أداء متباين بمؤشرات البورصة عند إغلاق تعاملات اليوم    وزير الإسكان يوجه بتكثيف أعمال تنفيذ وحدات سكن لكل المصريين    صحة غزة: 1500 طفل ينتظرون الإجلاء الطبي و42% من الحوامل يعانين من فقر الدم    إحدى ضحايا جيفرى إبستين: جعلنى أتحدث لسياسيين وأمراء وشخصيات مهمة    عاجل مدرب زيمبابوي: لدينا حظوظ قوية أمام المنتخب المصري وأتوقع نتيجة إيجابية    كشف ملابسات تضرر شخص من قائد دراجة نارية وآخر حولا سرقة هاتفه المحمول وسيارته بالقاهرة    مصرع ممرضة صدمها قطار خلال عبورها شريط السكة الحديد بالقليوبية    وزارة السياحة والآثار تنفي تحرير محاضر ضد الصحفيين    جولة مفاجئة لوزير الثقافة ومحافظ القاهرة بقصر ثقافة عين حلوان    «التخطيط» تترأس اجتماعًا تحضيريًا للجنة المصرية – الأرمينية المشتركة للتعاون الاقتصادي    رئيس جامعة بني سويف: 76 ألف طالبًا يؤدون امتحانات الفصل الدراسي الأول    «الشيوخ» يوافق على مشروع تعديل بعض أحكام قانون الكهرباء من حيث المبدأ    القاهرة الإخبارية: تخوف إسرائيلي من اللقاء المرتقب بين نتنياهو وترامب نهاية الشهر الحالي    اقتصادي: انعقاد منتدى الشراكة الروسية الإفريقية بالقاهرة يؤكد الدور المصري في دعم التنمية الاقتصادية للقارة السمراء    برلمانية المؤتمر: تعديلات قانون الكهرباء خطوة ضرورية لحماية المرفق    تردد القنوات المجانية الناقلة لبطولة كأس أمم أفريقيا 2025 .. اعرف التفاصيل    سبورتنج يعلن قائمة مواجهة الأهلي اليوم فى كأس السوبر المصري لسيدات السلة    محافظ أسيوط: استمرار تدريبات المشروع القومي للموهبة الحركية    محافظ القاهرة: تصدر العاصمة مدن أفريقيا الأكثر تأثيرًا يمثل تكليفًا لجهود الدولة    160 مليار جنيه لدعم التموين في 2025.. «كاري أون» أكبر سلسلة تجارية حكومية تنطلق لتطوير الأسواق وتأمين الغذاء    البحيرة.. ضبط 3 محطات وقود بالدلنجات لتجميعها وتصرفها في 47 ألف لتر مواد بترولية    مصرع شخصين وإصابة ثالث إثر انقلاب سيارة أعلى كوبري أكتوبر بالشرابية    حبس عاطل 4 أيام بعد ضبطه بحوزته 20 فرش حشيش بالجيزة    نائب وزير الإسكان يستقبل مسئولي إحدى الشركات التركية لبحث فرص التعاون في مشروعات المياه والصرف الصحي    تصاريح الحفر لمد الغاز بقرى «حياة كريمة» وخطة لتوصيل الخدمة ل6 مناطق سكنية في 2025    الأقصر تتلألأ في يوم الانقلاب الشتوي.. الشمس تتعامد على مقصورة قدس الأقداس بمعابد الكرنك في مشهد فلكي ومعماري مدهش    أجندة قصور الثقافة هذا الأسبوع.. حفلات ليالي الفن تضيء العام الجديد    9 آلاف حالة حرجة في عام واحد.. مستشفيات جامعة بني سويف تسجل طفرة غير مسبوقة في الرعايات المركزة خلال 2025    «المصدر» تنشر نتيجة الدوائر الملغاة بالمرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب    حيماد عبدلي: منتخب الجزائر يسعى للذهاب بعيدًا ببطولة أمم أفريقيا    تاريخ من الذهب.. كاف يستعرض إنجازات منتخب مصر فى أمم أفريقيا    الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مدينة قلقيلية ‫ويداهم بناية    الصحة: إغلاق 11 