جلسة فى مجلس الأمن لمناقشة ملف ليبيا والتدخلات الخارجية

قالت مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون إفريقيا، مارثا بوبى، إن الوضع العام فى ليبيا لايزال شديد التقلب فى ظل بيئة أمنية متوترة، واستعراض مقلق للقوة وأعمال عنف من الميليشيات المنخرطة فى مناورات سياسية.
وأشارت فى إحاطتها إلى مجلس الأمن، مساء أمس الأول، إلى الخلاف حول قيادة المؤسسة الوطنية للنفط والمخاوف الخطرة التى تتعلق بحقوق الإنسان واعتقال متظاهرين طالبوا بإجراء الانتخابات، موضحة أن الاجتماع الذى عقد فى جنيف الشهر الماضى، بين عقيلة صالح، رئيس البرلمان الليبى، وخالد المشرى، رئيس المجلس الأعلى للدولة، تغلب على نقاط خلافية مهمة بشأن وضع دستور جديد، لكن الخلاف يتمحور حول شروط الترشح لرئاسة الدولة، حيث يصر مجلس الدولة على منع العسكريين ومزدوجى الجنسية من الترشح للرئاسة.
وعبّر مندوب ليبيا فى الأمم المتحدة، طاهر السنى، عن استيائه من استمرار الانقسام الذى يشهده مجلس الأمن حول الملف الليبى والتدخلات الخارجية، وقال إن مجلس الأمن عقد، منذ بدء الأزمة الليبية، أكثر من 172 جلسة وأصدر 27 تقريرا أمميا، و19 تقريرا لفريق الخبراء، و23 تقريرا للمحكمة الجنائية الدولية دون نتيجة، وتساءل السنى، خلال كلمته، عما إذا كانت ليبيا هى التى تهدد الأمن والسلم الدوليين، أم أن الدول المتصارعة على أرضها هى مصدر هذا التهديد.
وقال إنه لم يترك لليبيين الفرصة للخروج بحلول وطنية دون أن تنال تصديق المجتمع الدولى الذى لم يتوافق لأكثر من 10 أشهر على تمديد ولاية البعثة الأممية، مؤكدًا أن الليبيين يريدون تجديد الشرعية واختيار قياداتهم من داخل الشعب وعقد انتخابات نزيهة.
من جانبه، أعرب المندوب الأمريكى لدى المجلس، جيفرى ديلاورينتيس، عن قلق واشنطن، إزاء تراجع جهود توحيد المصرف المركزى الليبى، وطالب الأطراف الليبية بتنحية المصالح الشخصية وتنفيذ خطة تنتهى بانتخابات حرة ونزيهة، مشيرا إلى أن تأخير الانتخابات يزيد من التوتر والعنف، وأن استخدام عائدات النفط والغاز لشراء الدعم من الميليشيات والمرتزقة الأجانب يزيد من الوجود المسلح ويزعزع الاستقرار.
وعارضت روسيا، خلال الجلسة، تمديد بعثة «أونسميل» الدولية فى ليبيا لمدة عام، وطلبت الاكتفاء ب 3 أشهر فقط، واتهم ديمترى بوليانسكى، نائب المندوب الروسى بمجلس الأمن، الولايات المتحدة، بتغليب مصالحها النفطية على مصالح الشعب الليبى، داعيًا إلى تسوية الخلافات بين القوى السياسية عبر الحوار وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، موضحًا أن الحالة فى ليبيا تعقدت بسبب عدم تكامل وتوحيد المؤسسات.