بعد بتر ذراعها.. «شيماء» مريضة سكرى نتيجة عملية تجميل

حاولت «شيماء» إنقاص وزنها الزائد عن طريق ممارسة الرياضة تارةً وبتقليل نسب الطعام تارةً أخرى، دون جدوى، حتى شاهدت إعلانًا على السوشيال ميديا عن مركز الطبيب «تامر.ب»، الشهير بالتجمع الخامس، تحكى الشابة الثلاثينة: «روحت كشفت وقلت لهم: عاوزة أشفط دهون البطن»، ثم تجاهلت الفكرة، حتى فوجئت بعد شهرين من زيارتها، بمالك المركز يتصل بها يخبرها «عندنا عروض وخصومات»، وبإجراء العملية أصيبت بجلطة حادة بالشريان نتيجة الكانيولا المستخدمة وأدت إلى غرغرينا في يد اليسرى وأمر الطبيب بالبتر فورًا.
قال الطبيب ل«شيماء»، قبل توجهها للمركز: «ممكن أبعت لكِ دكتور (أحمد)، ياخد منك 25 ألف جنيه»، تهكمت وقالت له: «إيه الضامن إنى أعطيه فلوسى»، فرد عليها بشكل سريع، «عاوزك تلحقى عروضنا وخصوماتنا يا أفندم».
توجهت «شيماء» إلى المركز، رفقتها والدها، وكانت تقول له: «عاوزة اشفط الدهون علشان هنزل شغلى ولازم يكون شكلى مضبوط شوية»، انتظرا حضور الطبيب «تامر» ومساعديه «عباس»، و«عبدالباقى»، ودفعا المبالغ المالية اللازمة لإجراء عملية التجميل «أجروها من غير تحاليل». اكتفى الطبيب «عباس» بسؤال المريضة «عندك ضغط أو سكر»، بينما يضغط على أظافرها بيديه، وحين أجابته بالنفى، قال للممرضين: «دخلوها العمليات»، وهكذا أجريت الجراحة دون تحاليل قد تكشف عن إمكانية تعرضها لأى مضاعفات.
تتذكر لحظات ما بعد خروجها من العمليات، «لقيت جسمى كله واجعنى وإيدى الشمال مش حاسة بيها»، بالكاد أخبرت الطبيب بآلامها، «كتب لىّ 12 حقنة مضاد حيوى»، قالت «شيماء»، «بعدها بكام يوم تعبت جامد، واتصلنا على دكتور (تامر) ولم يجب، ورد علينا الدكتور (عبدالباقى) وقال لنا إنه يجى لىّ البيت مقابل حصوله على ألف جنيه مقابل الكشف، وكتب لى أدوية جديد بروشتة بخط يده، وقال إن الصديد اللى بإيدى أمره عادى، ولما أمى قالت له: بنتى مش بتأكل حاجة.. وبتشرب مياهًا غازية فقط.. قال: عادى». بعد تدهور الحالة الصحية ل«شيماء»، استعانت أسرتها بطبيب جراح وآخر أوعية دموية قالا لهم: «بعد التحاليل كان التشخيص إن حالتها سيئة جدًا.. أصيبت بجلطة حادة في الشريان، نتيجة الكانيولا المستخدمة في العملية التي أجراها دكتور (تامر) وأدت إلى غرغرينا في يديها اليسرى»، وتابعا: «واضح إنه حقنها حقن دهون وعمل لها تسمم ولازم يتشال».
تكمل الضحية، حزينةً: «خدوا من إيدى اليمنى عينة دم والكانيولا كانت برجلى، لأن إيدى الشمال كانت وجعانى.. وبعد قياس نسبة السكر أجريت عملية لإزالة الدهون وبعدها لقيت صوابع إيدى الشمال مش حاسة بيها ومفياش دم خالص، وكان لازم بتر برأى أكثر من طبيب وهو ما حدث، وأصبت بمرض السكرى».
الضحية التي تناشد المواطنين «محدش يروح يعمل شفط دهون، يتصرف ويزبط وزنه بالرياضة وتقليل الأكل»، تقول إن نقابة الأطباء أجرت تحقيقًا موسعًا بشأن شكوى تقدمت بها إليها، واتهمت الطبيب «تامر»، بأنه إثر نسيانه ل«الكانيولا» بعد عملية شفط الدهون بيدها اليسرى أصابتها مضاعفات صحية تسببت في عاهة مستديمة، وطلبت النيابة العامة تشكيل لجنة ثلاثية لكشف أسباب بتر ذراع «شيماء»، واستدعت المشكو في حقهم لسماع أقوالهم، واستعجلت تقرير الطب الشرعى، ولاتزال التحقيقات مستمرة.