مركزًا خاصًا للنساء والتوليد ب5 محافظات لمخالفتها شروط الترخيص    أبرز المسلسلات المؤجلة بعد رمضان 2026.. غادة عبد الرازق ونور النبوي في الصدارة    ليلة استثنائية في مهرجان القاهرة للفيلم القصير: تكريم عبير عواد واحتفاء بمسيرة عباس صابر    «الرعاية الصحية» تطلق حملة للمتابعة المنزلية مجانا لأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن    من مصر منارةً للقرآن إلى العالم... «دولة التلاوة» مشروع وعي يحيي الهوية ويواجه التطرف    د.حماد عبدالله يكتب: "اَلَسَلاَم عَلَي سَيِدِ اَلَخْلقُ "!!    تكريم لمسيرة نضالية ملهمة.. دورة عربية لتأهيل الشباب في حقوق الإنسان تحمل اسم محمد فايق    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 21ديسمبر 2025 فى المنيا    رئيس جامعة الازهر يوضح بلاغة التعريف والتنكير في الدعاء القرآني والنبوي    ضبط قضايا اتجار في النقد الأجنبي بالسوق السوداء بقيمة 3 ملايين جنيه    انطلاق الجلسة العامة لمجلس الشيوخ لمناقشة تعديلات قانون الكهرباء    "مركز المعلومات": حاجز التجارة العالمية سيتجاوز 35 تريليون دولار للمرة الأولى فى 2025    وزارة التموين تطلق قافلة مساعدات جديدة بحمولة 1766 طنًا لدعم غزة    الري تتابع إيراد النيل.. تشغيل السد العالي وإدارة مرنة للمياه استعدادًا للسيول    المقاولون العرب يعلن تعيين علي خليل مستشارًا فنيًا لقطاع الناشئين    إصابة 14 عاملا فى حادث انقلاب أتوبيس بالشرقية    شهر رجب.. مركز الأزهر العالمي للفتوى يوضح خصائص الأشهر الحرم    مواعيد مباريات اليوم الأحد 21-12- 2025 والقنوات الناقلة لها | افتتاح أمم إفريقيا    محافظ القاهرة يعتمد جدول امتحانات الفصل الدراسي الأول للعام 2025    وزير الخارجية يؤكد مجددا التزام مصر بدعم جهود تعزيز الأمن والاستقرار في الصومال والقرن الأفريقي    الصحة: فحص 8 ملايين طالب ابتدائى ضمن مبادرة الكشف المبكر عن «الأنيميا والسمنة والتقزم»    الصحة: فحص أكثر من 20 مليون مواطن في مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    الإسكان الاجتماعي لصاحبة فيديو عرض أولادها للبيع: سنوفر الحلول الملائمة.. والحاضنة لها حق التمكين من شقة الإيجار القديم    عضو بالأرصاد: أجواء مستقرة ودرجات حرارة طبيعية خلال الأسبوع الجاري    علاء نبيل: حذرت أبو ريدة من الصدام بين طولان وحسام حسن قبل كأس العرب    ندوة بمعرض جدة للكتاب تكشف «أسرار السرد»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«المصرى اليوم» تكشف الجانب الإنسانى للفنان محمد عبلة: «اشتغلت نقاش وبائع متجول وعامل فى مصنع زجاج» (حوار)
نشر في المصري اليوم يوم 01 - 10 - 2022

من رحم حكايات ووجوه البشر، استطاع الفنان التشكيلى العالمى محمد عبلة أن يرسم لوحاته ويَعبُر بها إلى العالم، اشتُهر بلوحاته التجريدية.. لا يهتم «عبلة» بالحصول على الجوائز أو ترشيح نفسه لها، إلا أنه خلال العام الجارى حصل على وسام جوته (أرفع وسام من جمهورية ألمانيا الاتحادية). وخلال مسيرة حياته، واجه العديد من الصعوبات واستطاع تجاوزها.
