«العشاء الأخير».. أسرة ضحية «غدر الصحاب»: صديقه قتله بسبب «سلسلة»

استأذن «موزة» سائق، صديقه محمود حجاج، وقال له: «تعال نلعب جولة، ولا شكلك كبرت وعجزت»، لينهى حياته ب5 طعنات فى الصدر والرقبة، بعد خلافهما على سلسلة فضة.
«محمود»، حلوانى، كان يمزح مع صديقه «موزة» ودون قصد قطع سلسلة كان يرتديها وعليها صورة شقيقه، قال له الأخير: «ينفع اللى عملته، أخويا ميت وإنت قطعت صورته؟»، انتهى الموقف باعتذار الأول، ووعد صديقه: «خلاص متزعلش منى هجيب لك واحدة دهب».
بنيةِ حسنّة، وفق والدة «محمود»، توجه ابنها لمنزل صديقه فى فيصل بالجيزة، حاملاً معه وجبة عشاء وتناولاه سويًا، ليستدرجه صاحبه فى دخول مشاجرة معه.
كان «موزة» يضمر شرًا لصديقه، وأخرج من بين طيات ملابسه «مطواة»، وطعنه فى صدره ورقبته، تقول والدة المجنى عليه إن ابنها كان يردد قبل وفاته: «كده تضربنى غدر علشان سلسلة، إحنا لسه واكلين فى طبق واحد»، تكمل الأم: «موزة رش على وجه ابنى إسبراى مخدر علشان ما يشوفش قدام منه».
«موزة» ألقى صديقه إلى الشارع، والتف النّاس حول المجنى عليه وطلبوا سيارة إسعاف، وحضرت أسرته إلى المستشفى، وكانت الفاجعة فى انتظار الأم عند بوابة الدخول وهى تسأل عن مكان تواجد الابن، قال العاملون لها: «ادخلى شوفيه فى التلاجة»، وجدت الابن صاحب ال28 عامًا، جثة هامدة، ناجته بصراخات مدّوية: «قوم يا محمود مليش غيرك».
«نامى إنتى يا ماما وأنا هاجى الصبح».. كانت آخر مكالمة بين الأم وابنها «محمود»، تتذكر توقيتها، كانت الساعة ال5 فجرًا، وعرفت إنه مع صاحبه «موزة»، وبعد ساعتين تلقت اتصالاً من ابنتها «سمر»، تبلغها: «أخويا مات يا ماما.. صاحبه قتله».
والدة المتهم، حاولت إخفاء معالم الجريمة ف«مسحت الشقة»، وسكبت على الأرض وملابس ابنها «حلة عدس»، وزعما أن مشاجرة دارت بين ابنها وصاحبه: «علشان دلق عليه الأكل، وابنى دافع عن نفسه وضربه بسكين غصب عنه».
زوجة المجنى عليه فقدت النطق بعد قتل زوجها، العائل الوحيد لها ونجليهما «آدم»، سنتين، وأنس، 4 أشهر، واستلزمت حالتها الصحية نقلها إلى المستشفى.
«سمر»، شقيقه المجنى عليه، تقول إنّها تكبر أخاها ب10 سنوات «ربيته ولما كبر هو بقى أخويا وصاحبى وأبويا بعد وفاة والدنا»، وتشير إلى أنه كان «حنين»، ويقول للجميع: «أنا ضهر لنفسى وسند لكل النّاس، ولم يبخل على حد فى حاجة».
«سمر»، طالبت بالقصاص: «عارفه إننا فى بلد قانون والقضاء عندنا بيجيب حقوق المظلومين»، مُنهارة تقول: «أخويا مش عارفين نعيش من بعده، كان بيصرف على أمى وبيته وعياله وبيساعدنى».
قاضى المعارضات بمحكمة جنوب الجيزة قرر استمرار حبس المتهم، 15 يومًا على ذمة التحقيقات.