«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سرطان الثدى.. وحش يمكن ترويضة

«سرطان الثدى وحش يمكن ترويضة».. لم أصدق صديقى الجراح حين قال لى إن نسبة الشفاء من المرض، تجاوزت 97%، لكن هذه النسبة مشروطة بعبارة «الاكتشاف المبكر»!، إنها كلمة السر ومفتاح اللغز وحل الشفرة، بالاكتشاف المبكر ستصير جراحة سرطان الثدى أسهل من جراحة اللوز!.. وفى هذا الملف ستتعرفين سيدتى على كيفية الفحص الذاتى وأهمية «الماموجرام» وعلامات الخطر، التى لابد أن تضاء لها اللمبة الحمراء.
د. محمد شعلان : العنوسة والوجبات السريعة ترفعان معدلات الإصابة.. والمساندة النفسية أهم عوامل التأقلم معها
قال الدكتور محمد شعلان، أستاذ جراحة الأورام بالمعهد القومى للأورام، رئيس المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدى، إن ثلث السيدات اللاتى تتم معالجتهن فى المعهد مصابات بسرطان الثدى، وإن معدلات الإصابة بالمرض ستتزايد فى الفترة المقبلة، بسبب العنوسة والتلوث والحقن بالهرمونات والوجبات السريعة.
أضاف «شعلان» فى حواره ل«المصرى اليوم»: «فى لجنة الصحة وأمانة السياسات بالحزب الوطنى، لدينا ورقة عمل السرطان فى مصر، مما يعكس اهتمام القطاعات الحكومية والحزبية والأهلية بتلك المشكلة الصحية، ولفت إلى أن الميزانية المخصصة لعلاج سرطان الثدى فى أمريكا، وصلت إلى 10 مليارات دولار العام الماضى، فى الوقت الذى تخصص فيه وزارة الصحة فى مصر حوالى 3 مليارات دولار لجميع قطاعات الصحة.. وإلى نص الحوار:
■ بداية ما معدلات الإصابة بسرطان الثدى فى مصر؟
- سرطان الثدى رقم (1) بين معدلات الإصابة بالمرض، الذى يصيب المرأة فى العالم ومصر، لكن للأسف لا توجد لدينا إحصائيات دقيقة أو سجل شامل لجميع المرضى، إنما المصدر الموثوق به فى مصر هو بيانات وأرقام المعهد القومى للأورام فى جامعة القاهرة، ووجدنا أن ثلث السيدات اللاتى تتم معالجتهن فى المعهد مصابات بسرطان الثدى، وهو ما يعطى لنا مؤشرا بحجم المشكلة.
■ ما أبرز المشكلات التى تواجه مكافحة سرطان الثدى فى مصر؟
- عدم الاكتشاف المبكر للمرض ووصول الحالات لمرحلة متأخرة، كما أن تكلفة علاج سرطان الثدى باهظة جداً، فالميزانية المخصصة لعلاج سرطان الثدى فى أمريكا مثلاً، وصلت إلى 10 مليارات دولار العام الماضى، أما وزارة الصحة فى مصر، فتخصص حوالى 3 مليارات دولار لجميع قطاعات الصحة، من أبنية وعلاج ورواتب وإسعافات وغيرها، ومن المنتظر زيادة عدد المصابات بسرطان الثدى.
■ لماذا؟
- بسبب العنوسة وانتشار الوجبات السريعة، وقلة الرياضة، والسمنة، والحقن بالهرمونات، والتلوث.
■ دائماً نصطدم ببعض العوامل الثقافية والاجتماعية فى التعامل مع مرض مثل سرطان الثدى.. كيف يمكن تغيير هذه النظرة؟
- ثقافة المجتمع المصرى عن المرض تنحصر فى مقولة «الشر بره وبعيد، ما هى حلوة وزى الفل أهى»، لأن المجتمع المصرى «شرقى وعاطفى» ومختلف عن الغرب، لذا على المرأة اكتساب معرفة بسيطة عن المرض، على خطى مقولة «اعرف عدوك» لأن المعرفة فى الأساس «قوة»، ولا أنكر أن «حاجز الصمت» لدى السيدات فى مصر انكسر بفعل جهود ونشاطات وحملات التوعية فى القطاعات الحكومية والمؤسسات الأهلية.
