في احتفالية بمنزل السفير الياباني .. تقليد السفير هشام بدر وسام الشمس المشرقة (صور)

منح إمبراطور اليابان السفير هشام بدر سفير مصر الأسبق لدي اليابان، وِسَامِ «الشَّمْسِ الْمُشْرِقَة- النَّجْمَةُ الذَّهَبِيَّةُ وَالْفِضِّيَّة»، تقديرا لجهوده في تطوير العلاقات المصرية اليابانية في كافة المجالات .
وفي احتفالية كبيرة بمقر سكن السفير الياباني بالقاهرة، هيروشي أوكا، حضرها المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء الأسبق والمهندس طارق المال وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، والدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي وعمرو موسى – وزير الخارجية الأسبق وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، ونبيل فهمي وزير الخارجية السابق، ومحمد العرابي وزير خارجية مصر الاسبق، والدكتور مصطفي الفقي رئيس مكتبة الإسكندرية السابق، قام السفير الياباني بتقليد السفير هشام بدر الوسام.
وتوجه السفير هشام بدر بالشكر للسفير هيروشى أوكا لإقامة هذا الحفل ليشهد تقليدي وسام امبراطور اليابان«الشمس المشرقة النجمة الذهبية والفضية». وأتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير لامبراطور اليابان ناروهيتو، امبراطور اليابان، وللحكومة اليابانية، على هذا التكريم الرفيع، وللرئيس عبدالفتاح السيسي على الموافقة لي على حمل هذا الوسام والوزير سامح شكري على تأييد هذا التكريم.
وقال السفير هشام بدر في كلمته التي استهلها بالتحدث باللغة اليابانية بطلاقة، «كان لي الشرف العظيم بأن حظيت بفرصة الخدمة في سفارة مصر لدي اليابان مرتين خلال مسيرتى الدبلوماسية، عضوا وسفيرا لجمهورية مصر العربية لدى اليابان، فخلال عملي كعضو بالسفار ة في طوكيو بين عامي 1985 و1990 حظيت بشرف لقاء صاحب الامبراطور هيرو هيتو، أعظم إمبراطور في تاريخ اليابان الحديثة، ورغم أن اللقاء لم يتعدى دقائق معدودة إلا أن هذه الدقائق أمام شخصية تاريخية عظيمة أثرت في العالم كله كان لها اثر كبير على نفسي، ومازلت أتذكرها حتى الآن.
واضاف» كما تشرفت في عام 2003 بتقديم أوراق اعتمادي لدى الامبراطور اكيهيتو، الذي رافقته في زيارة أحد أكبر معارض مصر في اليابان إكسبو آيشي في عام 2005 ،ولمست منه ومن الامبراطورة ميتشيكو، مدى اهتمامهما وعمق معرفتهما بالحضارة المصرية القديمة، وتابع «اليوم، بهذا الوسام الرفيع من الامبراطور نارو هيتو، أشعر بتتويج لمسيرتي الدبلوماسية وعلاقتي الوثيقة باليابان.
وتوجه بدر بالشكر لكل من رؤساء الوزراء اليابانيين البارزين، الذين يكنون لمصر كل التقدير، والذين ساهموا جميعا في تطوير ودعم وإعلاء العلاقات الاستراتيجية المصرية- اليابانية، وعلى رأسهم رؤساء الوزراء: يوشيرو مورى، وجونىيتشيرو كويزومى، وشنزو ابى، وياسو فو كودا .
وأشار إلى أنه تشرف -بوجه خاص- وفى لفتات غير مسبوقة باستقبال كل من رئيسي الوزراء، كويزومى وابى، في دار سكن السفير المصري بطوكيو، حاملين مشاعر صداقة ومودة، ورسالة قوية وراسخة بشأن محورية الدور المصري، والافاق غير المحدودة للتعاون بين البلدين، وكان من الصعب أن تكون مهمتي موفقة في طوكيو بدون الدعم المباشر من هؤلاء القادة .