«المصرى اليوم» تلتقى «عبلة» عبر حوار يركز على اكتشاف الجوانب الإنسانية فى شخصيته وحياته. وكشف «عبلة» خلال حواره عن رحلة فنية تجاوزت 40 عاما، تكشف عن مزيج من التحديات والمتعة فى آن واحد.. انتقل إلى أوروبا، ودرس النحت والطباعة فى مدينتى ڤيينا وزيوريخ، وانتشرت أعماله فى معارض عالمية، إلا أنه كان حريصا على الاحتفاظ بهويته المصرية. وإلى نص الحوار:
■ ماذا يمثل لك التكريم فى ألمانيا ومنحك وسام جوته؟
- لم يشغل بالى التكريم على مدار مشوارى الفنى، ولم أسع إليه، وكنت عازفا عن التقديم فى أى مسابقة، وعندما علمت بترشيح معهد جوته لى وتكريمى فى ألمانيا ومنحى وسام جوته سعدت جدا، لأنه من دولة ألمانيا التى تحرص على اختيار الشخصيات بشكل محايد وجاد، بجانب أن التكريم جاء لمصر، وكنت أحد الأسباب فى إدخال السعادة على قلوب المصريين وأن أرفع علم بلدى فى ألمانيا ويتردد اسم مصر، وشعرت وقتها أنى مندوب السعادة.
■ هل المواطن على وعى بالفن التشكيلى؟
- بالفطرة الناس محبة للجمال، والفن التشكيلى له علاقة بالجمال.. المشكلة فى الوعى بالفن عند المواطن.. جميعنا يسمع الأغانى لكننا نجهل المقامات، سطح الموضوع متفقين عليه لكن الفن موضوعه كبير، ليس تذوقا أو جمالا فقط، إنما صناعة وتجارة وتاريخ.. الناس لابد أن تثقف نفسها وهذا ليس دور الفنانين، إنما يقع على عاتق الإعلام ومؤسسات الدولة لأن الفن يرتبط بنواحى الحياة.
■ حدثنا عن طفولتك وبداية اكتشاف موهبتك فى الرسم؟
- ظهرت موهبتى فى الرسم منذ نعومة أظافرى، وكانت أمى تدعمنى وتوفر لى الرسم على الأقمشة والثياب والحوائط، والمعروف أن أى أسرة تكتشف موهبة عند طفلها يحدث رد فعلين، إما ضرب الطفل والتنبيه عليه بعدم تكرار ذلك الفعل، أو تشعر أن الرسم مهم ويخلق السعادة عند طفلها، فتوفر له الإمكانيات المتاحة. بالنسبة لأمى كان الرسم إيجابيا جدا، لكن والدى كان عكس ذلك تماما، يرى أن الرسم مضيعة للوقت وعدم اهتمام بدراستى وكان معارضا لفكرة الرسم.
أمى كانت حريصة على إخفاء الرسومات من أبى، وحدث صراع بين أبى وأمى بسبب موهبتى فى الرسم حتى حدثت مشاجرة كبيرة بينى وبين والدى بعد نجاحى فى الثانوية العامة وطردنى من البيت.
■ ماذا حدث؟
- والدى كان يريد إلحاقى بالكلية الحربية.. وبالفعل، تقدمت وأجريت الاختبارات إرضاء له، ثم هربت والتحقت بكلية الفنون الجميلة دون علمه، وتشاجرنا بعدها ومنعنى من دخول المنزل طوال سنوات دراستى بالجامعة، وطوال 5 سنين مدة الدراسة لم أدخل المنزل إلا خلسة فى أوقات سفره.
■ كيف استطعت توفير مصاريف الجامعة؟
- اشتغلت جميع الأعمال والحرف، بداية من نقاش وبائع متجول وعامل داخل مصنع زجاج، والمبيت فى الحدائق العامة أول سنة دراسية فى الجامعة، وخلال هذا العام صممت على الحصول على تقدير امتياز للحصول على 15 جنيها منحة المتفوقين فى الجامعة، واستطعت اجتياز سنوات الدراسة بتقدير امتياز للحصول على المنحة.
■ كيف حدث الصلح بينك وبين والدك؟
- بعد تخرجى مباشرة، قرأ لى خبرا منشورا فى الأهرام فى الصفحة الأخيرة مصادفة بخصوص إقامة معرض عام 1977، وشك فى تشابه الأسماء، وسأل أحد أقاربنا، فأخبره أن صاحب المعرض ابنك، ومن هنا حدث التصالح بيننا.