■ على من تقع مسؤولية مكافحة المرض.. وهل لدينا استراتيجية لمواجهته؟
- لا توجد حكومة فى العالم تستطيع وحدها تحمل مسؤولية علاج السرطان، ولابد من تدخل المجتمع المدنى لتخطى المشكلة، وأكبر مثال على ذلك هو مستشفى سرطان الأطفال 57357 والمعهد القومى للأورام، ونحن فى لجنة الصحة وأمانة السياسات بالحزب الوطنى، لدينا ورقة عمل عن السرطان فى مصر، مما يعكس اهتمام القطاعات الحكومية والحزبية والأهلية، بتلك المشكلة الصحية.
■ بماذا تنصح المرأة للوقاية من المرض أو اكتشافه مبكراً؟
- الفحص الذاتى للكشف عن أى تغيير أو استشارة طبيب النساء الخاص بها، وعمل أشعة «الماموجرام» بصفة دورية.
■ ماذا تفعل المرأة إذا اكتشفت إصابتها بالمرض؟
- حالات سرطان الثدى تمر بثلاث مراحل بعد التشخيص.. من بينها الجراحة باستئصال الثدى بشكل جزئى أو كلى، إلا فى حالة زيادة انتشار الورم، فلا تصبح هناك حاجة لعملية الجراحة أو الاستئصال، وهناك أيضا العلاج الإشعاعى، وفائدته الوقاية الموضعية، وهناك أيضا العلاج الكيميائى، وأغلب المصابات فى مصر يخضعن لهذا العلاج للقضاء على أى خلايا مسرطنة فى الجسم، وهناك العلاج الهرمونى، لمعالجة هرمون الاستروجين.
■ تمر المرأة المصابة بالمرض بظروف نفسية صعبة.. كيف يمكن مساندتها فى هذه المرحلة؟
- الأهم هو عوامل التأهيل والمساندة للزوجات، فالمرأة عندما تدرك أنها مصابة بسرطان الثدى تصاب بصدمة نفسية وعصبية من صدى المرض على حياتها وأولادها أو فقدان زوجها والتعرض للطلاق، لذا علينا مساندتها بطرق مختلفة، مثل مجموعات المساندة التى تضم نساء أخريات، تجاوزن تلك الأزمة بعد معرفتهن للمرض وإقامة رحلات تجمعهن سوياً لنقل الخبرات والمعرفة، ومن بين جهود المساندة التى تقدمها المؤسسة للمصابات توزيع «باروكات» للشعر، بسبب فقدان الشعر أثناء العلاج الكيماوى، وتوفير «شرابات الضغط» للمصابات بتورم الذراعين، بسبب إزالة الغدد الليمفاوية تحت الإبط فضلاً عن توفير الغسالات لهن بسبب صعوبة ممارسة الأعمال المنزلية، مثل الغسيل والنشر، وإنتاج البديل الصناعى للثدى بعد استئصاله بفعل الجراحة.
■ عقدت المؤسسة على مدار عامين «سباق مصر من أجل الشفاء» وحقق نجاحاً كبيراً.. كيف جاءت فكرته؟
- كنت منذ عدة سنوات فى مؤتمر صحى بالمجر، وأجرى سباق خيرى على كوبرى مشهور هناك، ففكرت فى عمل مماثل فى الهرم لإرساله للعالم كله من أكثر المواقع الحضارية، وبالفعل نجح نجاحاً كبيراً، ولم أتوقع رد الفعل المحلى والعالمى، تجاه السباق الذى أقيم فى الهرم، تحت رعاية السيدة الفاضلة سوزان مبارك، وفوجئت برغبة السيدات المصريات فى ارتداء ال«تى شيرت» الخاص بحملة مكافحة سرطان الثدى فى العالم، التى تخطط إسرائيل حالياً لتنظيم حملة مشابهة لها العام الجارى.
نبيلة.. صارعت المرض 28 عاماً وانتصرت عليه مرتين
حب الحياة منحها الصلابة فى مواجهة المرض الشرس، عاشت بين الألم والأمل تترقب منذ أن أخبرها الطبيب بأنها مصابة بسرطان الثدى، فظلت تقاوم لمدة تجاوزت 28 عاماً حتى انتصرت على مرضها مرتين.. إنها الإسكندرانية نبيلة علام التى أصبحت حالياً تعيش بلا مرض وتنعم بحياة وصحة ممتازة.
