هل سمعت من قبل باليوم العالمي لأورام الرأس والرقبة.. هل نعلم انها تمثل 8٪ من اجمالي اصابات الاورام السرطانية في مصر.. هل تنتظر التوقف عن التدخين اذا علمت انه السبب الرئيسي للاصابة بها؟ كل هذه الاسئلة واجاباتها واكثر ستكون محور المشاركة المصرية الاول في هذا اليوم العالمي الذي نشارك به بمشاركة 53 دولة علي مستوي العالم من خلال جمعية أورام الرأس والرقبة المصرية برئاسة د. محمود بسيوني ود. ايمن عبدالوهاب سكرتير عام الجمعية وبمشاركة عدد من اطباء الاورام بكليات الطب من جامعات عين شمس والقاهرة والزقازيق. يوضح د. محمد عبد الغني مدرس مساعد بقسم الجراحة بمعهد القومي للاورام ان اورام الرأس والرقبة تشمل جميع الاورام التي تظهر في هذه الاماكن ومنها اورام الغدد الدرقية والتي تأتي نتيحة التعرض للاشعاعات المنبعثة من المصانع والتلوث الصناعي، وكذلك امراض الغدد النكافية وسرطان اللسان والشفتين والفك والفم والبلعوم والحنجرة، ويلفت إلي ان السبب الرئيسي لهذه الاورام هي التدخين والكحوليات والملوثات بشكل عام وقد يكون بعضها لاسباب وراثية، ويقول لنا ان هذه الاورام تصل نسبتها 8٪ من اجمالي الاورام السرطانية الاخري في مصر وتتشكل منها نسبة 5٪ لاورام اللسان والبلعوم والحنجرة وهي الاورام التي يصاب بها الشخص نتيحة التدخين، بينما تبلغ نسبة اورام الغدة الدرقية 1.3٪،والجلد 1.2٪، والمثير ان هذه الاورام ليست كغيرها بمعني ان الاورام السرطانية الاخري كسرطان الكبد او المعدة او البنكرياس تنتشر في باقي الجسد وقد تنتهي بالموت السريع بعد فترة محددة، بينما اورام الرأس والرقبة لا تؤدي إلي الموت،ولكنها تقوم بتغيير نظام المعيشة للمريض ما بعد العملية الجراحية وهو ما يسمي» live style» حيث تبدأ ازمة المريض نفسيا. ويوضح لنا علي سبيل المثال المريض الذي يعاني من اورام بالحنجرة يتم استئصال هذا الجزء ويتم الاستعانة ب «صفارة» عوضا عن الحنجرة وبالتالي سيظل هذا المريض باقي عمره لا يستطيع التحدث وهو ما يمثل ضغطا نفسيا كبيرا علي المريض خاصة ان في مصر لايوجد اهتمام بخدمة المريض ما بعد العملية ورعايته اجتماعيا واعادة دمجه مع المجتمع من جديد، وكذلك الامر بالنسبة لباقي الاعضاء في منطقة الرأس والرقبة، حيث بعد اجراء المريض للعملية الجراحية يصبح وجهه مشوها - اذا جاز التعبير - وبالتالي يحرص علي تغطية وجهه حتي لا يراه احد،نظرا لصعوبة تخيل الشكل من قبل اي شخص يراه. واكد ان موت المريض المصاب باي نوع من هذه الامراض السرطانية في هذا الجزء يكون بسبب الاختناق بسبب تضخم حجم الورم في الوجه او الرقبة، مشيرا إلي ان كثيرا من العمليات الجراحية التي تجري للحالات المتقدمة تدخل تحت مسمي « العمليات الميكروسكوبية» ويتم خلاها ترقيع الجزء المتورم بعد استئصاله إما بعظمة او قطعة من الجلد من قدم الضحية وقد يكون الجزء المتأصل عينا او اذنا. واضاف أن معهد الاورام يقوم باجراء ما يقرب من 800 عملية جراحية في العام الواحد بينها 50 عملية جراحية ميكروسكوبية دون مقابل مادي، في حين تبلغ تكلفة العملية الجراحية الواحدة في اي مستشفي خاص نحو 50 الف جنيه تقريبا،كما ان هذه الامراض لا تنتشر في الدم او باقي جسم المريض علي عكس الاورام السرطانية الاخري كسرطان القولون او الكبد او المعدة. واوضح د. محمد عبد الغني ان هدف الاحتفال بيوم اورام الرأس والرقبة العالمي والذي تشارك فيه مصر لاول مرة هو التوعية المبكرة للمجتمع والاطباء خاصة الذين يعملون في القري والنجوع وكذلك اطباء الانف والاذن والحنجرة والجلدية والاسنان لانهم اول من يستطيع كشف مثل هذه الاورام، فالوقاية خير من العلاج، حيث ان الاكتشاف المبكر للمرض يمكن علاجة في اسرع وقت، ونصح اي طبيب يستقبل اي مريض يعاني من اي ورم ما حتي ولو ظهر هذا الورم بحجم «حبة الارز» ان يقوم بتحليل هذا الورم للتأكد من نوعه ويقول: للاسف كثير من الحالات التي يستقبلها معهد الاورام حالات متقدمة تكاسلت واستسهلت للعلاج لدي اطباء ليس لديهم خبرة كافية، مؤكدا ان 40 ٪ من الحالات التي تعاني من الاورام السرطانية بالرأس والرقبة هي حالات «مرتجعة « اي حالات قامت باجراء اكثر من عملية جراحية لنفس الورم وهذا بسبب عدم خبرة الاطباء الكافية، وتصل نسبة نجاح تلك العمليات الجراحية إلي 60٪ بالنسبة للحالات المتقدمة العنيفة، مؤكدا ان نسبة النجاح تكون بنسة عالية حين يتم اكتشاف الورم مبكرا. وداخل المعهد كانت لنا جولة التقينا فيها مع هناء عبدالله محمد 34 عاما ضحية الاهمال الاطباء وعدم الكشف المبكر.. يحكي والدها انها اصيبت منذ 6 اشهر تقريبا بورم صغير بالغدة الدرقية وذهب بعدها إلي عدة اطباء في بلدته بالشرقية، واجميعهم اجبروه ان ابنته تعاني من ورم بسيط سيتم علاجه بالأدوية، الا ان مع مرور عدة اشهر، فوجئت ابنته بانتشار التورم إلي جبهتها، فنصحه اقارب له بزيارة د. اشرف شوقي مدير العمليات بالمعهد القومي الذي اخبرهم بمرض هناء الحقيقي، واضاف والد المريضة ان ابنته محجوزة في الوقت الحالي بالمعهد تمهيدا لاجراء جراحة لها. اما زوجة المريض محمد مصطفي علي «50 سنة»، فقد كان زوجها يعاني من ألم في ضرسه منذ عام، وتوجه إلي طبيب اسنان بمنطقتهم واخبره انه ورم بسيط وسوف يزول مع الادوية، وكانت النتيحة ان تضخم حجم الورم،وعندما توجه إلي طبيب الاسنان مرة اخري اخبره بضرورة خلع الضرس، ولكن زاد حجم التورم، مما اضطره إلي الحضور لمعهد الاورام للكشف، وعلم انه مصاب بسرطان في الفك، واضافت زوجة المريض ان زوجها سيخضع لعملية جراحية خلال ايام وقد تم حجزه بالمعهد. خد بالك من رقبتك وكل قطعة في دماغك.. لا تهمل فمعظم الأورام قد تكون من دمل بسيط.. والأهم: أقلع عن التدخين فورا.