■ ما سبب اختيارك لإقامة مدرسة ومركز للفنون بمحافظة الفيوم؟
- أنا أؤمن بفكرة أن الفنان يثقف من حوله، عملت مدرسة فى الفيوم ومركز فنون فى عام 2006 ونتبنى الشباب الموهوب ونقيم لهم الورش، واخترت مدينة الفيوم لأن القاهرة تستحوذ على كل شىء، وكنت فى حاجة إلى الهدوء لتوفير أجواء مناسبة للفنانين، وكانت الفيوم المحافظة الأنسب، علاوة على أن المواطنين خارج القاهرة فى حاجة إلى الدعم، وهو أمر يفتقدونه.
■ لماذا تحرص على جمع رسوم الكاريكاتير؟
- فى عام 2007 أقمنا متحف الكاريكاتير، وهو أكبر متحف فى إفريقيا والشرق الأوسط، وأنا حريص على جمع رسوم الكاريكاتير لأنه تاريخ من السهل أن ينسى وسط الزحام، فلابد أن يهتم به أحد ويجمعه بشكل تطوعى.
■ هل لدينا أزمة فى نشر الكاريكاتير داخل مصر؟
- ربما لأن الكاريكاتير يحتاج إلى حرية فى التعبير، الحرية لن تُمنح لنا وإنما يتطلب منا أن نلح فيها، الكاريكاتير ينمو ويزدهر فى ظل الحرية، لأنه قائم على النقد ويسمح لك بانتقاد المسؤولين والحكومة، لذلك هناك حساسية بين المسؤولين ورسوم الكاريكاتير.
■ ما أكثر الأزمات التى سببتها رسوم الكاريكاتير لأصحابها؟
- الكاريكاتير سلاح من الممكن أن يهدم أو يبنى، ومن الأفضل أنه يبنى، وفى تاريخ الكاريكاتير المصرى هناك فنانون قضوا سنوات فى السجن بسبب رسومهم، بل وصل إلى الاعتقال وغلق المجلات، العالم كله يتأثر مثل رسوم بلجيكا والإساءة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
■ كيف حافظت على الطابع الشرقى بداخلك رغم تعلمك الفن فى الخارج؟
- الفن علم نتعلمه بأكثر من وسيلة، وتعليم الفن فى العصر الحديث أو المدارس ظهر بالمعنى الأكاديمى فى الغرب، فى مصر منذ عام 1907، وعملنا نموذجا للمدرسة الفرنسية والإيطالية ومدرسة الفنون فى مصر مثل الغرب، والمنهج نفسه غربى، وعندما درست فى النمسا وسويسرا درست الغربى، إلا أننى كنت حريصا على تعلم كيفية إدارة الفن، وهى أساسيات كان لابد من تعلمها من الغرب، والفنان عندما يرسم يعبر عن ذاته، لذلك أعبر عن مصر فى رسوماتى لأنها فى داخلى، تربيت فيها وأعيش على أرضها.
■ ما الذى يحتاجه الفنان للإبداع؟
- حسب توجهه، الفن فى النهاية تعبير ورسالة لا يشترط أن تكون عميقة، ومن خلال فنى أوجه رسالة للآخرين، وهناك فنانون رسالتهم العالم، وآخرون يشعرون أنه كلما عظموا دورهم تتسع دائرتهم، وهناك فنانون رسالتهم أنفسهم، أى يعبر عن ذاته ونفسه فى حدود غرفته.. أنا مهتم بالناس ومشاكلهم وقضاياهم وحريص على التواصل مع الآخرين لأنى أتعلم من قصصهم.. الناس هم المعلم الكبير لى. وأنا حريص على استقلال الأتوبيسات والمواصلات العامة لأستوحى رسوماتى من قصصهم، وهو نوع من التعلم لن تراه داخل الكتب.
■ ما أصعب المواقف التى تعرضت لها.. وكيف تجاوزت المحنة؟
- حريق مرسمى فى الحسين عام 1998 وضياع 500 لوحة فنية هى مجمل أعمالى الفنية طوال 20 سنة، واعتكفت شهرا كاملا عند أمى، وكان عندى إحساس إنى عاوز أرجع جنين من تانى، لم أستسلم وأخذت قرارا بأن أكون شخصا إيجابيا وتحديت الوقت وأخذت مرسم القرصاية واشتغلت بكامل طاقتى وكنت أرسم لوحة يوميا لتعويض رسوماتى المحروقة.