كانت كعادتها فى صباح أحد الأيام تعد نفسها للذهاب إلى النادى، لتمارس رياضتها المفضلة وهى المشى، وأثناء ارتداء ملابسها لامست يدها مصادفة مكاناً صلباً وغريباً فى ثديها، فأصابتها الريبة، وتحول مسارها من النادى الرياضى إلى الطبيب، وهناك قال لها بصراحة «إنت عندك سرطان الثدى، ويجب التدخل الجراحى فورا لإزالته».
«حينها وقفت مذهولة من كلام الدكتور وأدمعت عيناى».. هكذا قالت لنا نبيلة وهى تحكى قصتها متذكرة لحظات حرجة، وأضافت «كان ذلك سنة 1982 ومكنش فيه توعية عن مرض السرطان عموما، وكان مشهورا فى حديث الناس باسم المرض الوِحِش، ومكنش حد يستطيع أن يتجرأ ويقول إنه مصاب بمرض سرطان الثدى لطبيعة المجتمع فى ذلك الوقت، لكننى لم أتحمل الصدمة ورجعت وصارحت زوجى، ولم أقل لوالدى أو والدتى شيئا».
ذهبت «نبيلة» لعدة أساتذة وأطباء، لتتأكد من إصابتها حتى أيقنت أنها فى مواجهة مع مرض عنيد، وأنها أوشكت على فقد جزء من أنوثتها لكن طمأنها الأطباء، مؤكدين لها أن المرض لا يزال فى مراحله الأولى ويمكن علاجه والشفاء منه تماماً.
أضافت «نبيلة»: «على الفور بدأ زوجى إعداد ترتيبات السفر خارج مصر، لأنه فى ذلك الوقت لم نعرف أن هناك جراحين ماهرين مصريين يقومون بعمليات جراحة سرطان الثدى، وأن هناك أجهزة حديثة لكشف وتشخيص حالة المرض بالتحديد»، وتابعت: «أجريت جراحة بالخارج كلفت زوجى الكثير من المال لا أعلم تكلفتها تحديدا ورجعت من الخارج بعد استئصال الثدى كاملا».
لحظات صعبة كانت تطاردها، تداخل فيها الألم والشك والرهبة من عدم نجاح العملية، لكنها كانت دوماً- حسب قولها- تتغلب عليها بصبرها وإيمانها مما جعلها تقول وهى تحكى «المرض زى العدو اللى بيصارع خصمه لو الإنسان استكان له سيقضى عليه ولو واجهه سينتصر عليه».
وتابعت «نبيلة» أنها التزمت بتعليمات الطبيب وأخذت تجرى كشفا ذاتيا كل يوم على حالة الجراحة، كما كانت تتابع مع أحد الأطباء المصريين كل شهر حالتها الصحية حتى أكد لها الأطباء أن المرض هجر جسدها «حينها شعرت بأنها ولدت من جديد وأيقنت أن الصبر مفتاح الفرج»- على حد تعبيرها.
لم يمض سوى بضعة أشهر وأثناء تفحصها مكان الجرح المندمل اكتشفت أن هناك جزءاً صلباً بدأ يظهر من جديد، فانزعجت وهرولت إلى الطبيب المتابع لحالتها، فأوضح لها أن السرطان عاد ليهاجمها مرة ثانية، لكنه طمأنها بأن ذلك وارد حدوثه فقد تشعبت إحدى الخلايا المصابة أثناء العملية الجراحية وهذا غير مقلق نهائيا.
عادت «نبيلة» من جديد إلى العيش فى رعب بعد أن كانت تعتقد أن الإصابة لن تعود لها ثانية، وقالت «حسيت إن المرض هيقضى علىّ ومفيش فايدة لكنى صمدت حتى النهاية وذهبت للطبيب واستأصل الورم الجديد وبدأت أجرى علاجاً إشعاعيا لعدة أشهر وأتابع حالتى مع الطبيب حتى أكد لى الأطباء أن المرض ذهب بلا رجعة».
