الكنيسة تحتفل بعيد «دخول العائلة المقدسة»

أقامت الكنائس القبطية الأرثوذكسية، أمس، احتفالات ضخمة شملت قداسات وترانيم وقراءات إنجيلية بمناسبة عيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر.
ترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، أمس، قداس عيد مجىء العائلة المقدسة إلى أرض مصر فى كنيسة السيدة العذراء بسخا، كفرالشيخ التابعة لإيبارشية دمياط وكفرالشيخ والبرارى، بمشاركة 12 من أحبار الكنيسة من الآباء الأساقفة، إلى جانب عدد من الآباء الكهنة والرهبان وشعب كنيسة سخا.
وتفقد البابا، لدى وصوله الكنيسة، متحف المقتنيات الأثرية، والذى يعد من أبرز ما يحويه الحجر المنطبع عليه أثر قدم الطفل يسوع، وأيقونة مرسومة على «جلد الغزال» تحوى صورًا لبداية الخليقة وحتى مجىء السيد المسيح، إلى جانب عدد من المخطوطات النادرة.
تولى البابا بعدها خدمة القداس الإلهى، وألقى خلاله عظة القداس التى استهلها بالإشارة إلى أن عيد دخول السيد المسيح أرض مصر هو عيد متميز فى كنيستنا وفى أرضنا وفى تاريخنا.
تناول البابا فى عظته ثلاثة أبعاد خاصة بهذا العيد، وهى البعد الكتابى، وذكر أن كلمتى «مصر» و«المصريين» وردتا فى الكتاب المقدس أكثر 700 مرة، وأن كنيسة مصر تكونت من خلال نبوة: «مُبَارَكٌ شَعْبِى مِصْرُ»، وزيارة: أى زيارة العائلة المقدسة، وكرازة: أى كرازة القديس مارمرقس الرسول فى مصر ونشأة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مشددا على أن هذه الثلاثة ميزة تنفرد بها كنيستنا وسط كنائس العالم.
وحول البعد الكنسى قال البابا إن الكنيسة منذ قرون تحتفل خلال هذا العيد بألحان الفرح، مضيفا أن البعد الوطنى يجسده اهتمام الدولة بمسار رحلة العائلة المقدسة، كميزة سياحية تنافسية.
وأكد البابا أن السيد المسيح بمجيئه إلى مصر بارك المصريين جميعًا، مشيرًا إلى أن هذا التاريخ العريق يؤكد أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة لها جذور فى مصر وفى التاريخ المسيحى.
فى سياق متصل، صلى البابا تواضروس عشية عيد دخول السيد المسيح أرض مصر بدير الشهيدة دميانة فى برارى بلقاس، مساء أمس الأول، بمشاركة عدد من الآباء الأساقفة والكهنة والشمامسة وراهبات الدير، وأبناء الكنيسة.
وعقب انتهاء العشية قدم فريق كورال فقرة من الترانيم، ثم ألقى الأنبا ماركوس، أسقف دمياط وكفرالشيخ، رئيس الدير، كلمة ترحيب وشكر لقداسة البابا الذى بدأ زيارته الرعوية للإيبارشية والدير صباح اليوم.
ألقى البابا كلمة بمناسبة الاحتفال بتذكار دخول العائلة المقدسة إلى مصر، عن كيف يجعل الإنسان أسرته مقدسة لله وسط تحديات العصر وما يقدمه العالم اليوم، وأن تكون الأسرة كما أرادها السيد المسيح لأنه أصل الأسرة، وهو الذى يربطها معًا، وذلك من خلال الحب، والحوار والحرية.
كان قداسة البابا قد التقى راهبات الدير قبل العشية وألقى عليهن كلمة روحية، وزار مزار القديسة دميانة ومزار مثلث الرحمات المتنيح الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفرالشيخ والبرارى ورئيس دير القديسة دميانة السابق، كما استقبل، أمس الأول، فى دير القديسة دميانة ببرارى بلقاس الدكتور أيمن مختار، محافظ الدقهلية وعددا من قيادات المحافظة، وذلك للترحيب بقداسته.
كان قداسة البابا قد وصل دير القديسة دميانة فى بداية زيارته لإيبارشية دمياط وكفرالشيخ والبرارى.
