، في حال ارتفع منسوب البحر بمقدار نصف متر، قد يغرق نحو 30% من مدينة الإسكندرية، ما سيتسبب في نزوح ما يقرب من 1.5 مليون شخص أو أكثر، كما يُتوقع أن يؤدي ذلك إلى فقدان 195 ألف شخص وظائفهم. لماذا الاسكندرية مهددة بالغرق؟ وليست هذه هي المرة الأولى التي يصبح بها قاطنو الإسكندرية مهددون بترك مساكنهم التي اختلت جدرانها بفعل زحف المياه والسيول، وحذرت الدراسات من أن الإسكندرية تغرق كل عام بأكثر من 3 مليمترات، بفعل السدود المقامة على نهر النيل التي تمنع وصول الطمي الذي أسهم في الماضي في توطيد تربتها وعمليات استخراج الغاز من الحقول البحرية. ارتفاع منسوب البحر المتوسط وتتوقع الدراسات أن يرتفع مستوى البحر الأبيض المتوسط مترًا واحدًا في غضون العقود الثلاثة المقبلة، وفقًا لأسوأ توقعات الهيئة الحكومية الدولية المعنية ب تغير المناخ التابعة للأمم المتحدة. ويقول خبراء الأممالمتحدة إن مستوى البحر الأبيض المتوسط سيرتفع أسرع من أي مكان آخر في العالم تقريبًا. احتمال غرق الإسكندرية وكان محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، أكد أن التغيرات المناخية لها أثر كبير على المحافظة، مؤكدًا أن شبكة الصرف في الطرق تسع مليون متر مكعب من الأمطار، وأن المدينة تتلقى في اليوم الواحد 18 مليون متر مكعب. وأوضح أن منطقة دلتا نهر النيل تعتبر من أكثر مناطق العالم تعرضا لتأثيرات تغير المناخ، نظرًا لانخفاض منسوبها بالنسبة لمنسوب البحر ما يعرضها لخطر الفيضان.