«جدرى القرود» ينتشر فى أوروبا.. وبلجيكا وبريطانيا تفرضان الحجر الصحى

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن العالم يواجه تحديات هائلة، أصبحت تشمل جائحة فيروس كورونا، والحرب فى أوكرانيا، وجدرى القرود.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم، فى تصريحات أمس الأول: «بالطبع فإن وباء كورونا ليس الأزمة الوحيدة فى عالمنا، ففى الوقت الذى نتحدث فيه، يتصدى زملاؤنا فى جميع أنحاء العالم لتفشى فيروس إيبولا فى جمهورية الكونغو الديمقراطية، وجدرى القرود والتهاب الكبد مجهول السبب والأزمات الإنسانية المعقدة فى أفغانستان، والصومال، وأوكرانيا».
وأوضح «أدهانوم» خلال مناقشة خبراء المنظمة لتفشى مرض جدرى القرود فى 15 دولة خارج إفريقيا، فى جنيف: «نواجه اتحادًا هائلًا بين الأمراض والجفاف والمجاعة والحرب، يغذيها تغير المناخ والظلم والتنافس الجيوسياسى».
من جانبه، سعى الرئيس الأمريكى، جو بايدن، إلى تهدئة المخاوف بشأن حالات الإصابات الأخيرة بفيروس جدرى القرود، عقب تصريحاته الأخيرة والتى وصف فيها الفيروس بأنه «يدعو للقلق»، مشيرًا إلى أنه لا يرى ضرورة لفرض إجراءات حجر صحى صارمة.
وقال «بايدن» فى تصريحات خلال زيارته الرسمية إلى اليابان: «لا أعتقد أن الأمر يرتفع إلى مستوى القلق الذى شهدناه مع فيروس كورونا» مضيفًا: «أن لقاح الجدرى يعمل أيضًا ضد جدرى القرود»، وردًا على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة لديها مخزون كافٍ من هذا اللقاح للتعامل مع انتشار جدرى القرود، أجاب بايدن: «أعتقد أن لدينا ما يكفى للتعامل مع احتمال حدوث مشكلة».
إلى ذلك، أعلنت بريطانيا العزل 21 يومًا لمن خالط عن قرب مصابًا بالمرض، وشددت الحكومة البريطانية على أن الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة للخطر، موضحة أنه سيتم تأكيد مزيد من الإصابات خلال الفترة المقبلة.
وحذرت وكالة الأمن الصحى فى المملكة المتحدة، من خلال الإرشادات المحدثة الصادرة عنها، المعرضين لخطر الإصابة بالعدوى بالابتعاد عن النساء الحوامل والأطفال دون سن 12 عامًا، والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.
بدورها، طالبت الدكتورة سوزان هوبكنز، كبير المستشارين الطبيين فى وكالة الأمن الصحى البريطانية، أى شخص يعانى من طفح جلدى يشبه جدرى الماء ومرض فيروسى بالاتصال بالطبيب فورًا.
وتم تأكيد وجود العدوى فى إيطاليا، السويد، إسبانيا، البرتغال، الولايات المتحدة، كندا، وكذلك بريطانيا، حيث تم الإبلاغ عن أول حالة أوروبية، وتقول منظمة الصحة العالمية إنه يجرى التحقيق فى 50 حالة أخرى مشتبه فيها.
ويمكن أن ينتشر جدرى القرود عندما يكون شخص ما على اتصال وثيق بشخص مصاب. ويمكن للفيروس أن يدخل الجسم من خلال الجلد المجروح، أو من خلال العينين أو الأنف أو الفم.
ولم يتم وصف هذا المرض سابقًا على أنه عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسى، ولكن يمكن أن ينتقل عن طريق الاتصال المباشر أثناء ممارسة الجنس.
وكانت أحدث الحالات فى بريطانيا لرجال مثليين أو مزدوجى التوجه الجنسى، ما دفع وكالة الأمن الصحى فى بريطانيا إلى تشجيع الرجال الذين لديهم ممارسات جنسية مثلية، على أن يحذروا من ظهور أى طفح جلدى أو جروح غير عادية، وطلبت منهم السلطات الاتصال بخدمة الصحة الجنسية المحلية، إذا كانت لديهم مخاوف، وحذر أطباء من أن مرض جدرى القرود قد يكون له «تأثير هائل» على خدمات الصحة الجنسية وقدرتها على تقديمها للمحتاجين إليها.
إذ تضطر العيادات إلى فرض إجراءات العزل على العاملين فيها، إذا اتصلوا بأى شخص مصاب.
وقالت الجمعية البريطانية للصحة الجنسية وفيروس نقص المناعة البشرية إنها قلقة من تأثير ذلك على الإصابات الأخرى. وقال وزير الصحة البريطانى، ساجد جاويد، إن بلاده تخزن جرعات من لقاح الجدرى للمساعدة فى حماية بعض المجموعات من الفيروس.
وفى السياق نفسه فرضت بلجيكا حجرًا إلزاميًا على مصابى الفيروس، بعد رصد 3 حالات إصابة بمرض جدرى القرود فى البلاد، لتصبح أول دولة فى العالم تفرض الحجر الإلزامى، وقالت السلطات الصحية فى بلجيكا، أمس الأول، إنه يتعين على المصابين بفيروس جدرى القرود أن يعزلوا أنفسهم لمدة 21 يومًا، وذكرت تقارير إعلامية محلية أن الإصابات التى جرى اكتشافها مرتبطة بمهرجان أقيم فى مدينة أنتويرب الساحلية الجمعة الماضى
وفى الأرجنتين، قالت وزارة الصحة إنها رصدت ما يشتبه أنها حالة إصابة بمرض جدرى القرود فى بوينس أيرس، وأعلنت السلطات الصحية فى سويسرا تسجيل أول حالة إصابة بمرض جدرى القرود فى كانتون برن، وقالت السلطات إن مستشفى فى جنيف أكد التشخيص، مضيفة أنها بدأت عملية تتبع المخالطين له.
وفى البرتغال، سجلت السلطات الصحية، أمس، 14 حالة مؤكدة جديدة بمرض جدرى القرود، وبذلك يرتفع العدد الإجمالى للحالات المؤكدة إلى 37 مصابًا، وفى إسبانيا سجلت السلطات الصحية 4 حالات فى مدريد، ليرتفع الإجمالى إلى 34 إصابة، بالإضافة إلى 38 حالة أخرى يشتبه فى إصابتها بالفيروس فى مدريد.
وأعلنت هيئة الصحة العامة فى اسكتلندا تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس جدرى القرود، وقال مدير إدارة علوم الصحة العامة فى الهيئة: «نعمل مع مجالس الخدمة الصحية الوطنية وشركاء آخرين فى اسكتلندا والمملكة المتحدة للتحقيق فى مصدر هذه العدوى، ويجرى تحديد المخالطين عن قرب للحالة وتزويدهم بالمعلومات والمشورة الصحية». وأكدت وزارة الصحة فى الدنمارك، أمس، أنها سجلت أول حالة إصابة بالفيروس وهى لرجل عاد من رحلة إلى إسبانيا.