«المصرى اليوم» ترصد نجاح تجربة زراعة الأسماك فى سد الروافعة بسيناء

نجحت تجربة زراعة الأسماك في مياه الأمطار والسيول التي يحتجزها سد الروافعة بمركز الحسنة وسط سيناء، بجهود أهلية من أهالى المنطقة وبدعم مجلس المدينة وهيئة الثروة السمكية.
وأكدت مصادر بمنطقة الثروة السمكية بشمال سيناء نجاح مشروع تجربة الاستزراع التكاملى لأسماك البلطى النيلى خلف خزان مياه سد الروافعة، من خلال عدد من التجارب التي قامت بها المنطقة بالتعاون مع الجهات المختصة.
وقالت المصادر إن المشروع يهدف لاستغلال خزان المياه خلف السد في تنمية الثروة السمكية باستخدام نظام الاستزراع السمكى التكاملى عن طريق إعادة استخدام مياه تربية الأسماك في رى مزارع البطيخ والقرعيات الأخرى، بجانب دراسة البيئة المائية «مياه- تربة- كائنات حية دقيقة»، واستغلال هذه الدراسة كنموذج يحتذى به في استزراع الأسماك خلف السدود المشابهة في سيناء، فضلًا عن دراسة الكفاءة الاقتصادية لهذا النوع من الاستزراع في المناطق الصحراوية وخلف السدود.
وأضافت أن المشروع يعتمد على استزراع اصبعيات أسماك بلطى نيلى بمتوسط وزن 5 جرامات بنظام الاستزراع السمكى منخفض التكثيف- الموسع- مع إعادة استخدام المياه في رى مزارع البطيخ المجاورة، والاعتماد في تغذية الأسماك على التغذية الطبيعية فقط، مع الحذر الشديد أثناء نقل وتداول الأسماك حتى نبتعد عن نقل مواد وحشائش غريبة غير مرغوب فيها من الدلتا إلى سيناء كبيئة بكر نظيفة. ولفتت إلى أن مدة التربية والاستزراع 82 يومًا فقط بسبب عدم التبكير بميعاد الاستزراع، حيث تم الحصول على بلطى نيلى بمتوسط وزن 100 إلى 120 جراما للسمكة الواحدة بمعدل نمو 1 إلى 1.5 جرام يوميًا، بدون استخدام أي نوع من التغذية الصناعية وتحسين وزيادة محصول البطيخ وزيادة خصوبة التربة الزراعية.
وقال مصدر بإدارة المزارع السمكية إنه بعد وقوع سيل في عام 2019 وتجمع مياه خلف سد الروافعة، ألقت الإدارة 25 ألف زريعة من أسماك البلطى في مياه السد، وعقب انحسار المياه بسبب تغذية الخزان الجوفى والبخر وسحب مياه منها للزراعة، تقوم الإدارة باصطياد الأسماك وتوزيعها بالمجان على أهالى المنطقة، مع السماح للمواطنين من مختلف مدن المحافظة بالصيد للحصول على أسماك من مياه السد بغرض تناولها وليس لبيعها.
وأضاف المصدر أنه يوجد في محافظة شمال سيناء 3 مزارع سمكية تابعة للجهاز في قرية الروضة وفى منطقة أم شيحان بالقرب من سد الروافعة وفى منطقة جنوب العريش، لافتًا إلى وضع مخطط لإنشاء 4 مزارع سمكية أخرى على المياه الجوفية و3 مزارع سمكية على مياه البحر، مؤكدًا تقديم الدعم للمواطنين في حال إنشاء مزارع سمكية بالمجان من خلال الإدارة.
وأشار سالم سليمان، أحد الأهالى، إلى أن الزريعة التي تم وضعها في مياه السد تم توريدها من المنزلة بتكلفة بلغت 12 ألف جنيه من الأهالى، كخدمة عامة للمواطنين في منطقة أم شيحان التي يقع بها السد، حيث إن الزريعة تتغذى على الطمى دون وضع أي أغذية، وكان من المفترض صيدها بعد انتهاء الدورة التي تصل إلى 6 أشهر، ولكن لارتفاع منسوب المياه وترك الأسماك تتكاثر تم الصيد بعدها بنحو 3 سنوات.
وأضاف أن بعض الصيادين من مدينة العريش يقومون بالصيد وبكميات محددة وطرحها في أسواق العريش بأسعار تتراوح بين 28 و30 جنيها للكيلو، وذلك عقب اكتفاء أهل المنطقة من الأسماك.
من جانبه أكد الدكتور أشرف يوسف، عميد كلية الاستزراع المائى والمصايد البحرية بجامعة العريش، أن الكلية تعد إحدى كليات قطاع الثروة السمكية وتعتبر متفردة على مستوى الجامعات المصرية، إذ تضم 4 برامج متخصصة منها برنامج تكنولوجيا الاستزراع البحرى وهو البرنامج الوحيد في الجامعات المصرية.
وأوضح الدكتور صلاح صقر، المدير التنفيذى لمركز بحوث الأسماك بجامعة العريش، أنه تم إنشاء المركز في جامعة العريش لخدمة المجتمع المحلى، حيث يتم بيع الأسماك بأسعار مناسبة للمواطنين، لافتا إلى أنها من نوع البلطى المعروف باسم شبار جامعة العريش.
وأشار إلى أن المركز يعد أضخم وأحدث مشروع للاستزراع السمكى بالجامعات وأكبر مركز تدريبى إنتاجى للاستزراع السمكى بشبه جزيرة سيناء، حيث يشمل أحواض الإنتاج المكثف والصوب الإنتاجية ووحدة التفريخ وإنتاج الزريعة، وأن الهدف العام له هو تدريب طلاب كليتى الاستزراع المائى والمصايد البحرية والعلوم الزراعية البيئية وشباب الخريجين والصيادين على التقنيات الحديثة للاستزراع السمكى، بجانب توفير الأسماك بأسعار تنافسية للأهالى.
وأضاف أن المشروع مكون من وحدة التفريخ ورعاية اليرقات، ووحدة إنتاج زريعة الأسماك، ووحدة الإنتاج المكثف متعدد المراحل، ووحدة الإنتاج المكثف بنظام إعادة دوران المياه، ووحدة الإنتاج المعزولة برقائق البولى إيثيلين عالى الكثافة، ووحدة التدريب على نظم الاستزراع السمكى، ووحدة الاستشارات والدراسات السمكية، ووحدة المبيعات والتسويق الترفيهى، ووحدة تصنيع الأغذية والأعلاف السمكية، ووحدة التحاليل ومؤشرات جودة المياه.
وأشارت الإدارة العامة للمياه الجوفية بشمال سيناء إلى أن سد الروافعة بوسط سيناء عبارة عن سد بنائى مقوس في منطقة الروافعة بقرية أم شيحان بمركز الحسنة بوسط سيناء، وتم إنشاؤه عام 1946 عن طريق وكالة رى الصحارى بوزارة الأشغال العامة والموارد المائية.