وتابع، هنا نتذكر ونكرر خالص العزاء في وفاة صديق مصر، رئيس مجلس الوزراء الراحل شنزو ابى، الذي كرمه الرئيس عبدالفتاح السيسي، لدوره في تنمية العلاقات بين البلدين، بإطلاق اسمه على أحد أهم محاور الطرق الرئيسية قبل وفاته، وقد اكد رئيس الوزراء إبراهيم محلب اثناء استقباله لشنزو ابي اثناء زيارته لمصر في يناير 2015 أن اليابان لديها رصيد ضخم من الاحترام لدي الشعب المصري نظرا لاتسام العلاقات بين البلدين بالود والصداقة العميقة، كما أتقدم بالشكر لكل من رئيس البرلمان الياباني السابق يوهى كونو، الذي احتضنني منذ وصولي إلى طوكيو، وكذلك الوزيرة المرموقة يوري كو كويكى محافظ طوكيو الحالية، والتي نعتبرها -في حد ذاتها- جسرا من التآخي بين البلدين، لارتباطها بمصر منذ تخرجها من جامعة القاهرة.
وأكد أن الرسالة الهامة هي أن الوزراء المصريين واليابانيين اتفقوا على أن توجد إمكانيات أرحب وأوسع ليست فقط لتطوير العلاقات الثنائية بين مصر واليابان ولكن للتعاون سويا في قضايا الشرق الاسط وأفريقيا وعلى مستوى متعدد الأطراف، معربا عن ثقته في أن السفير الرائع هيروشي أوكا سوف يحقق ذلك خلال فترة عمله في القاهرة، لافتا إلى أن التعاون المتبادل بين مصر واليابان في التاريخ الحديث، بدأ منذ زار وفدان من الساموراى مصر، في عامي 1862 و1864، وانبهر الساموراى بتجربة مصر الفريدة في التحديث وانجازاتها في تعريب الطب والسكك الحديدية، أما في عام 1905 ،احتفل المصريون بانتصار اليابان، باعتبارها دولة شرقية بازغة، على روسيا، الدولة الغربية، وتغنى بهذا شاعرنا الشهير حافظ إبراهيم، وكثير من الكتاب، مبرزين إنجازات الادميرال توجو، في هذه الحرب الشهيرة .
وأكد السفير هشام بدر إلى أن هذا الاحترام والتقدير المتبادل بين مصر واليابان عبر العقود تمت ترجمته بإنجازات مشتركة على أرض الواقع، تشمل إنجازات وتعاون في أمور اقتصادية واجتماعية وعلي راسهم التعاون الثقافي، مشددا على أن أكثر ما تأثرت به في المسيرة الطويلة، منذ بداية عملي في اليابان عام 1985 حتى الآن، هو عمق وثراء الثقافة اليابانية الفريدة، وقد شعرت بأن أفضل السبل للاستفادة من هذه الثقافة وأساليب التعليم الياباني، الذي كان هو سر تقدم وتحديث اليابان ونهضتها الشهيرة، هو استفادة مصر منها، من خلال الدفع بكل قوة- إلنشاء جامعة يابانية للعلوم والتكنولوجيا في مصر، لتكون ركيزة لنقل العلوم والتكنولوجيا اليابانية لشباب مصر، وشعاعا من النور للأجيال القادمة.
وواصل أتذكر جيدا حواري مع المسؤولين اليابانيين والمصريين على السواء، وخاصة مع رئيس الوزراء كويزومي، والسيدة أوجاتا رئيسة وكالة التعاون الدولي الجايكا، مؤكد أن رسالة مصر الواضحة، بأهمية أن تكون لليابان مؤسسة أكاديمية رفيعة المستوى في قلب العالم العربي، وقد كان للسفير هيروشى أوكا، سفير اليابان الحالي في القاهرة، وكان يعمل وقتها كمدير لادارة الشرق الاوسط بالخارجية اليابانية، دورا حيويا في تحقيق هذا الانجاز الكبير، وغير المسبوق خارج اليابان.