■ لماذا اخترت جزيرة القرصاية لإقامة مرسم لك؟
- لما حُرق مرسم الحسين، قررت إقامة مرسم قريب من المياه، فى حال حدوث حريق أجد مياها أطفئ بها النار، لذلك اخترت جزيرة القرصاية والعزلة التى تتميز بها.. أعيش حالة القرية والمدينة التى تبعد عنها 10 دقائق.
■ كم عدد لوحاتك؟ وأيها أقرب إلى قلبك؟
- لا أعلم عدد لوحاتى، فعددها كبير جدا، وأقربها إلى قلبى الحب الأول هى أولى لوحاتى الفنية، كانت عن المراكبية فى النيل عام 1977، وجاءت الرسمة مصادفة عندما كنت فى مدينة الأقصر أتجول بين المعابد، واستوقفنى مشهد المراكبية داخل النيل بأجسادهم المتمايلة وكأنهم يرقصون على آلة موسيقية، فقررت رسمهم على الفور، ورسمت 11 لوحة خلال أسبوع واحد.
المصرى اليوم تحاور الفنان التشكيلى «محمد عبلة»
■ ما أكثر اللوحات التى استغرقت منك وقتا طويلا؟
- تعلمت الرسم بسرعة، لكنى أستغرق وقتا طويلا فى رسم بعض اللوحات، لو رسمتها من غير نفس، اللى بيحركنى للرسم دوافعى الذاتية، لكن لو متضايق أرسم حتى أنسى الموضوع، ليس حبا فى الرسم لكن برغبة النسيان، وهنا أستغرق وقتا طويلا فى رسم اللوحات.
■ بحكم قربك من الناس.. ماذا تغير فى المواطن طوال ال 40 عاما ماضية؟
- لحسن حظى أستطيع تقبل الآخرين وتقبل أعذارهم، لكن هناك أوقاتا قد تقابل أشخاصا تظن أنهم قساة القلب لكنهم فى الحقيقة أنقياء، وما بخارجهم مجرد قشرة زائلة، أنا قابلت فى حياتى عددا محدودا من الأشخاص غير الأسوياء، حكمة الحياة على الانسان أن يبادر بالحب والإيجابية، قد يراها البعض مثالية وإنما هى عملية، أنا أحب أن أتعلم وأستطلع طول الوقت.
المصرى اليوم تحاور الفنان التشكيلى «محمد عبلة»
■ ماذا تعلمت من سفرك واختلاطك بالشعوب الأخرى؟
- سافرت بلادا كثيرة جدا حبا فى المعرفة وتعلمت منها الكثير، ودائما أبحث عن الأماكن والتجارب والأشخاص، لا أستطيع أن أصرح بأن حياتى مميزة عن الآخرين، لكن الميزة الوحيدة إنى مصدق نفسى وحياتى تسير بجد، أنا شخص لا أغضب بسهولة.
■ حدثنا عن الحب فى حياتك؟
- أن لا أحب بشكل مبالغ فيه لأنه مثل الذوبان، الحب اندماج وأنا محتاج نفسى، عندما ارتبطت بزوجتى السويسرية الموضوع لم يحتج أكثر من نصف ساعة، رأيتها وطلبت منها الزواج، وزواجنا يصل عمره 40 عاما، وأنجبت فتاة وولدا، لم يكن هناك حب بقدر التفاهم. وأنا شخص حريص على البحث عن المناطق الجمالية داخل الأشخاص وأبعد عن عيوبهم.
المصرى اليوم تحاور الفنان التشكيلى «محمد عبلة»
■ من قدوتك فى الحياة؟
- الفنان التشكيلى سيف وانلى، حامد ندا، كمال مصطفى، وأصدقائى فى ألمانيا، طول عمرنا أصدقاء ولا يوجد بيننا أى مصلحة وتجمعنا صداقة خالصة استمرت 40 عاما.
■ ما الذى أضافته لك تجربة الحياة فى الخارج؟
- تعلمت أن أصبح شخصا عمليا ولا أتدخل فى أمور غيرى، وحريصا على الآخرين لحماية نفسى قبل أى شخص، وقد سافرت ألمانيا فى عمر 26 عاما، وتعرفت على الحياة، وكنت وقتها حريصا على هويتى المصرية وأظهر أمام الناس أن المصريين على قدر كبير من تحمل المسؤولية ويحملون صفات جيدة، كان عندى نهم كبير للمعرفة.