مرت 28 عاماً على إصابة «نبيلة» ولم يعد إليها المرض مرة أخرى حتى وقتنا هذا وعادت لحياتها الطبيعية مرة أخرى وحاليا تجاوزت الستين عاما وتنعم بصحة جيدة.
نصائح ذهبية لاكتشاف «الوحش»
«الماموجرام».. أحد أنواع الأشعة المتقدمة، المستخدمة فى الكشف عن سرطان الثدى، باستخدام أشعة «xray»، التى تقوم بتصوير الثدى بدقة، وتعطى صورة مفصلة لجميع أجزاء الثدى، وتظهر الأجزاء الغريبة عن التكوين الطبيعى له، وينصح الأطباء بضرورة الكشف الذاتى عن الثدى بشكل دورى، والذهاب للطبيب حتى فى حالة عدم وجود أورام غريبة، حسب الفئة العمرية للمرأة.
فى البداية قالت د. حنان جويفل، استشارى الأشعة التشخيصية لأمراض الثدى، إن أشعة «الماموجرام» من أهم الوسائل الحديثة المستخدمة فى الكشف المبكر عن سرطان الثدى، وهى عبارة عن أشعة رقمية عالية التقنية والدقة فى نتائجها، حيث تكشف عن وجود أورام أو بدايات ظهور لأورام، ويحب أن تجرى المرأة بداية من عمر ال40 عاماً، فحصاً بهذه الأشعة للتأكد من سلامة ثديها. وعن أماكن وجود أشعة «المامو جرام» قالت د.حنان «إنها تنتشر فى معظم مراكز الأشعة، ويتراوح سعرها بين 100 و600 جنيه ، كما تقدم مجاناً فى سيارات الفحص المتنقلة، التابعة لوزارة الصحة ضمن المشروع القومى لعلاج سرطان الثدى فى أغلب محافظات مصر». وحول طرق الكشف المبكر عن سرطان الثدى أكدت أن أهم عوامل نجاح علاج سرطان الثدى هو اكتشافه فى وقت مبكر، لأن الأبحاث أثبتت أنه فى حالة اكتشاف الورم فى حجم 1.5 سنتميتر أو أقل، يصبح من السهل علاجه بتكلفة بسيطة، عن طريق إزالته دون الإضرار بالثدى، مشيرة إلى أنه إذا تم اكتشافه فى وقت متأخر، عندما يصل لحجم 4 سنتميتر، يصبح العلاج صعباً ومكلفاً مادياً على المريض، ويستوجب استئصال الثدى فى أحيان كثيرة. ووجهت د. حنان عدة نصائح للكشف عن أورام الثدى مبكراً منها: أن تقوم السيدة أو الفتاة بداية من 20 سنة، بفحص ثديها ذاتياً، كل شهر للتأكد من عدم بروز أى مناطق غريبة فى الثدى أو وجود أى أورام بسيطة، وأن تجرى المرأة بداية من سن 20 إلى 40 سنة، فحصاً إكلينيكياً تحت إشراف الطبيب كل 3 سنوات.
وأضافت: «المرأة بعد سن ال40، يجب أن تجرى فحصاً لدى الطبيب كل سنة، وفى حالة ظهور أى حالات إصابة بين الأقارب يجب أن تبدأ الفحص عند الطبيب بداية من 35 سنة لاحتمال ظهور إصابة وراثية، وحول السيدات بعد سن ال40، فقالت إنهن يجب أن يجرين فحصاً بأشعة «الماموجرام»، وهى أحد أنواع الأشعة التشخيصية المخصصة للكشف عن سرطان الثدى، وفى حالة اكتشاف المرض، يجب بدء العلاج فورا، فإذا كان الورم أقل من 1.5 سنتيمتر يجب استئصاله، وإذا وصل لحجم 4 سنتيمتر قد يصل الأمر لاستئصال الثدى لذا يجب الفحص الدورى لمعرفة حالة الثدى.
احترسى من السمنة والتدخين وتأخر «سن اليأس»
هناك عدة عوامل تساهم فى عدم استفحال المرض وسهولة الشفاء منه وأخرى تجعل الأمر صعباً وتزيد المرض توحشاً وتعقيداً.
عوامل الخطر التى يمكن السيطرة عليها:
■السمنة.