وتابع «أيضا كان لي الشرف بالتعاون مع السفير أوكا بالدفع بمشروع المتحف المصري الكبير، الذي تم النص عليه في بيان رسمي خلال زيارة رئيس الوزراء شنزو ابى لمصر عام 2007. وأكد بدر أن دار الاوبرا والجامعة اليابانية والمتحف الكبير يمثلون ثلاثة أعمدة رئيسية لجسر الصداقة المصرية اليابانية، مشددا على دور الثقافة والفنون اليابانية في تأثير شخصي على أسرتي، وهو ما اسردته في كتابي باللغة اليابانية المعنون «أبوالهول وسيف الساموراي»، والذي رصدت فيه مدى اعتزاز الشعبين بالإرث الثقافي الغني للبلدين، والذي شعرت بيه خلال زيارتنا للجزر اليابانية، وصعودنا على جبل فوجى سان وقت شروق الشمس، وزيارة المعابد اليابانية، المليئة بفلسفات الزن والشنتو والبوذية، التي شكلت وجدان الشعب الياباني عبر التاريخ.
واختتم، أود أيضا بهذه المناسبة أن أشكر زوجتي التي شاركتني اهتمامي وولعي بالثقافة اليابانية، وكانت خير معين لي في سعيي لنقل هذه الثقافة إلى مصر، فقد وقعت هي الأخرى في حب الثقافة والفنون اليابانية، فبعد دراسة طويلة بمدرسة سوجتسو في فن تنسيق الزهور الياباني، وعند انتهاء مهمتنا في اليابان، أسست زوجتي أول جمعية للثقافة والفنون اليابانية في مصر، في محاولة من جانبها للاسهام في نقل هذا الثراء الفني والثقافي الياباني للمصريين.
من جانبه قال السفير الياباني أوكا، «إنه لمن داوعي الشرف والسرور أَن استضيف هذا المساء حفل تقديم وسام رفيع المستوى من امبراطور اليابان للسفير هشام بدر.
واضاف «إن هذا الوسام، وسام الشمس الْمُشْرِقَة- النَّجْمَةُ الذهبية وَالْفِضِّيَّة، الذي يشرفني أن أقدمه للسفير بدر، نيابة عن حكومة اليابان، هوا وسام رفيع يمنحه الامبراطور تقديرا للمساهمات الهائلة للسفيؤ هشام بدر فِي تعزيز العلاقات الودية بين اليابان ومصر.
وأكد السفير أوكا أن العلاقات الثنائية بين البلدين تتسم تاريخ طويل وُودِي، ويصادف هذا العام الذكرى ال 160 منذ توقف وفد الساموراي الياباني فِي مصر فِي طريقهم إلى أوروبا فِي عام 1862. وأشار إلى أن هناك صورة ل 27 من الساموراي الذين اذهلهم لقائهم مع أبوالهول، وقد اذهلهم بنفس القدر القاطرات التي كانت تسير فِي شوارع القاهرة، حيث كانت القاهرة ثاني أقدم مدينة بعد لندن من حيث ادخال القاطرات بها. وقال «كما يصادف هذا العام أيضا الذكرى المئوية الأولى منذ اعتراف اليابان باستقلال مصر فِي عام 1922.
ومنذ هذه السنوات الهامة، ونحن مدينون للعديد من الأجيال السابقة الشخصيات المعاصرة لجهودهم فِي رفع علاقاتنا إلى المستوى الحالي. واكد السفير الياباني أن السفير هشام بدر طوال فترة عملة، عمل عَلَى تعزيز وتقوية وتوسيع وتعميق العلاقات بين البلدين إلى حدو كبير.
وقال «إننا يمكننا أَن نجد آثارا لجهوده الدؤوبة لبناء روابط متينة وغير قابلة للكسر بين اليابان ومصر فِي عددا من المشاريع الرائدة التي أقيمت بين البلدين، مثل المتحف المصري الكبير والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا.
وقال «لقد كان لي شرف العمل مع السفير بدر عندما كان سفيرا اليابان، إن لدي السفير بدر طرقا خاصة لِلتفاعل مع الناس، ومنذ وقت تكليفة باول مهمة فِي اليابان، كان يجيد اللغة اليابانية، مضيفا» إن إتقانه للغة، وفهمة العميق للثقافة والمجتمع اليابان، وشخصيته الودودة والرائعة، جعلت له أصدقاء كثيرين.