بينما تدخل الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة جديدة، باستعادة أوكرانيا مدنا حيوية شرقي البلاد، تعهد «البنتاجون» بإرسال حزمة مساعدات عسكرية «نوعية» جديدة لكييف، فيما كشف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي عما سماه «المراحل المقبلةۛ للهجوم المضاد» مؤكدا أنه لن يكتفي بإعادة الوضع لما قبل ال24 من فبراير إنما سيتعيد أراضي دوبناس وشبه جزيرة القرم. زيلينسكي يكشف المراحل القادمة من الهجوم المضاد وقال الرئيس الروسى فلوديمير زيلينسكى في خطابه اليومى أن قوات بلاده تستعد لاستعادة المدن الرئيسة، ماريوبول وميليتوبول وخيرسون، المرحلة التالية من الهجوم المضاد. وأضاف زيلينسكى أن الجيش الأوكرانى لن يسعى فقط إلى استعادة الأراضى التي كان يسيطر عليها قبل أن يبدأ الهجوم الروسى، ولكن أيضا الأراضى في دونباس وشبه جزيرة القرم. 207 يوم من الحرب وشهدت الأيام القليلة الماضية مرحلة فارقة في عمر الحرب الروسية الأوكرانية، التي أتمت 207 وذلك باستعادة أوكرانيا توازنها جنوب وشرقي البلاد؛ إذ وصف الخبراء «تقهقر» القوات الروسية وتراجعها عن مدينة «إيزيوم»- التي استخدمتها موسكو كقاعدة عسكرية لوجستية في الشمال الأوكراني وخاصة دوبناس طيلة شهور الحرب، بأنه «أسوأ تراجع لموسكو» منذ أن أجبرت قواتها على العودة من العاصمة كييف في مارس الماضي، وقد يكون بل ذهبوا لأن ذلك قد يكون «نقطة تحول حاسمة» في الحرب المستمرة منذ 207 يوم. البنتاجون يعد ب«حزمة مساعدات نوعية» وتعهد «البنتاجون» الأمريكي بتقديم حزمة جديدة من المساعدات النوعية. وكشف المتحدث باسم البنتاجون، جون كيربي، أن حزمة المساعدات ستشمل أنظمة وتجهيزات تعمل في البرد القارس، ونظام صواريخ مدفعية متحركة، وأنظمة للتصدي للطائرات المسيّرة، وأجهزة رؤية ليلية. لافتًا إلى أن المساعدات الأمنية لأوكرانيا بلغت أكثر من 15 مليار دولار منذ بداية الهجوم الروسي في فبراير الماضي. أسلحة نوعية أمريكية.. عوامل قوة كييف وأعلنت كييف استعادة أكثر من 6 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي في جنوبأوكرانيا وشرقها منذ بدء هجومها المضاد أوائل الشهر الجاري، مستفيدة من الدعم العسكري الغربي والسلاح النوعي الذي زوّدها به الغرب، حسب مراقبين شكل الدعم العسكري واللوجيستي الأمريكي لكييف أبرز عوامل التقدم الأوكراني؛ وذلك بعدما أسهمت قاذفات هيمارس الأميركية في تفوق المدفعية الأوكرانية ومكنها من تدمير ميزة روسيا في المدفعية والذخيرة من مسافة بعيدة، وتركيز الدمار على ساحة المعركة لتمكين الاختراقات السريعة. وضمن هذه الأسلحة الصاروخ الأمريكي المضاد للدروع«جافلين» وراجمة الصواريخ«هيمارس» «جافلين» و«هيمارس».. أسلحة أمريكية تزعج روسيا مع بداية هجوم روسيا على أوكرانيا أعلنت الولاياتالمتحدة أنها قدمت كميات من «صواريخ جافلين» للجيش الأوكراني ودربت عناصره على استخدامها. و«جافلين» هو صاروخ أميركي محمول وموجه ومضاد للدروع يتبع آلية تدعى «أطلق وانس» أي أنه يتتبع الهدف بمفرده بعد الإطلاق، وتقوم شركتا رايثيون ولوكهيد مارتن الشهيرتان بتصنيعه للجيش الأميركي. ودخل الصاروخ الخدمة عام 1996، ويزن مع وحدة الإطلاق 22.3 كيلوغراما أما وحدة الإطلاق وحدها فتزن 6.4 كيلوغرامات. ويبلغ مدى الإطلاق الفعال من 75 مترا إلى 2500 متر، أما أقصى مدى إطلاق فهو 4750 مترا. نقلة نوعية.. وكابووس للدبابات الروسية وبينما أثارت صور الدبابات الروسية المدمرة الانتباه إلى صواريخ جافلين المضادة للدروع. أوضحت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، في بيان سابق لها أن تسليم واشنطن 16 قاذفة صواريخ من نوع هيماريس M142، بدءًا من يونيو الماضي و9 قاذفات أخرى من طراز M270، قدمتها المملكة المتحدة والنرويج وألمانيا، شكل