«رحلة قاسية تنتظر الدعم».. السرطان يهدد حلم كمال بالنجومية

عندما تصل إلى قرية «العلاقمة» بمركز ههيا بمحافظة الشرقية، لن تجد صعوبة في الوصول إلى منزل بطل قصة اليوم، فالجميع سيشير لك إلى منزله عندما تسئل «عايز أروح لكمال لاعب نجوم المستقبل»، عندما اقتربنا أكثر وتبادلنا الحديث مع بعض أهالي القرية عرفنا السبب، فكمال هو فرس رهان القرية بين القرى المحيطة والمراكز داخل محافظة الشرقية.
عرف الأهالي، كمال مبكرًا، وبالتحديد خلال المرحلة الإبتدائية بعدما ظهرت موهبته الفذة وهو ما دفع نادي نجوم المستقبل إلى ضمه وهو ابن ال9 سنوات، ليترك محافظة الشرقية ويذهب للإقامة في السكن الخاص بمدينة 6 أكتوبر من وقتها وحتى قبل عدة شهور لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.
ظل كمال رضا اللاعب الأفضل في المراحل السنية المختلفة لنادي نجوم المستقبل وهو ما تظهره الصفحة الرسمية للنادي والتي احتفت في أكثر من مناسبه بمهاراته الملفته والتي كان من بينها هدف رائع في مرمى فريق الزمالك.
استمر كمال في السير نحو حلمه مبتعدًا عن قريته وبيته لمدة لنحو 10 سنوات، الأمر يسير بشكل جيد والمؤاشرات تؤكد أن محطة النجومية اقتربت، فاللاعب يقدم مستويات رائعة ويحظى بتقدير من المدربين والإدارة تضعه ضمن قائمة مستهدفة للتسويق وتنمية الموارد.
لم يتوقع كمال أن يتعرض للإيقاف الإجباري بعدما هاجمه مرض السرطان أثناء موسمه الحالي.
بدأ الأمر بشعوره بآلام في منطقة الصدر وحاول طبيب الفريق علاجه بالمسكنات المعتادة للاعبين والتأهيل من الكدمات، ولكن دون استجابة، ورغم الشكوى المتكررة إلا أنه لم يتوقف عن المشاركة في المباريات.
وطلب الطبيب من اللاعب ضرورة إجراء فحوصات لأن الأمر يبدو غريبًا وغير مفهومًا خاصة أن الكشف الظاهري لا يظهر مشاكل صحية.
وعن بداية رحلة العلاج يقول كمال: «أخبرت والدي وطلب مني العودة وإجراء الفحوصات على نفقته، لتظهر إصاباتي بورم خبيث في منطقة الصدر، ولجأنا إلى أكثر من طبيب داخل محافظة الشرقية لكنهم أجموت على صعوبة الجراحة وضرورة البحث عن طبيب في القاهرة يقبل بهذه المخاطرة».
واستقرت الأسرة على إجراء التدخل الجراحي في العاصمة رغم خطورته وتأكيد الطبيب بأن نسبة النجاح لا تتجاوز النصف، ونجح التدخل الجراحي في إزالة الورم«.
لم يكن غياب الدعم اخر التحديات والأحزان التي يعاني منها كمال، وذلك بعدما أخبره الطبيب بظهور ورم جديد في نفس المكان وتوقف أعصاب اليد اليمنى وهو ما سبب عجز عن تحريك أصابعه«.
ويتمسك «الموهوب» بالتغلب على التحدي وتجاوز المرض من أجل العودة مجددًا إلى الملاعب وتحقيق الحلم الذي بدأ السير نحوه منذ 10 أعوام، فقد سبق له التغلب على غرابة الطرق والبعد عن أسرته وهو ابن العاشرة.
أما الد كمال، فهو يمتلك مشاعر مختلطة بين الرضا بالقدر والحزن حيث يقول: «تعاملت مع كمال على أنه رأس مالي شعرت وكأنه برج أقوم بتشيده وأصبح يكبر يوم بعد يوم، ثم فوجئت بالبرج يسقط مرة واحدة دون مقدمات»، ويضيف «أنا من علمته كرة القدم وجعلته يحب الرياضة بشكل عام نظرًا لشغفي بها أن الآخر».
ويواصل الأب رضا: «كمال ضحى بكل شيء من أجل نجوم المستقبل وكل مدير قطاعي الناشئين اللذين مرو على النادي عبرو عن إعجابهم الشديد ومنهم ياسر ريان نجم الأهلي السابق، ظل 9 سنوات في النادي وخلال إجازاته كان أبناء القرى المجاورة يأتون إليه بالسيارة لمشاركتهم اللعب في الدورات التنافسية».
ويكمل: «انتظرت موقف مختلف من إدارة النادي معنويا قبل ماديا، الأمر ليس بهين فإبني يعاني مرض خطير يهدد حياته وكان يجب عليهم التضامن والمساندة».
وأتم والد كمال حديثه: «أنا لا أتحدث من أجل ابني ولكني الآن أدرك مفهوم أكبر وهو مصير لاعبين النائشين في مصر اللذي يتعرضون للإصابات والمرض، هل يجدون نفسهم بدون مقدمات في الشارع ودون مساندة؟».
ويستعد كمال رضا لخوض مواجهة جديدة ضد مرض السرطان حيث سيخضع لتدخل جراحي للوقوف على اأسباب ظهور الورم مرة أخرى وتوقف عصب اليد اليمني.