فى الإسكندرية، أقامت الكنائس القبطية الأرثوذكسية قداسات صباحية بحضور شعبى، احتفالا بعيد دخول السيد المسيح ووالدته مريم العذراء ويوسف النجار أرض مصر، فيما يعرف ب«مسار العائلة المقدسة»، والذى يوافق الأول من يونيو من كل عام، وترأس رعاة الكنائس الصلوات، وتمت قراءة نصوص معينة من الإنجيل تتماشى مع الذكرى المقدسة.
وقال القمص إبرام إميل، وكيل عام كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس، راعى الكنيسة المرقسية الكبرى، إن مصر البلد الوحيد فى العالم الذى زاره وباركه السيد المسيح بخلاف فلسطين التى ظهر فيها المسيح، واسم مصر مذكور فى الكتاب المقدس ولعل أشهر النصوص الإنجيلية «مبارك شعبى مصر».
وأضاف، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، أن السيد المسيح وأمه وضعا بركة عظيمة فى مصر أثناء زيارتهما، وهذه البركة بمثابة ذخيرة قائمة على أرض مصر مدى الحياة، وبسببها مصر فى بركة على طول الزمان، مشيرا إلى أن العائلة المقدسة عندما زارت مصر دخلوا من الناحية الشرقية من اتجاه العريش، وزاروا وادى النطرون فى الوجه البحرى، ثم نزلوا جنوبا حتى دير المحرق فى أسيوط، وهو أكثر مكان استمروا فيه ودشن السيد المسيح المذبح الموجود فى الدير ووضع يده الطاهرة عليه وتقدس المذبح، ثم عادت العائلة المقدسة مرة أخرى إلى فلسطين بعد قضاء 3 سنوات وعدة أشهر فى مصر.
وأشاد محسن جورج، عضو المجلس الملى القبطى فى الإسكندرية، باهتمام الدولة بإحياء مسار العائلة المقدسة، باعتباره حدثاً عالميا يفتح مجالات السياحة الدينية وتنشيطها، كما أن اهتمام قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، بجميع الأماكن والأديرة والكنائس التى مرت وعاشت فيها العائلة المقدسة، يعد بمثابة تتويجا للجهود التى اشترك الجميع فيها لإحياء هذا الحدث العظيم، لكى تظل مصر البلد الآمن المبارك.
وقال وجيه رشدى يسى، عضو مجلس الشيوخ عن قطاع غرب الدلتا، الأمين العام المساعد لأمانة المهنيين بحزب مستقبل وطن، إن افتتاح مسار العائلة المقدسة فى وادى النطرون بعد تطوير المنطقة المحيطة به والتى بلغت تكلفتها 80 مليون جنيه، يهدف إلى تعزيز السياحة الدينية فى مصر والترويج لها فى الخارج، خاصة أن مصر لديها من النقاط الأثرية ذات الصبغة الدينية الكثير، من بينها مسار رحلة العائلة المقدسة والذى يعتبر قدسا جديدا للأقباط بعد القدس الشريف لما له من أهمية خاصة لدى الأقباط.
وأضاف أن الدولة بدأت هذه الانطلاقة فى تعزيز السياحة الدينية، تأكيدًا لرسالة السلام والتسامح التى هى عنوان مصر الأبرز على مدار تاريخها، وهى على العهد والوعد بأن تظل ملتقى الحضارات والأديان.
وكان الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، يرافقه اللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، واللواء هشام آمنة، محافظ البحيرة، افتتحوا، أمس الأول، مسار العائلة المقدسة بوادى النطرون بعد تطوير ورفع كفاءة المنطقة المحيطة به، حيث يبلغ طول المسار داخل محافظة البحيرة حوالى 35 كم ذهابًا وإيابًا، وتكلفة عملية تطويره داخل محافظة البحيرة حوالى 80 مليون جنيه، بالإضافة إلى 80 مليون جنيه للقبة البانورامية، ويحتوى على 4 أديرة يتضمنها أيقونات نادرة ومخطوطات نادرة ومزارات».
وفى المنيا، شهدت احتفالية مولد السيدة العذراء، بمنطقة جبل الطير، عدة قداسات وطقوس دينية، إضافة إلى الفلكلور الشعبى المتنوع، مثل (زفة المعمودية)، وتختتم الفعاليات ظهر اليوم.