نقطة تحول في الحرب، ومكن القوات الأكرانية من ضرب مستودعات الذخيرة والمحاور اللوجستية الروسية في عمق 80 كيلومترًا. وأضافت الهيئة أن الإمدادات الهائلة من الذخيرة التي بلغت 800000 قذيفة من طراز 155 ملم، و144000 قذيفة من نوع 105 ملم، و85000 قذيفة من طراز 120 ملم، كانت حاسمة أيضًا في الاستجابة والتصدي لقوة نيران المدفعية الروسية ودعم جبهة يبلغ طولها 2500 كيلومتر، 1300 كيلومتر منها تعتبر نشطة. وشكلت «جافلين» كابوسا للدبابات الروسية؛ ورغم أن البيانات الأوكرانية أعلنت انها دمرت 335 دبابة روسية ونحو 1100 مركبة قتالية مدرعة منذ بداية عملياتها العسكرية المضادة، وذلك بالتزامن مع استخدام الأسلحة النوعية الأمريكية إلا أنه لا توجد بيانات موثقة حول عدد صواريخ جافلين التي استخدمتها أوكرانيا في المعركة ومدى تأثيرها. ويمكن لصواريخ جافلين استهداف أي نوع من المركبات، إلا أنها أقوى ضد الدبابات لأنها يمكن أن تضربها من الأعلى، لهذا يطلق عليها اسم "الرمح" لأن طريقة إطلاقها تشبه رمي الرمح الذي يسقط على الأرض بزاوية شديدة الانحدار. «هيمارس إم 142» (HIMARS M142) راجمة صواريخ أميركية تم تطويرها أواخر السبعينيات من القرن الماضي، لكنها لم تدخل الخدمة فعليا مع الجيش الأميركي وسلاح مشاة البحرية إلا عام 2005. وفي 23 يونيو 2022، وصلت أول دفعة من صواريخ هيمارس إلى أوكرانيا لاستخدامها في الجبهة بمنطقة دونباس شرقي البلاد. تصنف منظومة «هيمارس» على أنها وحدة سلاح متنقلة يمكنها إطلاق صواريخ عدة دقيقة التوجيه في وقت متزامن. وتحمل الراجمة الواحدة 6 صواريخ موجهة بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي «جي بي إس» (GPS) بمدى يقارب ضعف مدافع الهاوتزر «إم 777» (M777)، التي يمكن إعادة تحميلها في غضون دقيقة بطاقم صغير فقط. وهي مزودة بجراب كبير قادر على حمل صاروخ تكتيكي من نوع «إيه تي إيه سي إم إس» (ATACMS) يبلغ مداه 300 كيلومتر. موسكو تحذر أمريكا من أن «تصبح طرفا في الحرب» وبشار إلى أن تصريحات البنتاجون باستمرار الدعم الأمريكي لككييف يأتي بعد تحذير الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاوفا، الخميس الماضي واشنطن من أنها «ستصبح طرفًا في النزاع، حال قررت تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى». وقالت ماريا زاخاروفا في تصريحات أوردتها «رويترز»: «حال قررت واشنطن تزويد كييف بصواريخ طويلة المدى، فسوف تعبر الخط الأحمر وتصبح طرفًا في النزاع»، مشددًا على أن موسكو «تحتفظ بالحق في الدفاع عن إقليمها«. كروت موسكو ونقاط قوتها وولا تزال موسكو تمتلك نقاط قوة في مواجهة كييف والغرب عسكريًّا، استقدمت موسكو احتياطيًّا كبيرًا لساحات المعارك الساعات الأخيرة، وسبق أن أعلن وزير الدفاع سيرجي شويجو عن احتمال إدخال صواريخ «زيركون» المتطورة المعركة سيكون قريبًا، وإن دخلت ربما يتحقق توازن بنوعية أسلحة الجانبين، جيوسياسيًّا، لا تزال موسكو ممسكة بورقة الغاز والحبوب، فانسحاب موسكو من اتفاقية الحبوب سيضع أوروبا بين فكي كماشة الطاقة والغذاء، وذلك بعد اتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، للغرب بأنهم يستولون على شحنات الحبوب الخارجة من أوكرانيا بدلًا من ذهابها للدول النامية. روسيا لا تزال مسيطرة على 20% من الاراضي الأوكرانية حتى الآن لاتزال روسيا مسيطرة على مساحة تقترب من 20 % من المساحة الإجمالية لأوكرانيا، لكن مدن إقليم دونباس التي سقطت في أيدي الروس مبكرا، أصبحت تحت تهديد القوات الأوكرانية. وبعد فشل موسكو في الاستيلاء على العاصمة كييف، قبل أشهر ركزت جهدها العسكري على تعزيز وجودها في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، والذي كان بالفعل تحت سيطرة القوات الموالية لروسيا، قبل أن يبدأ الهجوم