المصرى اليوم تحاور الفنان التشكيلى «محمد عبلة»
■ لكن السفر إلى الخارج يحتاج مصاريف.. كيف استطعت تدبير نفقاتك؟
- أنا سافرت من مصر ولا أملك سوى 60 دولارا بما يعادل 100 جنيه وقتها، ولا يوجد أى معرفة لى هناك ولا أتحدث اللغة الألمانية، اشتغلت فى الشارع وكنت بهرب من الشرطة هناك، ورغم صعوبة التجربة إلا أننى أرى أنها أيام جميلة ولها ذكريات رائعة وتحمل الكثير من المتعة.. فى الغربة.. لا تمتلك الأموال.. وقد تدفعك إلى ارتكاب أعمال سيئة، إلا أننى لم ألجأ إلى فعل ذلك، لأن الثوابت تجعلك شخصا متماسكا.
■ كيف أثرت السياسة على حياتك، خاصة وقد كنت أحد أعضاء لجنة الخمسين لكتابة الدستور؟
- تعرضت للضرب فى الشارع من جانب الإخوان المسلمين، وقت احتجاجات مجلس الشعب، عندما أرادوا الانفراد بكتابة الدستور، وأهتم بالسياسة لارتباطى بالناس، وعندما تم اختيارى عضوا فى لجنة الخمسين سعدت كثيرا وكنت حريصا على توصيل اهتمامات الشعب وصياغة قوانين تنفعهم.
المصرى اليوم تحاور الفنان التشكيلى «محمد عبلة»
■ حدثنا عن تجربتك فى العلاج بالفن؟
- عندما سافرت إلى سويسرا تعلمت العلاج بالرسم، لأنه من أكثر الأمور المفيدة للبشر، وأحد طرق العلاج النفسى غير التقليدى، والرسم يستطيع أن يحول الشخص من سلبى إلى إيجابى، وأن يعبر ويتجاوب مع من حوله، ودرست علم النفس لمدة عام، وفتحت العيادة بمشاركة محللة نفسية، وكان هناك إقبال كبير عليها، وأتواصل حتى الآن مع بعض ممن ترددوا على العيادة رغم مرور أكثر من 30 عاما.
■ لماذا لم تكرر التجربة فى مصر؟
- الوضع فى مصر يختلف عن الخارج، هنا الأمور أكثر تعقيدا وتحتاج إلى تراخيص وتوقيعات متعددة وما شابه.
المصرى اليوم تحاور الفنان التشكيلى «محمد عبلة»
■ ما الذى لم يحققه الفنان التشكيلى محمد عبلة حتى الآن؟
- الرسم فقط، ليس لدى أى تطلعات ولا أطمح إلى امتلاك العقارات ورصيد داخل البنوك. أنا أميل إلى البساطة ولست أملك مكيفات هواء داخل منزلى، وعشت 3 سنين من غير مياه أو كهرباء داخل الفيوم، وعشنا على شمع ولمبة جاز، الحياة من الممكن أن تكون بسيطة وجميلة فى نفس الوقت، وقابلت فى حياتى نماذج كثيرة تعيش حياة بسيطة.
■ ما أهم الصفات المشتركة بينك وبين أبنائك؟
- لا يوجد لدى أبنائى تطلعات مادية، ويحبون خدمة الناس دون مقابل، ورغم تعلم أولادى فى سويسرا، إلا أنهم لحسن الحظ مصريون، رغم أن زوجتى سويسرية، إلا أننا حرصنا على هويتهم المصرية، لأن البيت الأساس، وما تزرعه الآن سوف تحصده مستقبلا.
المصرى اليوم تحاور الفنان التشكيلى «محمد عبلة»
■ ما الرسالة التى توجهها إلى الشباب؟
- لا يوجد مستحيل، ولو أنت مؤمن بنفسك تأكد أن الجميع سيقف بجوارك، وعليك أن تحاول وتعافر طول الوقت لتحقيق حلمك، ولابد أن يحدد الإنسان متطلباته ويبعد عن النهم فى حياته، وأن يحب باعتدال ويأكل باعتدال، لأن الثابت هو أنا، الأشياء من حولنا تتغير، ولابد أن أتجاوز المشاكل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.