■ تناول حبوب منع الحمل لمدة 5 سنوات أو أكثر.
■ إنجاب الطفل الأول بعد سن الثلاثين.
■ عدم الإنجاب.
■ التدخين.
■ العلاج بالهرمونات لمعالجة أعراض سن اليأس.
■ التعرض لكمية كبيرة من الإشعاع.
عوامل الخطر التى لا يمكن السيطرة عليها:
■ التقدم فى العمر.
■ إصابة سابقة بسرطان الثدى.
■ تاريخ عائلى بإصابة أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى بسرطان الثدى.
■ جينات سرطانية كامنة فى الثديين.
■ بدء الدورة الشهرية الأولى فى سن مبكرة.
■ بدء سن اليأس بعد عمر 55 (تأخر انقطاع الدورة الشهرية).
■ فحص عينة من نسيج الثدى، وتبين احتوائها على خلايا غير طبيعية.
علامات الخطر:
أثناء فحص الثدى، لابد من الانتباه لظهور إحدى العلامات التالية التى تستوجب استشارة الطبيب فى أسرع وقت، وتشمل وجود:
- كتل أو عقد فى أنسجة الثديين.
- تورم أو سخونة أو احمرار فى الثديين.
- تغيير فى حجم أو شكل الحلمة أو الثدى.
- ظهور تجاعيد على جلد ثدييك.
- حكة أو تقرح أو تقشير على الحلمة.
- انبعاج الحلمة أو الإحساس بشدها للداخل.
- خروج إفرازات من الحلمة بشكل مفاجئ.
لا بديل عن زراعة الثدى أحياناً والعملية «مجاناً» فى «قصر العينى»
قد تشعر مريضات سرطان الثدى، بعد إجراء عمليات الاستئصال الكلى للثدى، بافتقادهن جزءاً من أنوثتهن، ويؤثر ذلك بشكل قاتل على حالتهن المعنوية، لكن مع التقدم العلمى فى المجال الطبى أصبح من الممكن إجراء عمليات تجميل فى نفس وقت إجراء جراحة الاستئصال، لكن هناك حالات لا تناسبها عمليات التجميل.
من جانبه، قال الدكتور فتحى خضير، أستاذ جراحة التجميل بطب قصر العينى، إن هناك مراحل يمر بها المرض، وعلى جراح التجميل أن يعرف حالة المريضة، وفى أى مرحلة بالتحديد، وأضاف: «هناك 4 مراحل يمر بها مرض سرطان الثدى، المرحلتان الأولى والثانية يكون الورم فى بداياته، ويتم اكتشافه مبكراً، وفى هذه الحالة يمكن إجراء عملية جراحية تجميلية أثناء إجراء جراحة الاستئصال. وتابع: «فى المرحلة الثالثة للمرض يزيد حجم الورم، وينتشر فى الغدد الليمفاوية، وفى هذه الحالة لا نستطيع التدخل المباشر بعد استئصال الثدى، إلا بعد أن تجرى المريضة العلاج الكيماوى أو الإشعاعى، حتى تتأكد من اختفاء وإزالة جميع بقايا الخلايا السرطانية من الجسم، وبعد التأكد من شفاء المريضة يمكن أن يجرى جراح التجميل عملية بناء الثدى».
وشدد «خضير» على أن مريضات سرطان الثدى فى المرحلة الرابعة من المرض، من المستحيل التدخل جراحياً لإعادة بناء الثدى وإجراء عمليات التجميل، وأوضح أن عملية إعادة بناء الثدى لها طريقتان، الأولى أن يقوم جراح التجميل بأخذ أنسجة، ويتم زرعها مكان الثدى، والطريقة الثانية يستخدم فيها الجراح أكياس السيليكون المستوردة، ويقوم بوضعها أسفل العضلة الضامة بالصدر، لتحل مكان الجزء الذى تم استئصاله.
وحول تكلفة عمليات بناء الثدى لمرض السرطان، أكد أنه إذا تم إجراء العملية فى المستشفيات الحكومية بقصر العينى فإنها ستتم مجاناً، أما إذا أجرتها فى المراكز والمستشفيات الخاصة، فستكون تكلفتها أقل من 10 آلاف جنيه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.